جيل زد يكسر حاجز الصمت حول الرواتب.. هل انتهى زمن السرّية؟
كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة Robert Half، أن أكثر من 80% من موظفي جيل زد تحدثوا مع زملائهم عن رواتبهم وأجورهم، مقارنة بـ 41% من جيل إكس و31% من جيل الطفرة السكانية، في مؤشر على تحوّل ثقافي كبير في بيئة العمل نحو مزيد من الشفافية المالية.
وترى نانسي رومانيشين، المديرة التنفيذية في شركة Syndio، أن الحديث عن الرواتب لم يعد من المحظورات، بل أصبح وسيلة لبناء الثقة بين الموظفين والإدارة، وقالت رومانيشين، التي سبق أن كشفت تاريخ رواتبها بالكامل أمام زملائها خلال مؤتمر للموارد البشرية عام 2022: "كان الأمر غير مريح إطلاقًا، لكن كان الهدف أن يدرك الحاضرون أن كسر الصمت حول المال سيكون ضرورة في مستقبل العمل".
وأضافت أن جيل الشباب في سوق العمل اليوم أكثر جرأة في مناقشة الأجور، بخلاف الأجيال السابقة التي اعتادت على التحفّظ، معتبرة أن هذا الانفتاح خطوة إيجابية نحو إرساء مبدأ العدالة الوظيفية.
اقرأ أيضًا: قصص جيل زد مع الثروة.. مفاجآت لم تتوقعها!
هل الكشف عن الأجر يخلق فجوة؟
ورغم أن القوانين في دول مثل الولايات المتحدة وكندا تمنح الموظفين الحق في الحديث عن رواتبهم، لا تزال بعض الشركات تشعر بالقلق من هذه الممارسة، لأنها قد تُظهر اختلالات غير عادلة في هيكل الأجور.
لكن جيسيكا بيلو، الرئيسة العالمية لقطاع المكافآت في شركة Deel، ترى أن الحل ليس في إخفاء الأرقام، بل في المصارحة، قائلة: "لنكن واقعيين، الموظفون يتحدثون عن الرواتب سواء شجّعتهم الشركة أم لا. إنهم يقارنون، يبحثون عبر الإنترنت، بل ويسألون شات جي بي تي. الشفافية في الأجور لا تخلق الفجوات، بل تكشفها".
وأكدت بيلو أن على القادة بناء أطر واضحة للرواتب وشرح أسباب الفروقات القائمة، سواء كانت ناتجة عن اختلاف الخبرات أو سياسات الميزانيات بين الإدارات.
وشددت رومانيشين على أهمية الانفتاح الصادق مع الموظفين، موضحة أنه عند طرح سؤال حول سبب تفاوت الأجور، يجب أن تكون إدارة الموارد البشرية قادرة على تقديم تفسير منطقي وعادل، ودعت إلى عقد لقاءات عامة وحوارات داخلية تشرح فيها الشركات سياسات الأجور ومبادئها، لتشجيع الثقة المتبادلة وتقليل سوء الفهم.
