ملياردير آسيوي يقلب الموازين.. ستة أحفاد يطرقون نادي المليارديرات
في خطوة غير تقليدية أثارت اهتمام الأوساط الاقتصادية، نقل "جو تشينغ ليانغ" Goh Cheng Liang، مؤسس شركة"نيپّون باينت" Nippon Paint في جنوب شرق آسيا، ثروته المقدّرة بـ13.2 مليار دولار أمريكي مباشرة إلى ستة من أحفاده، متجاوزًا أبناءه في عملية التوريث.
هذا القرار النادر في العائلات الآسيوية الثرية جعل من هؤلاء الأحفاد أصغر مليارديرات في المنطقة، حيث ورث كل منهم حصصًا تفوق مليار دولار في شركة "نيپسيا إنترناشيونال" Nipsea International، الذراع الإقليمية لأكبر شركة طلاء في آسيا.
ورغم أن الأحفاد حصلوا على الثروة، فإن الجيل الثاني من العائلة احتفظ بحقوق التصويت والسيطرة الإدارية، ما يضمن استمرارية القيادة ويعكس خطة توريث متوازنة ومدروسة.
وقد توفي "جو تشينغ ليانغ" في أغسطس 2025 عن عمر ناهز 98 عامًا، بعد مسيرة حافلة بدأت من الفقر وانتهت ببناء إمبراطورية الطلاء في آسيا.
استراتيجيات توزيع الثروات العائلية في آسيا
وفقًا للوثائق الرسمية، نقلت شركة Wuthelam Holdings، التي أسسها "جو تشينغ ليانغ"، حصة تبلغ 55% من أسهم "نيپسيا إنترناشيونال" إلى ستة من أحفاده الثمانية في ديسمبر الماضي.
من بين هؤلاء، حصلت "أبريل جو" April Goh على الحصة الأكبر بقيمة 3.4 مليار دولار، وهي زميلة في مركز الصين للسياسات الاجتماعية بجامعة كولومبيا، وتتمتع بخلفية أكاديمية في مجال التمويل والعنف القائم على النوع الاجتماعي، كما تدير أصولًا نيابة عن أشقائها، ما يجعل دورها محوريًا في هيكل الثروة العائلية.
اقرأ أيضًا: بيتكوين عند مستويات قياسية.. وتحذيرات من انهيار يلوح في الأفق
أما باقي الأحفاد، ومن بينهم "شارلوت" Charlotte، "هنريتا" Henrietta، و"فيكتوريا" Victoria، بنات الابن الأكبر "جو هوب جين" Goh Hup Jin، فقد ورث كل منهن ما يقارب 1.1 مليار دولار.
وتُعرف "شارلوت" بمبادرتها الخيرية في بالي، حيث شاركت في تأسيس مؤسسة تقدم منحًا دراسية ورعاية صحية ودعمًا نفسيًا للأطفال المحتاجين.
وفي السياق ذاته، تواصل "شيات جين" Chiat Jin، ابنة "جو تشينغ ليانغ"، نشاطها في مؤسسة "جوه فاونديشن" Goh Foundation التي أُنشئت عام 1995 لدعم التعليم والبحث الطبي، بينما يُعرف ابنها "مارتن يوين-آن لافو" Martin Yuen-An Lavoo بمشاركته في تأسيس شركة سستنير أغريكولتشر" Sustenir Agriculture المتخصصة في الزراعة الرأسية والمدعومة من شركة "تيماسيك" Temasek.
ورغم أن أبناء جو تشينغ ليانغ لم يحصلوا على حصص مباشرة، فإنهم احتفظوا بحقوق التصويت، حيث يسيطر جو هوب جين على 91% من الأصوات في "نيپسيا إنترناشيونال"، ما يضمن استمرار السيطرة الإدارية للعائلة.
أسلوب حياة "جو تشينغ ليانغ"
عُرف جو تشينغ ليانغ بأسلوب حياته المتواضع رغم ثروته الهائلة، حيث فضّل الخصوصية وابتعد عن الأضواء، وكانت هواياته تقتصر على الصيد وركوب اليخوت، وأبرزها اليخت الفاخر "White Rabbit Golf" بطول 84 مترًا.
اقرأ أيضًا:هل اقترب لاري إليسون من إزاحة إيلون ماسك عن صدارة قائمة المليارديرات
وقد وصفه ابنه "جو هوب جين" في بيان صحفي عقب وفاته بأنه "رمز للطيبة والقوة"، مشيدًا بحبه للعائلة والسفر والطعام الجيد.
وتواصل العائلة هذا النهج المتحفظ، حيث يبتعد أفرادها عن الإعلام، ويظهرون التزامًا واضحًا بالعمل الخيري.
ويبدو أن الجيل الثالث يسير على خطى المؤسس، إذ يتجه بعضهم نحو العمل الأكاديمي والمبادرات الاجتماعية والاستدامة، بدلًا من الانخراط المباشر في إدارة إمبراطورية الطلاء.
وتُعد هذه الخطوة في توزيع الثروة مثالًا نادرًا على كيفية تطور الثروات العائلية في آسيا، حيث تم المزج بين ضمان الاستقرار المالي للجيل الثالث والحفاظ على السيطرة الإدارية للجيل الثاني، في نموذج يُحتذى به في إدارة الثروات العائلية دون تفكك أو صراعات داخلية.
