من التأسيس إلى الرؤية.. 4 كتب تروي قصة مجد يتجدد
مع إشراقة اليوم الوطني السعودي، تتجدد مشاعر الفخر والانتماء، ويعود السعوديون بذاكرتهم إلى محطات المجد الأولى، بينما تنبض القلوب فخرًا بما تحقق على أرضٍ صارت مرادفًا للنهضة والتطور.
وفي زحام الإنجازات والمشاريع والتحولات المتسارعة، تبرز الحاجة إلى فهم ما مضى، واستيعاب ما يجري، لاستشراف القادم، بينما نتعمق في التاريخ، الذي صنعه رجال قدموا الوطن على أنفسهم، وبذلوا الغالي والنفيس لإعلاء رايته، بينما وضعوا الأحلام برؤى ثاقبة، وسعوا بإيمان وجهد لتحقيقها، حتى أصبحت المملكة نموذجًا عالميًا في الإصلاح والبناء والطموح.
إنه الحلم الذي بدأ بتوحيد المملكة على يد المؤسس الأول، ليستمر في فصوله المتلاحقة يومًا بعد آخر وسنة بعد أخرى، يسلمه جيل إلى جيل، حتى تحقق الزخم المبدع والتحول الكبير مع تلك الرؤية الملهمة 2030، التي تليق بعزم وطن يمضي بخطى واثقة نحو مستقبل مزدهر، وأحلام أكثر إشراقًا.
A History of Saudi Arabia
تاريخ المملكة العربية السعودية
الكاتب: هيو نيومونت

يعد كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية مختصرًا سهلًا ومفيدًا لاستعراض تاريخ غني، تعجز أن تضمه صفحات محدودة، وقد جاء الكتاب كنسخة إلكترونية بصيغة إصدار كيندل، لتغوص صفحاته في التاريخ الشامل للمملكة، حيث يتتبع جذورها العميقة ويتناول ماضيها العريق، مرورًا ببروزها كملتقى للتجارة والحضارات، وصولًا إلى نهضتها الحديثة كقوة عالمية مؤثرة.
يستكشف الكتاب صعود الإسلام وتأثيره العميق على شبه الجزيرة العربية، متتبعًا تطور الدولة السعودية وحملات التوحيد، مع سرد فترات تاريخية رئيسة، واكتشاف النفط وآثاره التحويلية، وعهود الملوك، وما توفر من فرصٍ وتحديات فريدة، بينما يستكشف تفاعل التقاليد والتحول في المجتمع السعودي، والتراث الثقافي، والعادات الاجتماعية المتطورة، وصولًا إلى رؤية 2030 الطموحة، التي أعادت تشكيل مستقبل المملكة.
الكتاب يستكشف ببساطة التاريخ الغني لشبه الجزيرة العربية، بينما يتناول طرق التجارة القديمة والممالك القوية إلى نشأة الإسلام وقيام الخلافة، مرورًا بالدولتين السعوديتين الأولى والثانية، والتوحيد التاريخي للمملكة بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود في القرن العشرين، فيما يتناول بالتفصيل اكتشاف النفط وأثره اللاحق على التحديث والتنمية الاقتصادية والسياسة العالمية، كما يستعرض إنجازات ملوك المملكة، مسلطًا الضوء على مساهماتهم المتميزة والتحديات التي واجهوها في عالم سريع التغير، كما يتعمق في علاقات المملكة، ودورها في الشؤون الإقليمية والعالمية، وصراعها نحو التحديث، ورؤية السعودية 2030 الطموحة، ضمن سياق تاريخي أوسع.
The History of Saudi Arabia
تاريخ المملكة العربية السعودية
الكاتب: واين هـ. بوين

يحاول هذا الكتاب، الذي ألفه "واين هـ. بوين"، أستاذ التاريخ والعميد المشارك في كلية الدراسات الجامعية بجامعة سنترال فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، بناء فهم أكاديمي لبلدٍ يشهد تغيراتٍ جذرية متسارعة، فيما يبحث في كيفية انسجام الجهود الحالية لتطوير وتنمية المملكة مع التاريخ الطويل للمنطقة، وما تتمتع به شبه الجزيرة العربية من تراث طويل وحضارات متقاطعة.
بينما يتناول السنوات الأخيرة، وما تركته الأحداث الكبرى من بصمة في جميع أنحاء العالم، فيما تمر البلاد بتطوراتٍ كبيرة، حيث تهدف الحكومة، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى إنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري، من خلال الإصلاحات المصممة لإنشاء مجتمع متجدد واقتصاد قوي ودولة وطنية أكثر حيوية، بينما يناقش آلياتها لتحقيق ذلك، مع تنويع الاقتصاد من النفط إلى السياحة والتكنولوجيا الحيوية، والإصلاحات التي تؤثر على وضع المرأة.
وخلال صفحاته البالغة 248 صفحة، يقدم الكتاب سردًا تاريخيًا متسلسلًا وشاملًا لتاريخ المملكة العربية السعودية، من عصور ما قبل الإسلام وحتى اليوم، بينما يمزج في تحليل شامل العوامل السياسية، الدينية، العسكرية، الاقتصادية، والدبلوماسية التي شكّلت تاريخ الدولة، في ترتيب زمني واضح، يشمل: العصر الجاهلي، وظهور الإسلام والنبي محمد ﷺ، والعصر الإسلامي القديم، وبداية صعود آل سعود، وتكوين الدولة السعودية الحديثة، وعهد الإمام عبدالعزيز، وصولًا إلى الدولة السعودية الحديثة وما حققته من إنجازات.
اقرأ أيضًا: 4 كتب... ما بعد المتعة: كيف تعيد ألعاب الفيديو تشكيل عقولنا وسلوكنا؟
Saudi Arabia Vision 2030: The Power of the Future
رؤية المملكة العربية السعودية 2030: قوة المستقبل
الكاتب: فينيكس ميندست

يتناول الكتاب التحول الجريء الذي أعاد تشكيل واحدة من أكثر دول العالم نفوذًا، وهو التحول الذي حققته رؤية السعودية 2030، إذ يقدم الكتاب دراسة شاملة للاستراتيجية الوطنية الطموح للمملكة في تنويع اقتصادها، وتمكين شعبها، وإعادة تعريف دورها على الساحة العالمية، ومن المدن العملاقة المستقبلية إلى الإحياء الثقافي لمواقع التراث العريقة، يقدم نظرة متعمقة على السياسات والمشاريع والفلسفات التي تشكل مستقبل المملكة.
وقد جاء الكتاب في هذه النسخة الإلكترونية بصيغة إصدار كيندل، ليضم عشرين فصلًا، تتناول مواضيع رئيسة مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتنمية الحضرية المستدامة، والمحافظة على البيئة، والهوية الثقافية، وتمكين الشباب، والتنويع الاقتصادي، والرياضة والمجتمع، والأمن الوطني، والدبلوماسية العالمية. ولا يقتصر الكتاب على شرح المتغيرات في المملكة العربية السعودية، بل يشرح أيضًا أهميتها للمنطقة، وللمستثمرين، وللعالم أجمع، حيث يقدم رؤى واضحة وتحليلًا مدروسًا ومنظورًا متوازنًا خاليًا من التحيز.
بينما يستكشف الركائز والأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030، والمشاريع الضخمة مثل نيوم ومشروع البحر الأحمر، وخط السكة الحديد، وكيف تستعد المملكة العربية السعودية لاقتصاد ما بعد النفط، ودور المرأة والشباب وريادة الأعمال في التحول الوطني، والصحوة الثقافية والثورة السياحية في المملكة، والابتكارات البيئية والتكنولوجية التي تدفع الاستدامة طويلة الأمد، بينما يقدم استنتاجًا استشرافيًا يستكشف رؤية المملكة العربية السعودية لما بعد عام 2030، مع محتوى غني يبدو كخريطة طريق لبلد يعدو نحو مستقبل مشرق.
Changing Saudi Arabia: Art, Culture, and Society in the Kingdom
المملكة العربية السعودية المتغيرة: الفن والثقافة والمجتمع في المملكة
الكاتب: شون فولي

يقدم هذا الكتاب استكشافًا مشوّقًا ومتعدد الجوانب للفن والثقافة في المملكة، ودورها الكبير في تطوير المجتمع وتبديل المفاهيم، من خلال تحليله وتفصيله المنهجي للمشهد الفني والثقافي السعودي المتطور، والذي لا يمكن اختزاله أو فهمه بشكلٍ صحيحٍ بالتركيز على جانب واحد من الصورة التي سادت قديمًا، رغم افتقادها لأي مقومات للحقيقة.
ومن ثم يركز الكاتب، شون فولي، أستاذ التاريخ في جامعة ولاية تينيسي الوسطى، في هذا الكتاب على صورة رائعة لجانبٍ من المجتمع السعودي، نادرًا ما يُؤخذ في الاعتبار، تتمثل في الطبقة المبدعة، التي تتحدى الصور النمطية، ليستكشف الإنتاج الإبداعي للسعوديين المنخرطين بحيوية وشغف في إعادة تشكيل الديناميكيات الاجتماعية والثقافية لبلدهم الغني بتاريخه وأصالته.
ومن ثم يبرز هنا المشهد الثقافي النابض بالحياة، بما يتناقض وملاحظة "تي إي لورانس" الذي قال ذات مرة إن "المملكة تمتلك القليل من الفن لدرجة أنه يمكن القول إنها لا تمتلك أي فن على الإطلاق"، وهي المقولة التي رغم الجدل الذي أثير حولها أصبحت الآن غير ذات قيمة أو معنى، وسط ما تشهده المملكة العربية السعودية من تطورات متسارعة على مختلف الساحات، تبرز وتستثمر إبداعاتها في كل المجالات، ومن ثم يستكشف فولي خلال 240 صفحة الحركة الفنية المعاصرة في المملكة، من جوانب متعددة، بينما يعرج على حركة الفنون البصرية السعودية الحديثة، ومشهد الكوميديا الناشئ، وشركات الإعلام وصناع الأفلام.
