زيارة الحدائق والغابات: هل هي علاج نفسي طبيعي؟ دراسة جديدة تجيب
أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يزورون المساحات الطبيعية، مثل الحدائق والغابات أو الأماكن المائية مثل الأنهار والبحيرات، يشعرون بزيادة في مستويات السعادة طوال اليوم.
كما أظهرت الدراسة أن هذه الزيادة في السعادة كانت ملحوظة لكل من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية شائعة مثل الاكتئاب والقلق، وكذلك لأولئك الذين لا يعانون من هذه الاضطرابات.
زيارة الطبيعة تعزز الصحة النفسية
أوضح الباحثون في الدراسة المنشورة بمجلة "The Journal of Positive Psychology"، أنها استهدفت سد الفجوات البحثية المتعلقة بتأثيرات زيارة الطبيعة على الرفاهية اليومية.
وقد تم جمع البيانات من 2,140 شخصًا بالغًا في النمسا في أكتوبر 2020، وتم سؤالهم حول حالتهم المزاجية في اليوم السابق، مع التركيز على السعادة والقلق، كما تم سؤالهم ما إذا كانوا قد زاروا أي من 29 نوعًا مختلفًا من المساحات الخضراء أو المائية خلال يومهم.
وكانت النتائج مثيرة للاهتمام: فالأشخاص الذين زاروا هذه الأماكن الطبيعية يومًا ما كانوا يميلون إلى الشعور بمزيد من السعادة طوال اليوم، مقارنة بالذين لم يزوروا أي مكان طبيعي.
وكان هذا التأثير ثابتًا حتى بعد أخذ عوامل أخرى في الاعتبار مثل العمر والحالة الاجتماعية والمهنية، وكانت النتائج مماثلة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
ورغم التأثير الإيجابي على السعادة، كانت النتائج المتعلقة بالقلق أكثر تعقيدًا، ففي حين أن زيارة الطبيعة لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بتقليل القلق، ظهرت ملاحظات مثيرة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، وأولئك الذين زاروا المساحات المائية أظهروا مستويات أعلى من القلق مقارنة بمن لم يزوروا الطبيعة أو من زاروا المساحات الخضراء.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: اضطراب ADHD قد يكون مفتاح الإبداع
تفاعل الطبيعة والحالة النفسية
قد يبدو هذا الاكتشاف متناقضًا للوهلة الأولى، ولكن يعتقد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من القلق قد يزورون المساحات المائية كطريقة للتعامل مع مشاعرهم السلبية، حيث يمكن لهذه البيئات أن توفر لهم راحة مؤقتة أو شعورًا بالسيطرة على مشاعرهم، رغم أن القلق نفسه قد لا يزول تمامًا.
وبينما تدعم هذه الدراسة فكرة أن زيارة الطبيعة يمكن أن تحسن من حالة الناس المزاجية ، إلا أن هناك بعض القيود على البحث، فقد اعتمدت الدراسة على بيانات ذاتية من يوم واحد فقط، ما يجعل من الصعب استنتاج علاقات سببية واضحة، فقد يكون الأشخاص الأكثر سعادة هم الأكثر ميلًا للذهاب إلى الأماكن الطبيعية، بينما قد يزور الأشخاص الذين يعانون من القلق الأماكن المائية بحثًا عن الراحة.
ومن أجل تجاوز هذه القيود، يقترح الباحثون إجراء دراسات مستقبلية على مدى عدة أيام، واستخدام أساليب قياس أكثر دقة مثل تتبع المواقع الجغرافية أو المؤشرات الفيزيولوجية.
كما يمكن أن تساعد الأبحاث النوعية في فهم كيفية استخدام الأشخاص المختلفين للبيئات الطبيعية في تنظيم عواطفهم، خاصة أولئك الذين يعيشون مع التوتر المزمن أو القلق.
