دراسة جديدة تكشف عن تأثيرات سلبية للعلاج الكيميائي على الدماغ
كشفت دراسة رائدة من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة أن العلاج الكيميائي قد يؤدي إلى تلف الأوعية اللمفاوية في الدماغ، مما يسبب مشاكل في الذاكرة والتركيز، ويُسهم في ما يعرف بـ "الدماغ الكيميائي"، وهو ضعف إدراكي طويل الأمد يصيب العديد من مرضى السرطان حتى بعد انتهاء العلاج.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Communications Biology أكدت أن أدوية العلاج الكيميائي الشائعة، مثل دوسيتاكسيل و كاربوبلاتين، تتسبب في انكماش الأوعية اللمفاوية داخل الدماغ، مما يُضعف قدرتها على التخلص من الفضلات العصبية.
وأوضحت الباحثة جينيفر مونسون، المشاركة في الدراسة، أن هذه التغييرات تشير إلى تراجع النمو أو فشل الأوعية اللمفاوية في التجدد بشكل صحي.
آثار العلاج الكيميائي على الفئران والبشر
وفي التجارب التي أُجريت على الفئران المعالجة بدواء الدوسيتاكسيل، أظهرت النتائج ضعفًا في الذاكرة وانخفاضًا في قدرة الدماغ على التصريف اللمفاوي، ما يعكس الحالة نفسها التي يعاني منها المرضى البشريون.
وهذه النتائج تشير إلى أن العلاج الكيميائي ليس فقط يؤثر على الجسم فسيولوجيًا، بل أيضًا له تأثيرات سلبية طويلة المدى على القدرات العقلية.
ولاحظت الدراسة وجود اختلاف بين الجنسين في تأثير العلاج الكيميائي على الصحة العقلية، حيث كانت النساء أكثر تأثرًا، خاصةً مريضات سرطان الثدي.
وأشارت الباحثة مونسون إلى أن أمراض الجهاز اللمفاوي تُصيب النساء بشكل أكبر من الرجال، وهو ما يعزز أهمية البحث المستمر في الآثار العصبية طويلة المدى للعلاج الكيميائي.
إرشادات العلاج الكيميائي للسرطان
ةأوضح الباحثون أنهم يعملون حاليًا على تطوير تدخلات طبية وقائية لحماية وظائف الجهاز اللمفاوي دون التأثير على فعالية العلاج الكيميائي. ويشمل هذا مراجعة الأدوية، إضافة إلى تبني أنماط حياة صحية مثل النوم المنتظم والرياضة.
وأضافت الباحثة مونسون:"الخطوة الأولى هي الفهم، ومع هذه النتائج أصبح لدينا الأمل في إيجاد حلول للمساعدة".
وأكدت مونيه روبرتس، المؤلفة المشاركة في الدراسة، على ضرورة أن يولي الأطباء المزيد من الاهتمام لتأثيرات العلاج الكيميائي على الذاكرة والتركيز، حيث غالبًا ما يتم تجاهل هذه الآثار رغم تأثيرها الكبير على جودة الحياة بعد العلاج.
