ما علاقة المكانة الاجتماعية بتقدير مشاعر الآخرين؟ دراسة تكشف
كشفت دراسة حديثة أن الأفراد الذين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم يحتلون مكانة اجتماعية أعلى غالبًا ما يكونون أقل قدرة على إدراك مشاعر الآخرين.
وأظهرت النتائج أيضًا أن من يرون أن وضعهم الاجتماعي تحسن بمرور الزمن يميلون هم الآخرون إلى ضعف إدراكهم العاطفي.
يُعد فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم أساسًا للتفاعل الاجتماعي الصحي.
لكن دراسات سابقة أوضحت أن هذه القدرة قد تتأثر بعوامل تتعلق بالمكانة الاجتماعية.
فالوضع الاجتماعي المرتفع تقليديًا يعني الحصول على موارد وفرص حماية وبقاء أكبر، بينما قد يدفع انخفاض المكانة إلى تطوير مهارات اجتماعية أدق لتعويض قلة الموارد.
تأثير المكانة الاجتماعية على جوانب الحياة
وفي الوقت الراهن، يؤثر الوضع الاجتماعي في فرص التعليم والرعاية الصحية والدخل وحتى الصحة النفسية.
فالأشخاص ذوو المكانة المرتفعة غالبًا ما يتمتعون بثقة أكبر في النفس ورضا بالحياة، بينما يقترن انخفاض المكانة بزيادة القلق والشعور بالعزلة.
اقرأ أيضًا: صداقات الرجال المقربة: ما العمر الذي يلتقي فيه الرجل بأفضل أصدقائه؟
أجرى الباحثون في الدراسة المنشورة في مجلة Scientific Reports، بقيادة فيكتوريا ك. لي (Victoria K. Lee) تجربة عبر الإنترنت شملت 1197 مشاركًا بالغًا من الولايات المتحدة بمتوسط عمر 38 عامًا.
وقد طُلب منهم أداء اختبارات لقياس إدراك العواطف شملت:
اختبار جنيف للتعرف على العواطف (Geneva Emotion Recognition Test): لقياس القدرة على إدراك مشاعر الأفراد.
مهمة إدراك مشاعر المجموعات (Ensemble Emotion Task): لقياس إدراك المشاعر على مستوى المجموعة.
بعد ذلك، أجاب المشاركون على استبيانات لتقييم وضعهم الاجتماعي، منها مقياس ماك آرثر الذاتي للوضع الاجتماعي، الذي يطلب من المشاركين تحديد موقعهم على "سلم" افتراضي يمثل أعلى وأدنى المراتب في المجتمع.
كما قُيمت أوضاعهم الاجتماعية من الناحية الموضوعية عبر أسئلة عن الدخل والتحصيل العلمي لهم ولذويهم.
أظهرت التحليلات أن الأفراد الذين صنفوا أنفسهم في مرتبة اجتماعية أعلى كانوا أقل قدرة على إدراك العواطف لدى الأفراد في الصور، بينما لم يظهر هذا الضعف في إدراك مشاعر المجموعات أو في المهام غير الاجتماعية.
كما كشفت النتائج أدلة أولية على أن الأشخاص الذين لاحظوا تحسنًا في وضعهم الاجتماعي عبر حياتهم أظهروا أيضًا أداءً أضعف في إدراك العواطف.
اقرأ أيضًا: من تفاصيل صغيرة إلى خلافات كبرى.. كيف يدمّر غياب الاحترام الحياة العاطفية؟
تفسر هذه النتائج بأن الأفراد ذوي المكانة الاجتماعية المنخفضة يضطرون للاعتماد أكثر على مهاراتهم الاجتماعية من أجل البقاء والتفاعل، بينما قد لا يواجه أصحاب المكانة الأعلى الحاجة ذاتها.
وهذا ينسجم مع التصورات التطورية التي ترى أن الموارد المحدودة تتطلب يقظة اجتماعية أكبر.
رغم أهمية النتائج، أشار الباحثون إلى أن التجارب اعتمدت على صور ثابتة لأشخاص وليست مواقف حياتية مباشرة، ما قد يؤثر في مدى انعكاسها على الواقع.
وأكدوا أن دراسات ميدانية أوسع قد تقدم صورة أوضح عن العلاقة بين المكانة الاجتماعية والذكاء العاطفي.
