الأحساء.. واحة التاريخ والجمال الطبيعي في قلب السعودية
أفضل الأماكن السياحية في الأحساء
مدينة جواثا السياحية
تقع مدينة جواثا السياحية في الجهة الشمالية الشرقية من الهفوف، وتُعد من أبرز الوجهات الترفيهية والسياحية في محافظة الاحساء. افتُتحت عام 2018 لتجمع بين عبق التاريخ وروح الترفيه العصري، وتستقبل زوّارها يوميًا من الثامنة صباحًا حتى منتصف الليل، مع إمكانية الدخول من دون الحاجة إلى تذاكر مسبقة.
تحمل جواثا في طيّاتها تاريخًا يمتد لآلاف السنين، إذ كانت من أوائل المناطق المأهولة في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام، وقد عُثر فيها على أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري قبل أكثر من أربعة آلاف عام. اشتهرت عبر التاريخ بخصوبة أرضها ووفرة عيونها المائية، وكانت محطةً تجارية مهمة بعد ميناء العقير. كما تحتضن المدينة مسجد جواثا التاريخي، أحد أقدم المساجد في المنطقة، والذي يعكس عمقها الديني والحضاري.
أما اليوم، فتُعد جواثا وجهةً نابضة بالحياة تقدم لزوارها تجارب متنوعة تجمع بين المغامرة والاستجمام، من بينها الطيران الشراعي، وسباقات الكارتنج، ورياضة البينتبول، إضافة إلى مدينة ملاهٍ متكاملة وبحيرة مائية مخصّصة لركوب القوارب.
ويُشكّل سوق هجر التراثي جزءًا أصيلا من التجربة، إذ يضم محالاً بطابعٍ أحسائي تقليدي تعرض التحف اليدوية والأواني المحلية، فيما تُكمل المطاعم والمقاهي الشعبية المشهد بأجواء تعبق بكرم الضيافة الأحسائية.
وتكتمل التجربة بوجود حديقة الحيوانات والمساحات الخضراء الواسعة التي تمنح الزائرين أجواء من الاسترخاء والمتعة، لتصبح جواثا بحق وجهة عائلية متكاملة تجمع بين التاريخ والطبيعة والترفيه، وكل ذلك برسوم دخول رمزية لا تتجاوز عشرة ريالات.
سوق القيصرية التاريخي
يُعد سوق القيصرية من أعرق المعالم التراثية في الاحساء، إذ يعود تاريخه إلى عام 1822م، ويقع في قلب مدينة الهفوف بالمنطقة الشرقية، كأحد أقدم وأبرز الأسواق التقليدية في المملكة.
يمتد السوق على مساحة تفوق 15 ألف متر مربع ويضم أكثر من 400 محل تجاري تتوزع على ممرات مسقوفة بتصميم هندسي يسمح بدخول الضوء والهواء الطبيعيين، مع 14 بوابة رئيسية تمنحه طابعًا حيويًا متجدّدًا.
ويُعد السوق أيقونة معمارية تجسّد الطراز العربي القديم، وشاهدًا على التاريخ التجاري والثقافي للاحساء، إذ ما يزال يحتفظ بروح الماضي من خلال الحرف اليدوية التقليدية التي توارثها أهل المنطقة.
ويضم السوق تنوّعًا غنيًا من المتاجر التقليديّة، إلى العطارة والأكلات الشعبية والتمور الأحسائية الشهيرة، ليبقى وجهة نابضة تجمع بين أصالة التراث وحيوية الحاضر.
اقرأ أيضًا: السفر إلى الاتحاد الأوروبي لن يكون كما كان من قبل.. ماهي القواعد الجديدة؟
بيت البيعة
يُعد بيت البيعة من أبرز المعالم التاريخية في الاحساء، إذ يجسّد مرحلة محورية في تاريخ المملكة العربية السعودية. شُيّد عام 1788 على يد الشيخ عبدالرحمن بن عمر آل ملا في حي الكوت بمدينة الهفوف، وشهد في عام 1912 حدثًا وطنيًا بارزًا تمثل في مبايعة أهالي الاحساء للملك عبدالعزيز آل سعود، وكان حينها مملوكًا للشيخ عبداللطيف آل ملا، مفتي الاحساء، واحتضن الغرفة التي أقام فيها الملك ليلة البيعة.
يتميز البيت بطرازه العربي الأصيل الذي يجمع بين البساطة والأناقة، وتزين واجهاته الأقواس المدببة والنقوش التقليدية التي تعكس جمال العمارة النجدية في تلك الفترة.
وبعد ترميمه وافتتاحه أمام الزوار، أصبح وجهة ثقافية بارزة تستقطب محبي التاريخ والتراث، لما يحمله من رمزية وطنية عميقة ومكانة راسخة في الذاكرة السعودية.
قصر إبراهيم الأثري
يقع قصر إبراهيم في قلب مدينة الهفوف وسط حي الكوت التاريخي، ويمتد على مساحة تقارب 18,200 متر مربع، مما يجعله أحد أبرز المعالم التي تجسّد عمق تاريخ الأحساء ومكانتها الاستراتيجية. شُيّد القصر في عهد سلالة آل جبري بين عامي 1436 و1534م، وعُرف بعدة أسماء منها قصر القبة وقصر الكوت.
يمتاز القصر بتصميم معماري فريد يجمع بين الطرازين الإسلامي والعسكري، حيث تتزين أسقفه بالقباب والمحراب الكبير لمسجده الداخلي، وتحيط به الأبراج الدفاعية والثكنات وإسطبلات الخيل التي تعكس دوره التاريخي كحصنٍ دفاعي ومركزٍ إداري في آنٍ واحد.
أماكن سياحية في الأحساء عوائل
جبل القارة
يُعد جبل القارة من أبرز المعالم الطبيعية في محافظة الأحساء، ويشتهر بتشكيلاته الصخرية الفريدة وكهوفه الباردة التي تستقطب الزوّار على مدار العام.
يقع الجبل على بُعد نحو 15 كيلومترًا شرق مدينة الهفوف، ما يجعله من الوجهات السياحية سهلة الوصول، وتتميّز المنطقة بإطلالاتها الخلابة التي تُبرز جمال الطبيعة في واحة الأحساء.
تقدّم منطقة جبل القارة تجربة تجمع بين المغامرة والاستكشاف، حيث يمكن للزوار تسلق الصخور أو التجوّل داخل الممرات والكهوف الطبيعية التي تُشكّل لوحة جيولوجية مدهشة تحكي تاريخ المكان وفرادته الطبيعية.
اقرأ أيضًا: السفر الفردي في السعودية.. تجربة تتصدر 2025
منتزه الملك عبد الله البيئي
يُعد منتزه الملك عبدالله البيئي من أبرز المعالم الحديثة في الأحساء، إذ يقع جنوب الهفوف على مساحة تتجاوز 450 ألف متر مربع على الطريق الدائري الداخلي الذي يربط بين الهفوف والمبرز. ويُعد المنتزه من أكبر المساحات الخضراء في المنطقة الشرقية، وجزءًا من جهود أمانة الأحساء لتوفير مرافق ترفيهية متكاملة للسكان والزوار.
يضم المنتزه مجموعة واسعة من الأنشطة والمرافق الترفيهية، من أبرزها النافورة التفاعلية الأكبر عالميًا، وجزيرة مائية بطول 700 متر، إضافة إلى مجمعات ألعاب للأطفال ومساحات مخصّصة للعائلات. كما يحتضن المنتزه قرية تراثية تجسّد ملامح الأحساء القديمة عام 1350هـ، إلى جانب معرضٍ للصور التراثية يروي تاريخ المنطقة وثقافتها الغنية.
ويُعرف المنتزه كذلك باستضافته المهرجانات الوطنية والتراثية، وبجمال جسوره المعلقة والعربات الهوائية التي ترتفع حتى 72 مترًا، لتمنح الزوار مشاهدة بانورامية مذهلة لمعالم الأحساء الطبيعية وسحرها الفريد.
