دراسة تقلب المفاهيم: هرمون الأنوثة.. يحمي الذكور نفسيًا!
كشفت دراسة حديثة أن هرمون الإستروجين يلعب دورًا مهمًا في حماية الدماغ الذكوري من سلوكيات شبيهة بالاكتئاب المرتبطة بالتوتر، وهو تأثير كان يُعتقد سابقًا أنه مرتبط بالأساس بالتستوستيرون.
وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Molecular Psychiatry، أن تأثير الإستروجين يتم عبر بروتين محدد يعرف باسم مستقبل الإستروجين بيتا، ضمن مسار عصبي مرتبط بمعالجة المكافأة في الدماغ.
اقرأ أيضًا: هل تؤثر الحمية الغذائية منخفضة الدهون على هرمون الرجولة؟
فقد قام فريق البحث بقيادة بوليمنيا جورجيو باستخدام نموذج "الضربة المزدوجة" في ذكور الفئران، حيث تم أولًا خفض مستويات الهرمونات الجنسية عبر إزالة الخصيتين، ثم تعرّضت الفئران لضغط اجتماعي خفيف.
وأظهرت النتائج أن الجمع بين انخفاض الهرمونات والتعرض للتوتر أدى إلى ظهور سلوكيات سلبية، مثل تجنب التفاعل الاجتماعي وفقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة.
وعند إعطاء الإستروجين 17β-estradiol قبل التعرض للتوتر، تمكن الباحثون من منع ظهور هذه السلوكيات، مما أكد الدور الحاسم للإستروجين في تعزيز مقاومة الدماغ الذكوري للتوتر.
تأثير مستقبل الإستروجين على التوتر
استخدم الباحثون فئرانًا معدلة وراثيًا، تفتقر إلى مستقبلات الإستروجين ألفا أو بيتا، وأثبتت النتائج أن مستقبل الإستروجين بيتا هو المسؤول عن الحماية من السلوكيات الاكتئابية المرتبطة بالتوتر، بينما أظهرت فئران الإناث اختلافًا في الاستجابة، ما يشير إلى دور الجنس في تأثير هذا المستقبل.
وأظهرت التجارب الحديثة، التي اعتمدت على تقنيات التحفيز الضوئي والتصوير الفوتومتري للألياف العصبية، أن المسار العصبي الممتد من اللوزة الأساسية إلى النواة المتكئة يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم استجابة الدماغ الذكوري للتوتر والمكافأة.
وأكدت النتائج إمكانية التحكم في هذا المسار، بحيث يؤدي تحفيزه إلى معالجة السلوكيات السلبية، بينما يؤدي تثبيطه إلى زيادة قابلية الذكور للتعرض للتوتر.
وأخيرًا، فصل الباحثون بين تأثير التستوستيرون والإستروجين باستخدام دواء letrozole، الذي يمنع تحويل التستوستيرون إلى إستروجين، وأكدوا أن غياب الإستروجين، وليس التستوستيرون، هو السبب الرئيسي لزيادة القابلية للتوتر.
كما اختبر الفريق مركب DHED، وهو دواء يتحول إلى 17β-estradiol داخل الدماغ فقط، ونجح في حماية ذكور الفئران من السلوكيات الاكتئابية دون آثار جانبية في الجسم، ما يمهد الطريق لعلاجات مستقبلية مخصصة للرجال.
وتفتح هذه الدراسة آفاقًا لفهم الأساس البيولوجي لتأثير التوتر على الذكور وتطوير علاجات مستقبلية مستهدفة، مع التركيز على مستقبلات الإستروجين بيتا والمسارات العصبية المرتبطة بالمكافأة، خصوصًا لدى الرجال الذين يعانون من انخفاض مستويات الهرمونات.
