أوتوماتيكية أم كوارتز؟ اكتشف السّاعة المثاليّة لأسلوبك وأناقتك
لا تكتمل أناقة الرجل دون ساعة فاخرة "تُزيِّن" معصمه، فهي أكثر من "مُجرَّد" وسيلة لمعرفة الوقت، بل تعكس ذوقه وشخصيته. لكن السؤال الأهم هو: هل تفضل الساعة الكوارتز أم الأوتوماتيكية؟ قبل اتخاذ القرار، من الضروري التعرف إلى الفروق الجوهرية بين هذين النوعين، وأوجه التشابه بينهما، لمعرفة أيّهما الأنسب لأسلوبك وحياتك اليومية. فلنبدأ أولاً بالساعات الكوارتز.
ما هي ساعات الكوارتز؟
عندما "يَتعلَّق" الأمر بساعات الكوارتز، فهذا يعني التقنية التي "تُحرِّك" هذا النوع من الساعات.
ما هو الكوارتز؟
الكوارتز هو معدن متوفر بكثرة على كوكب الأرض، وهو ثاني أكثر المعادن وفرة في القشرة الأرضية، بعد الفلسبار، وهو معدن بلوري "يَتكوَّن" من ثاني أكسيد السيليكون، أو السيليكا، وله خصائص غامضة.
تاريخ ثورة الكوارتز
قبل سبعينيات القرن الماضي، كانت معظم الساعات تعمل بآليات ميكانيكية دقيقة، سواء أوتوماتيكية أو يدوية، "تَتطلَّب" تدخلاً منتظمًا من مرتديها، كإعادة تعبئة الساعة يدويًا لتستمر في العمل وهو أمر لم يكن عمليًا دائمًا.
وجاء اختراع ساعات الكوارتز "لِيُغيِّر" هذه القاعدة. ففي عيد الميلاد من عام 1969، كشفت شركة Seiko عن أول ساعة كوارتز في العالم، لتحدث ثورة حقيقية في عالم صناعة الساعات.
بفضل دقتها العالية وسهولة استخدامها، سرعان ما انتشرت هذه التقنية، مكتسبةً شعبية واسعة أدت إلى ما عُرف لاحقًا بـ "أزمة الكوارتز"، وهي المرحلة التي "شَهِدت" فيها صناعة الساعات السويسرية التقليدية اضطرابًا كبيرًا نتيجة التفوق التكنولوجي للساعات الجديدة.
اقرأ أيضًا: في اليوم الوطني.. إصدار خاص من ساعة Casio الأيقونية
كيف تعمل ساعات الكوارتز؟
كما يوحي اسمها، تعتمد ساعات الكوارتز على خاصية فريدة في بلورات الكوارتز "تُعرَف" بـ الكهرباء الضغطية، وهي الأساس الذي تقوم عليه دقة هذا النوع من الساعات.
فعندما تتعرض بلورة الكوارتز لضغط ميكانيكي، "تُولِّد" شحنة كهربائية صغيرة، والعكس صحيح، إذ تبدأ البلورة بالاهتزاز بتردد ثابت عند تمرير تيار كهربائي عبرها.
في داخل الساعة، "تُطبِّق" دائرة إلكترونية دقيقة شحنة على البلورة لتجعلها تتذبذب 32,768 مرة في الثانية. يلتقط المعالج هذه التذبذبات "ويُحوِّلها" إلى نبضة كهربائية واحدة كل ثانية، وهي التي تحرّك العقارب بدقة متناهية.
وبعد فهم هذه التقنية المذهلة، حان الوقت لمعرفة "مُميِّزات" وعيوب ساعات الكوارتز، ولماذا ما تزال حتى اليوم الخيار المفضل للكثيرين.
اقرأ أيضًا: بلون راية عزّنا في اليوم الوطني السعودي.. ساعات تنبض بالأخضر
"مُميِّزات" الساعات الكوارتز
سهولة الاستخدام
"تَتمثَّل" الميزة الأبرز في ساعات الكوارتز في سهولة استخدامها واعتمادها الكامل على الطاقة الكهربائية بدلاً من الحركة الميكانيكية.
فبينما تحتاج الساعات الأوتوماتيكية أو اليدوية إلى اللف المنتظم لتبقى في حالة عمل، فإن ساعات الكوارتز لا "تَتطلَّب" أي تدخّل من مرتديها.
"يُشغِّلها" مصدر طاقة بسيط، غالبًا بطارية صغيرة، "تُمدُّها" بالكهرباء التي تُبقي العقارب في حركة مستمرة ودقيقة، ما يجعلها الخيار الأكثر عملية لمن يفضل الراحة والدقة معًا.
"الدِّقة"
"تُعرَف" ساعات الكوارتز بدقتها العالية مقارنة بالساعات الميكانيكية، إذ لا تتأثر كثيرًا بتغيّرات الجاذبية أو الارتفاعات. بينما قد تتباطأ أو تتسارع الساعات الميكانيكية تبعًا للموقع، تبقى ساعات الكوارتز ثابتة ودقيقة في عرض الوقت.
السعر المعقول
"يُعدُّ" تصنيع ساعات الكوارتز أقل تكلفة، لأنها لا "تَتطلَّب" الحرفية الدقيقة نفسها اللازمة للحركات الميكانيكية، كما أن بلورات الكوارتز متوفرة بكثرة، ما يجعلها خيارًا اقتصاديًا بدون التضحية بالجودة.
الحجم
"تَتمتَّع" ساعات الكوارتز بمكونات داخلية صغيرة الحجم، ما يمنحها تصاميم أنحف وأكثر خفة من الساعات الميكانيكية، وهو ما يناسب من يفضل المظهر العصري والبسيط.
المتانة
"تَتفوَّق" ساعات الكوارتز في قدرتها على تحمل الظروف القاسية كالصدمات أو تغيرات الحرارة، بفضل بساطة آليتها الداخلية. ولهذا "تُعتبر" خيارًا مثاليًا لعشاق المغامرات والأنشطة اليومية النشطة.
العيوب – البطاريات
تعتمد ساعات الكوارتز على البطارية كمصدر طاقة رئيسي، مما يستلزم استبدالها كل بضع سنوات. ومع أن استهلاكها للطاقة منخفض جدًا، فإن هذا "يُعدُّ" العيب الأبرز مقارنة بالساعات الأوتوماتيكية أو اليدوية التي تعمل ذاتيًا بالحركة.
جودة الصنع
يميل هواة الساعات الفاخرة إلى تفضيل الميكانيكية منها، نظرًا للحرفية العالية التي "تَتطلَّبها" صناعتها. ومع ذلك، تظل ساعات الكوارتز خيارًا موثوقًا وأنيقًا لمن يبحث عن الدقة العملية والتكلفة المعقولة.
أما الساعات الأوتوماتيكية، فتُعدُّ بديلًا شائعًا لساعات الكوارتز والساعات الميكانيكية التقليدية، ولكن كيف تعمل؟ وكيف تُعبأ ذاتيًا؟ وهل هي خيار مناسب لمن يرتدي ساعته من حين لآخر؟
نبذة تاريخية عن حركات الساعات الأوتوماتيكية
تعود بدايات الساعات الأوتوماتيكية إلى سبعينيات القرن الثامن عشر، حين "طوَّر" صانع الساعات السويسري أبراهام لويس بيريليه أول آلية ذاتية التشغيل، كانت تعتمد على حركة معصم مرتديها لتشغيل الساعة لمدة تصل إلى ثماني ساعات. ومع مرور الوقت، أصبحت آلية ميزان الرافعة السويسرية ذات الزنبرك الحلزوني، التي ظهرت عام 1755، الأساس المعتمد في أغلب الساعات الميكانيكية حتى اليوم.
ورغم أن الساعات الأوتوماتيكية الأولى لم تصل إلى الجمهور إلا عام 1780، فإنها كانت تُطرح آنذاك في شكل ساعات جيب من تصميم أبراهام-لويس بريجيه، الذي "طوَّر" تصاميم بيريليه الأصلية، لكنها لم تلق نجاحًا بسبب ضعف موثوقيتها، ما أدى إلى اختفائها تدريجيًا بحلول عام 1800.
شهدت هذه التكنولوجيا نقلة نوعية خلال الحرب العالمية الأولى، عندما تراجعت ساعات الجيب لصالح ساعات اليد، وأصبح تحويل طاقة حركة المعصم إلى طاقة تشغيل الساعة أكثر كفاءة. "ويُنسَب" الفضل في ابتكار أول حركة أوتوماتيكية مخصّصة لساعات اليد إلى صانع الساعات الإنجليزي جون هاروود.
أما في القرن العشرين، فقد ظهر تطور جديد تمثل في ما يُعرف بـ الزنبرك الحر أو التقويم الدائم، الذي يعتمد على محامل كروية بدلاً من الرافعات التقليدية لضبط الوقت. وقد طرحت شركة سيكو Seiko هذا الابتكار عام 1970، لكنه ما يزال "يُعتبر" نادرًا ومكلفًا، إذ قد يتجاوز سعر بعض النماذج منه 12,000 دولار أمريكي.
ما هي الساعة الأوتوماتيكية؟
الساعة الأوتوماتيكية هي ساعة ميكانيكية ذاتية التعبئة، تعتمد على حركة معصم مرتديها لتوليد الطاقة بدلاً من الحاجة إلى لفها يدويًا بانتظام. ففي الساعات الميكانيكية التقليدية، يجب لف الزنبرك الرئيسي يدويًا عبر تدوير التاج الجانبي لتشغيل تروس الساعة. أما في الساعات الأوتوماتيكية، "فتَتمُّ" هذه العملية بشكل ذاتي أثناء ارتدائها.
اقرأ أيضًا: خاتم وساعة ألماسية من "جاكوب أند كو" تزين زفاف بيني بلانكو وسيلينا غوميز
تحتوي الساعة الأوتوماتيكية على "دوَّار" معدني صغير يدور مع كل حركة للمعصم، ما يؤدي إلى شدّ الزنبرك الرئيسي وتخزين الطاقة فيه. بعد ذلك، تقوم مجموعة من التروس بنقل هذه الطاقة تدريجيًا إلى العقارب، "لتُحافظ" على دقة الوقت واستمرارية عمل الساعة دون توقف لعدة ساعات أو حتى أيام، قبل أن تحتاج إلى إعادة التعبئة مجددًا في حال عدم ارتدائها.
أما من حيث الدقة، "فتُعرَف" الساعات الأوتوماتيكية بانضباطها العالي رغم كونها ميكانيكية، إذ تصل نسبة دقتها إلى نحو 99.97%. وفي المتوسط، قد تتقدّم أو تتأخر بحوالي 25 ثانية كل يومين، وهي نسبة هامشية للغاية مقارنة بالتعقيد الميكانيكي الذي تحتويه.
"مُميِّزات" الساعات الأوتوماتيكية
"الدِّقة"
"تُعدُّ" "الدِّقة" العامل الأهم عند اختيار الساعة المناسبة. "وتُعرَف" الساعات الأوتوماتيكية بانضباطها العالي رغم تعقيد آليتها الميكانيكية، إذ تبلغ نسبة دقتها حوالي 99.97%. قد تتقدّم أو تتأخر بنحو 25 ثانية كل يومين فقط، وهي نسبة ضئيلة جدًا مقارنة بدقّتها واستقرارها على المدى الطويل.
لا بطاريات
"تَتميَّز" الساعات الأوتوماتيكية بأنها لا تحتاج إلى بطاريات إطلاقًا. فبفضل آلية التعبئة الذاتية، "تُغذَّى" حركة الساعة بالطاقة الناتجة عن حركة معصم مرتديها، ما يجعلها خيارًا عمليًا واقتصاديًا يقلل من تكاليف الصيانة على المدى البعيد.
"ذاتِيَّة" التعبئة
"تُعدُّ" آلية التعبئة الذاتية قلب الساعة الأوتوماتيكية النابض، فهي المسؤولة عن دقّتها واستمرارية عملها. فكل حركة طبيعية لمعصمك "تُحرِّك" "الدوَّار" الداخلي الذي يلفّ الزنبرك الرئيسي تلقائيًا، مما يضمن بقاء الساعة في حالة تشغيل دائمة طالما تُرتدى بانتظام.
المتانة
عند العناية الجيدة بالساعة الأوتوماتيكية وصيانتها الدورية، يمكن أن تدوم لعقود طويلة دون أن تفقد قيمتها، بل على العكس، تزداد قيمتها بمرور الزمن، خصوصًا في الموديلات النادرة أو تلك المصنوعة يدويًا.
الحرفية والجمال
"تُمثِّل" الساعات الأوتوماتيكية ذروة الحرفية في عالم صناعة الساعات. فهي مزيج من الهندسة الدقيقة والفن الراقي، تجمع بين الميكانيكا المعقّدة والتصاميم الفاخرة، ما يجعلها قطعة فنية بحد ذاتها أكثر من كونها أداة لقياس الوقت.
لفافات الساعات (Watch Winders)
لمن يقتني أكثر من ساعة أوتوماتيكية، يُنصح باستخدام لفافة الساعات، وهي صندوق عرض "دوَّار" يحافظ على حركة الساعة عندما لا تُرتدى. غير أن استخدامها "يَتطلَّب" حذرًا؛ إذ يجب ضبط اللفافة وفقًا لمواصفات كل ساعة لتجنّب الضغط الزائد على التروس. اللفافة الجيدة "تُبرمَج" بدقّة لتمنح ساعتك القدر المثالي من الحركة، مما "يُوفِّر" عليك الوقت والجهد في إعادة ضبطها يدويًا.
