أول خيول معدلة وراثيًا بتقنية CRISPR-Cas9 تحقق سرعة استثنائية (فيديو)
أعلنت شركة "خيرون بيوتك" Kheiron Biotech، ومقرها العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، عن ولادة أول مجموعة من الخيول المعدلة وراثيًا باستخدام تقنية " كريسبر كاس 9" CRISPR-Cas9، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تحسين الأداء العضلي والسرعة في رياضة "البولو" Polo.
وتُعد هذه الخيول، التي يبلغ عمرها عشرة أشهر، الأولى من نوعها عالميًا، وقد تم تعديلها وراثيًا لتكون أكثر قوة وقدرة على المنافسة.
وتبدو هذه الخيول للوهلة الأولى عادية، بلونها البني العسلي وبقعها البيضاء، لكنها تحمل في جيناتها تعديلات دقيقة أجراها العلماء على جين "مايُوستاتين" Myostatin، المسؤول عن تنظيم نمو العضلات.
وبفضل هذه التعديلات، يُتوقع أن تتمتع الخيول بقوة عضلية أكبر وحركة أكثر ديناميكية، ما يمنحها أفضلية في ميادين البولو.
مشروع "خيرون بيوتك" للأبحاث
ورغم أن رياضة البولو في الأرجنتين تسمح باستخدام الخيول المستنسخة، إلا أن إدخال التعديل الوراثي أثار موجة من الجدل بين المربين والجهات الرسمية.
فقد أعلنت رابطة البولو الأرجنتينية Argentine Polo Association حظر استخدام الخيول المعدلة وراثيًا في المنافسات، معتبرة أن هذه التقنية "تسلب سحر التربية التقليدية"، وفقًا لما صرّح به رئيس الرابطة " بنيامين أرايا" Benjamin Araya، الذي أبدى تمسكه بأسلوب التربية القائم على اختيار الفرس والفحل وانتظار النتائج الطبيعية.
ومن جهته، عبّر "ماركوس هيغي" Marcos Heguy، المربي ولاعب البولو السابق، عن رفضه القاطع لهذه الممارسة، قائلاً إن التعديل الوراثي "يدمر دور المربي"، ويشبه الأمر بالرسم باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يُلغى دور الفنان تمامًا.
وقد وقّع نحو 50 مربيًا خطابًا موجّهًا إلى الرابطة، طالبوا فيه بعدم تسجيل الخيول المعدلة وراثيًا، معتبرين أن هذه الخطوة "تتجاوز الحدود الأخلاقية" في مجال تربية الخيول.
آراء العلماء في التعديل الجيني للخيول
في المقابل، رحّب عدد من العلماء بهذه الخطوة، معتبرين أنها تُثبت فعالية تقنية CRISPR في تعديل الحمض النووي للخيول. وقالت Molly McCue – مولي مكيو، العالمة البيطرية في جامعة مينيسوتا، إن "التربية هي علم وفن في آنٍ واحد"، مشيرة إلى أن هذه التقنية تُظهر إمكانيات جديدة في تحسين الصفات الوراثية.
أما " تيد كالبفليش" Ted Kalbfleisch، أستاذ علم الوراثة في جامعة كنتاكي University of Kentucky، فأكد أن التعديل الذي أُجري على جين معروف في الخيول السليمة يُعد خطوة مدروسة، وليست عشوائية، مضيفًا أن "التقنية متاحة للجميع، ومن يملك المال يمكنه تنفيذها".
اقرأ أيضًا: قريباً في السعودية.. أضخم مسابقة دولية للخيل في العالم
وتعود فكرة المشروع إلى عام 2010، عندما بيع أحد نسخ فرس اللاعب الشهير " أدولفو كامبياسو " Adolfo Cambiaso في مزاد مقابل 800 ألف دولار، ما أثار اهتمام"غابرييل فيشيرا" Gabriel Vichera، الذي كان حينها طالب دكتوراه في التكنولوجيا الحيوية، وأسّس لاحقًا شركة "خيرون بيوتك"، التي أنجبت أول حصان مستنسخ عام 2013.
وفي عام 2017، أنتجت الشركة تسعة أجنة خيول معدلة وراثيًا لأغراض بحثية، ما أثار استياء بعض الشخصيات البارزة في الأرجنتين.
ثم تحوّلت الشركة إلى تعديل أجنة الأبقار والخنازير لأغراض طبية، قبل أن تعود إلى الخيول في نهاية العام الماضي، وتُنتج خمسة مهرات معدلة وراثيًا في بلدة سان أنطونيو دي أريكو.
ومن المتوقع أن تبدأ هذه الخيول تدريباتها على البولو بعد بلوغها عامين، حيث ستخضع لتدريبات على السرج، ثم تبدأ تدريجياً في تعلم اللعبة، وسط ترقب كبير من الأوساط العلمية والرياضية لمستقبل هذه التجربة.
