مخاطر فقاعة جديدة.. لماذا تثير استثمارات إنفيديا قلق وول ستريت؟
أعلنت شركة إنفيديا الأسبوع الماضي عن استثمار ضخم بقيمة 100 مليار دولار في شركة أوبن إيه آي لتمويل مراكز بياناتها، ما أشعل موجة من القلق بين المستثمرين والمحللين الماليين الذين يرون أن مثل هذه الصفقات قد تكون مؤشرًا على فقاعة مالية في قطاع الذكاء الاصطناعي.
ورغم أن تمويل العملاء ممارسة موجودة في عدة صناعات، إلا أن حجم وتشابك استثمارات إنفيديا يجعلها تبدو "دائرية"، إذ تعود أموال الشركة إليها في صورة مبيعات شرائح وأجهزة.
هل استثمارات إنفيديا في عملائها تشكل فقاعة مالية جديدة؟
من أبرز الأمثلة على هذه الصفقات استثمارات إنفيديا في أوبن إيه آي وكور ويف.
فإلى جانب حصتها البالغة 7% في كور ويف (بقيمة 3 مليارات دولار تقريبًا)، وقّعت إنفيديا اتفاقيات لشراء سعات حوسبة سحابية من الشركة بمليارات الدولارات، بينما أنفقت كور ويف نحو 7.5 مليار دولار على شراء ما يزيد على 250 ألف وحدة معالجة رسومية من إنفيديا.
النتيجة: الأموال التي تضخها إنفيديا في عملائها تعود إليها في صورة إيرادات، ما يجعل الصورة الحقيقية للطلب على منتجاتها غير واضح تمامًا.
اقرأ أيضًا: يتميز بمتانته وتصميمه الفريد.. مصمم آبل يبتكر فانوسًا فاخرًا لليخوت بسعر 4800دولار
المحللون يرون في هذه الممارسات صدى واضحًا لفقاعة الدوت كوم في مطلع الألفية، حين كانت شركات الاتصالات مثل سيسكو ونورتل تموّل عملاءها لشراء معداتها، لينتهي الأمر بفائض ضخم في البنية التحتية وانهيار السوق لاحقًا.
هذا التشابه دفع خبراء مثل ستيسي راسغون من مؤسسة بيرنستاين للأبحاث للتحذير من أن "السلوك الدائري" الحالي قد يتحول سريعًا من مصدر قلق إلى أزمة فعلية إذا تراجعت التوقعات حول الطلب على الذكاء الاصطناعي.
هل استثمارات إنفيديا الضخمة تزيد من مخاطر سوق الذكاء الاصطناعي؟
إلى جانب أوبن إيه آي وكور ويف، ضخت إنفيديا مليارات في شركات مثل لامبدا وأبلايد ديجيتال وآرم وريكيرجن، فضلًا عن استثمار بقيمة 2.7 مليار دولار في شركات ناشئة بقطاع الذكاء الاصطناعي في بريطانيا، واستثمار مفاجئ بـ5 مليارات دولار في إنتل.
وبحسب تقديرات مؤسسة نيو ستريت ريسيرش، فإن كل 10 مليارات تستثمرها إنفيديا قد تعود إليها بعوائد تصل إلى 35 مليار دولار من مبيعات أو عقود تأجير معالجاتها الرسومية.
اقرأ أيضًا: كيف غيّر الذكاء الاصطناعي وجه الاحتيال الرقمي في 2025؟
ورغم أن هذه الصفقات قد تمنح الشركات الناشئة فرصًا للحصول على تمويل منخفض الفائدة بفضل "ثقة إنفيديا"، إلا أن المحللين يحذرون من أن اعتماد السوق بشكل مفرط على سيولة إنفيديا يرفع من مستوى المخاطرة.
ففي حال تراجع الطلب على الحوسبة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ستتحمل الشركة خسائر في شكل مخزون غير مبيع وأعباء استهلاك مرتفعة على معداتها.
