دراسة تكشف: كيف يشكل الأب نشاط الأطفال ونمط حياتهم اليومي؟
كشفت دراسة حديثة نشرت في دورية Sports Medicine and Health Science عن قوة تأثير الآباء على نشاط الأطفال وأهمية القدوة الأسرية في تبني نمط حياة صحي.
وأظهرت النتائج أن الأطفال يتبنون سلوك آبائهم فيما يتعلق بالحركة والنشاط البدني، بحيث يقل الخمول لديهم إذا كان الأب نشيطًا ويحافظ على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، بينما يميل الأطفال إلى تقليد الأب الخامل في الجلوس لفترات طويلة وقلة الحركة.
وأوضح الباحث المشارك، دكتور دييغو كريستوفارو (Diego Cristofaro)، أن مستوى النشاط البدني للآباء يشكل العامل الأبرز في تحديد سلوك الأطفال اليومي، ويؤثر بشكل مباشر على عاداتهم الصحية المستقبلية.
المخاطر الصحية المرتبطة بأسلوب حياة خامل
أبرزت الدراسة أن أسلوب الحياة المستقر لدى الأطفال يرتبط بمخاطر صحية عديدة تشمل السمنة، أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، وداء السكري من النوع الثاني.
وأجرى الباحثون تحليلات إحصائية شاملة لمستويات النشاط لدى الأطفال والآباء، مع مراعاة العمر والجنس والحالة الاجتماعية والاقتصادية ومستوى النشاط الخاص بالطفل نفسه.
ووجدت النتائج أن الأطفال يقلدون آباءهم في أسلوب الحياة الخامل فقط عندما يكون الأب غير نشيط، أما إذا كان الأب يمارس نشاطًا بدنيًا منتظمًا، فإن الأطفال لا يتبعون نمط الخمول، ما يوضح أن الأب النشيط يحد من تبني الأطفال للعادات المستقرة ويشكل نموذجًا إيجابيًا ملهمًا.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: نوع البروتين الحيواني يغيّر استجابة بناء العضلات
تهيئة بيئة أسرية صحية ونشيطة
سلطت الدراسة الضوء على أهمية البيئة الأسرية في تشجيع النشاط البدني للأطفال. وأظهرت النتائج أن توافر أماكن مناسبة لممارسة الرياضة، وإدارة الوقت بشكل فعال، والتحفيز اليومي من الوالدين يزيد من نشاط الأطفال ويقلل من فترات الجلوس الطويلة.
وأكد الباحثون أن تأثير الآباء على نشاط الأطفال يمتد ليشمل تعزيز الصحة العامة داخل الأسرة، ويمكن أن يكون أداة قوية في دعم الحملات التوعوية والسياسات العامة التي تهدف لتشجيع نمط حياة نشط للأطفال.
ويشير الباحثون إلى أن الأب النشيط لا يحفز الأطفال فقط على الحركة، بل يرسخ لديهم فهمًا لقيمة النشاط البدني كأسلوب حياة مستدام، ما يساهم في بناء جيل أكثر صحة وحيوية.
