تصميم كلاسيكي بروح المستقبل: مرسيدس-بنز Vision Iconic تكشف ملامح الجيل المقبل
في خطوة جريئة تعكس رؤيتها للمستقبل، كشفت مرسيدس-بنز عن طرازها التصوّري الجديد Vision Iconic، الذي يُعدّ تجسيدًا مثاليًا لتحوّل العلامة من إرثها العريق إلى حقبة كهربائية متقدّمة، دون أن تتخلى عن جوهر الفخامة والأناقة الألمانية.
يمثل هذا النموذج أكثر من مجرّد سيارة، إنه بيان تصميمي يستحضر مجد الماضي بروح المستقبل، ويؤسس لمرحلة جديدة في هوية مرسيدس البصرية والتقنية.
توليفة تصميمية بين الماضي والمستقبل

لا تسعى Vision Iconic لإحداث إبهار بصري عابر، بل تقدّم بيانًا تصميميًا مدروسًا يعكس فلسفة مرسيدس-بنز في إعادة تعريف الفخامة المستقبلية.
يبدأ ذلك من الهيكل الخارجي الذي يجمع بين الطول والانخفاض في توازن محسوب، مدعوم بخطوط مستقيمة ونسب واضحة تمنح السيارة حضورًا واثقًا دون مبالغة.
السقف المنحدر بانسيابية نحو الخلف يُكمّل هذا التناسق، فيما تعامل الجوانب التفاصيل بدقّة لافتة، مثل فتحات التهوية المدمجة والخط الكرومي الرفيع أسفل الأبواب.
أما الواجهة الأمامية، فتُبرز الشبكة المضيئة بالكامل الطابع العصري للسيارة، محاطة بإطار كرومي مصقول يحتوي وحدات إضاءة صغيرة موزعة بتناغم.
وتُعزّز المصابيح الأمامية المدمجة هذا التصميم، إذ تأتي بتشكيل هندسي مستوحًى من النجمة الثلاثية، وهو اتجاه بدأ يبرز في بعض الطرازات الإنتاجية الحديثة من مرسيدس.
ومن الخلف، تستمر الفلسفة نفسها مع مصابيح LED أفقية داخل هيكل انسيابي بانحناءات هادئة تضمن مظهرًا نظيفًا وأنيقًا بلا إفراط في التفاصيل.
هذا التوجّه التصميمي لم يأتِ من فراغ؛ فقد استلهمت مرسيدس ملامح Vision Iconic من أيقوناتها التاريخية في ثلاثينيات القرن الماضي، مثل SSK و500K، وأعادت تفسيرها بروح كهربائية حديثة.
النتيجة: سيارة تمزج بين الحضور الكلاسيكي والابتكار المعاصر في قالب يليق بمستقبل العلامة الألمانية.
تقنيات Vision Iconic من مرسيدس

لا يقتصر تفرّد Vision Iconic على تصميمها الخارجي، بل يمتدّ إلى ابتكاراتها التقنية، ومن أبرزها اعتماد ألواحٍ شمسيةٍ فائقة الرقة مدمجة في هيكل السيارة، قادرة على توليد طاقةٍ إضافيةٍ من ضوء الشمس.
ووفقًا لبيانات مرسيدس، يمكن لمساحة تبلغ نحو 11 مترًا مربعًا من هذه الألواح أن تُضيف ما يصل إلى 12,000 كيلومتر من مدى القيادة سنويًا في الظروف المثالية. وتتميّز هذه التكنولوجيا بأنها لا تعتمد على معادن نادرة، فضلًا عن قابليتها العالية لإعادة التدوير.
وعلى صعيد القيادة الذاتية، تتوقع مرسيدس أن يدعم النموذج القيادة الآلية من المستوى الثاني داخل المدن، والمستوى الرابع على الطرق السريعة، بفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة.
كما تعمل الشركة على تطوير تقنية "الحوسبة العصبية" التي تحاكي طريقة معالجة الدماغ البشري للمعلومات، لتقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 90%، وتحسين سرعة استجابة أنظمة الأمان.
إضافةً إلى ذلك، تعتمد Vision Iconic على نظام توجيهٍ إلكتروني بالكامل، دون أي ارتباطٍ ميكانيكي بين عجلة القيادة والعجلات الأمامية، وهي تقنية توفر تحكمًا أكثر دقّة وسلاسة، وتُحسّن من ثبات السيارة وسهولة المناورة في المساحات الضيقة.
مقصورة Vision Iconic

تُقدّم مرسيدس-بنز في Vision Iconic مقصورة تتخطى القوالب التقليدية، إذ تبتعد عن الصورة النمطية للمستقبل المملوء بالشاشات العملاقة والتصاميم التجريبية، وتختار طريقًا أكثر فخامةً وتميّزًا يجمع بتناغم بين الحِرفية الكلاسيكية والتقنيات الذكية.
أول ما يلفت الانتباه هو لوحة العدادات المسماة "Zeppelin"، بتصميم بيضوي مستوحًى من المناطيد التاريخية، يحيط بها زجاجٌ مضاء بإضاءة زرقاء ناعمة، فيما يمتد شريط LED رفيع من منتصف اللوحة إلى الأبواب ليمنح المقصورة إحساسًا بالاتساع والهدوء.
وفي وسط اللوحة، تظهر مجموعة من الساعات التناظرية الأنيقة تتوسّطها ساعة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تحمل شعار مرسيدس، في توليفة فريدة تجمع بين الكلاسيكية والدقة التقنية.
أسفل اللوحة يمتدّ عنصر معدني ضخم نُقشت عليه رسومات طبوغرافية مستوحاة من التضاريس الجبلية، ما يمنح المقصورة طابعًا فنيًا يوحي بالحرفية العالية.
عجلة القيادة رباعية الأذرع تضيف بعدًا آخر لهذا التوجّه التصميمي، إذ تستدعي تصميم دفّات السفن الكلاسيكية، وتجلس خلفها عداداتٍ ميكانيكيةٍ دقيقة تحاكي آليات الساعات الراقية.
التفاصيل في هذا الطراز تؤكد فلسفة الفخامة الهادئة: الأبواب مزخرفة بتطعيماتٍ من عرق اللؤلؤ، والمقابض النحاسية محاطة بإضاءةٍ زرقاء خافتة، بينما تُغلف المقاعد بمخملٍ أزرق داكن يمنح شعورًا بالدفء والرقي.
أما الأرضية، فقد صُنعت من قشٍّ طبيعي منسوجٍ بزخارف زرقاء دقيقة، في تجسيدٍ لفكرة أن الفخامة ليست مجرّد مظهر، بل فلسفة متكاملة تُعيد تعريف الراحة في عصر ما بعد القيادة التقليدية.
