ملايين تحت المطرقة: أغلى 5 سيارات بيعت في التاريخ
عالم المزادات لا يعرف حدودًا حين يتعلق الأمر بـ السيارات الكلاسيكية النادرة، فتتحول بعض الطرازات إلى أيقونات تتجاوز قيمتها حدود المعدن والمحرّك لتصبح استثمارات تاريخيّة تحمل في طياتها إرث السباقات والابتكار.
وخلال العقد الأخير، شهدت قاعات المزادات العالمية صفقات فلكية لسيارات من فيراري ومرسيدس-بنز، تجاوزت أسعارها عشرات الملايين من الدولارات، لتكتب سطورًا جديدة في سجلّ السيارات الأغلى على الإطلاق.
أغلى خمس سيارات بيعت في المزادات
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على أغلى خمس سيارات بيعت في المزادات، ونستعرض الحكايات الاستثنائية وراء كل واحدة منها، من انتصاراتها على الحلبات إلى مكانتها كقطع فنية خالدة تجذب أنظار جامعي التحف حول العالم.
Ferrari 250 GTO
في صيف 2014، شهدت قاعة مزادات بونهامز واحدة من اللحظات الأكثر إثارة في عالم السيارات الكلاسيكية، عندما بيعت فيراري 250 GTO من العام 1962 مقابل 38.1 مليون دولار أمريكي، لتترسخ مكانتها كأيقونة في تاريخ المزادات.
هذه السيارة كانت بمنزلة قطعة نادرة من تاريخ السباقات الإيطالية، إذ خرجت من خطوط إنتاج مارانيللو بوصفها النسخة رقم 19 من أصل 36 سيارة فقط أنتجتها فيراري من طراز 250 GTO، وبقيت تحت ملكية عائلة واحدة لما يقارب نصف قرن، ما أضاف لها قيمة عاطفية وتاريخية استثنائية.
مشوارها الرياضي بدأ مبكرًا عندما خاضت سباق طواف فرنسا Tour de France عام 1962، ونجحت في قطع 3,418 ميلاً لتحقق المركز الثاني، وهو إنجاز عزز سمعتها بين عشاق سباقات التحمّل.
لاحقًا، عادت السيارة إلى مصنع فيراري لتخضع لعملية ترميم شاملة أعادت لها بريقها الأصلي، قبل أن تدخل غمار سباقات تسلّق الهضاب في أكثر من مناسبة، مثبتة أنها ليست مجرد سيارة للعرض بل منافس قادر على الإبهار.
1962 Ferrari 250 GTO
نسخة أخرى من الطراز GTO واصلت كتابة المجد بعد أربع سنوات فقط، ففي 26 أغسطس 2018، بيعت واحدة من نسخ GTO الأشد ندرة مقابل 48.4 مليون دولار أمريكي، عبر دار آر إم سوذبيز، لتسجل رقمًا جديدًا في عالم السيارات الكلاسيكية.
هذه السيارة كانت النسخة الثالثة من أصل 36 فقط خرجت من مصنع مارانيللو، وتميزت بفرادتها كونها واحدة من أربع نسخ جرى تطويرها بهيكل Series II من تصميم سيرجيو سكاليتي، المصمم الأسطوري الذي ارتبط اسمه بفيراري في حقبة الستينيات وصاغ بأفكاره بعضًا من أكثر خطوطها الانسيابية شهرة وجاذبية.
وفي بدايات مسيرتها، تولى بطل العالم للفورمولا 1 فيل هيل اختبارها استعدادًا لسباق تارجا فلوريو Targa Florio عام 1962، قبل أن تحقق انتصارين متتاليين في السباق خلال العامين التاليين.
ولم يتوقف بريقها عند هذا الحد، إذ لعبت دورًا حاسمًا في فوز فيراري ببطولة العالم للسيارات السياحية GT Championship عام 1964، لتتحول إلى واحدة من سيارات السباقات الأكثر قيمة ونُدرة في تاريخ العلامة الإيطالية.
اقرأ أيضًا: سيارة Alfa Romeo 8C DoppiaCoda Zagato.. ساحرة من الماضي للمستقبل
Ferrari 250 GTO by Scaglietti
لم يتوقف سحر فيراري 250 GTO عند المزادات التاريخية في 2014 و2018، بل عاد الطراز نفسه ليخطف الأضواء من جديد في نوفمبر 2023.
ففي مزاد أقامته دار آر إم سوذبيز، بيعت نسخة فريدة من تصميم سكاليتي، مقابل 51.7 مليون دولار أمريكي، بعد أن سجلت مسيرة رياضية استثنائية جعلتها من بين الأيقونات الأكثر تميزًا.
تُعد هذه النسخة استثنائية بكل المقاييس، فهي الوحيدة من فئة GTO Tipo التي حملت ألوان فريق فيراري في حقبة الستينيات الذهبية.
وفي عام 1962، أثبتت جدارتها على الحلبات حين انتزعت الفوز بفئتها، واعتلت المركز الثاني في الترتيب العام لسباق نوربورغرينغ Nürburgring الشهير، قبل أن تشارك في أحد سباقات التحمل الأعرق على الإطلاق، لومان 24 ساعة، في العام ذاته.
وبعد مرور نصف قرن من الإنجازات، لم تفقد السيارة بريقها، إذ عادت لتتألق مجددًا عام 2011 في مسابقة الأناقة – بيبل بيتش Concours d’Elegance Pebble Beach، حيث نافست بين 23 سيارة من الطراز نفسه، لتظفر بالمركز الثاني في فئتها وتؤكد مكانتها بوصفها أسطورة خالدة لا تزال تفرض حضورها جيلاً بعد جيل.
اقرأ أيضًا: محرك أودي R8 V10: السرعة الفائقة والتفاعل اللحظي في عالم السيارات الفاخرة
Mercedes-Benz W196
نعود إلى حقبة الخمسينيات، حين كانت سباقات الفورمولا 1 مسرحًا لصراع عمالقة مثل خوان مانويل فانجيو وستيرلنغ موس، لنجد أنفسنا أمام إحدى أعظم سيارات تلك الفترة: مرسيدس-بنز W196.
هذه النسخة تحديدًا، التي بيعت في فبراير 2025 عبر دار آر إم سوذبيز مقابل 53.9 مليون دولار أمريكي، تحمل تاريخًا لا يشبه أي سيارة أخرى.
فمن بين أربع سيارات من طراز ستريملاينر Streamliner أنتجتها الشركة آنذاك، كانت هذه السيارة هي الوحيدة التي طُرحت للتملك الخاص، فيما احتُفظ بالسيارات الثلاث الأخرى لاستخدامات رسمية أو للمشاركة في السباقات.
وما يزيد من تفرد هذه السيارة، أنها حملت بصمة اثنين من أعظم سائقي تلك الحقبة، إذ قادها خوان مانويل فانجيو نحو الفوز في سباق جائزة بوينس آيرس الكبرى عام 1955، قبل أن يتولى أسطوري آخر، وهو السير ستيرلنغ موس، قيادتها ليسجل بها أسرع لفة في جائزة إيطاليا الكبرى على حلبة مونزا في العام نفسه.
وبعد مسيرة أسطورية على الحلبات، تحولت السيارة إلى قطعة متحفية نادرة بقيت بعيدة من أيدي الملاك لنحو ستة عقود، قبل أن تعود لتتصدر المشهد من جديد تحت أضواء المزادات.
اقرأ أيضًا: Czinger 21C.. سيارة هجينة تعيد تعريف الأداء الفائق وتكسر 5 أرقام قياسية
Mercedes-Benz 300 SLR Uhlenhaut Coupe
بفارق شاسع عن أقرب منافسيها، تتربع Mercedes-Benz 300 SLR Uhlenhaut Coupe على قمة مزادات السيارات بعدما بيعت في 5 مايو 2022 عبر دار آر إم سوذبيز بسعر غير مسبوق بلغ 142 مليون دولار أمريكي، رقم فلكي يُرجَّح أن يظل عصيًا على التحطيم لعقود مقبلة.
هذه التحفة النادرة هي واحدة من نموذجين فقط جرى إنتاجهما عام 1955، وتحمل اسم مبتكرها ومديرها الهندسي رودولف أولنهوت.
جاء تصميمها مستندًا إلى سيارة الفورمولا 1 الأسطورية W196R، التي قادها البطل الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو لتحقيق لقبين عالميين.
مع ذلك، تميزت نسخة أولنهوت بمحرك أكبر سعة 3.0 لتر، ما منحها سرعة قصوى مذهلة وصلت إلى 290 كيلو مترًا في الساعة، فكانت بحق من أسرع السيارات في زمنها.
ومع مرور ما يقارب سبعة عقود على تصنيعها، لا تزال هذه الكوبيه الفريدة تجسد الفخامة والقوة والهندسة الألمانية المتفوقة، لتصبح رمزًا نادرًا يصعب أن ينازعه أي طراز آخر في مزادات السيارات الكلاسيكية.
