دراسة تكشف مفاجئة: الوقاية من السكري لا تحتاج لخسارة وزن
أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Medicine أن الأفراد المصابين بمرحلة ما قبل السكري والذين تمكنوا من تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم دون فقدان الوزن، قد شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
هذا الاكتشاف قد يغير بشكل جذري الطريقة التي نتعامل بها مع الوقاية من مرض السكري، حيث أن معظم الإرشادات الحالية تركز على فقدان الوزن كحل رئيسي للوقاية.
أهمية تنظيم الجلوكوز
وفقًا للدراسة التي أجراها المركز الألماني لأبحاث مرض السكري (DZD)، نويهيربيرج، ألمانيا، يمكن أن يساعد تنظيم الجلوكوز في الدم دون فقدان الوزن على الوقاية من مرض السكري بشكل فعال.
على الرغم من أن فقدان الوزن يُعتبر جزءًا مهمًا من الوقاية من مرض السكري، أظهرت النتائج أن الأفراد الذين تمكنوا من تحسين تنظيم الجلوكوز في الدم، سواء كانوا قد فقدوا وزنهم أو لا، كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 70% على مدى 5 سنوات.
اقرأ أيضا: دراسة إسبانية تكشف تأثير النظام الغذائي المتوسطي في الوقاية من السكري
أظهرت الدراسة أن تدخلات نمط الحياة مثل زيادة النشاط البدني وتعديل النظام الغذائي يمكن أن تساعد بشكل كبير في تنظيم مستوى الجلوكوز.
تمارين مثل المشي والسباحة تُحسن حساسية الأنسولين وتقلل من الدهون الحشوية، مما يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الصحي.
هذا التحسين يمكن أن يُخفض بشكل كبير خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
أظهرت الدراسة أن الأفراد الذين تمكنوا من تحسين تنظيم الجلوكوز دون فقدان الوزن أظهروا زيادة في الدهون تحت الجلد (الدهون الصحية)، بينما لم يظهر نفس التحسن في الأشخاص الذين لم ينجحوا في تنظيم الجلوكوز.
إن تراكم الدهون الحشوية، التي تُحيط بالأعضاء الداخلية مثل المعدة والكبد، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبالتالي، يُعتبر الحد من الدهون الحشوية وتحسين حساسية الأنسولين أمرًا بالغ الأهمية للوقاية من مرض السكري.
الوقاية من مرض السكري
تشير نتائج الدراسة إلى أن التغذية الجيدة والنوم الكافي من العوامل الأساسية في تنظيم الجلوكوز.
الأنظمة الغذائية مثل حمية البحر الأبيض المتوسط وحمية داش التي تركز على تناول الكربوهيدرات المعقدة، الخضروات، الفواكه، والدهون الصحية غير المشبعة، تساعد في تقليل تراكم الدهون الحشوية وتحسين مستويات السكر في الدم.
كما يُعد النوم الجيد وتنظيم مستويات التوتر من العوامل الأساسية لضبط مستويات الجلوكوز في الدم.
تُشير الدراسة إلى أن الإرشادات السريرية للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني يجب أن تأخذ في الاعتبار تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم جنبًا إلى جنب مع فقدان الوزن.
وهذا يفتح الباب لمقاربة جديدة للوقاية من مرض السكري، حيث يمكن للتركيز على تحسين مستويات السكر في الدم أن يكون بنفس الأهمية التي يُعطى فيها لفقدان الوزن.
