دراسة تكشف تأثير الأنظمة الصحية على خطر الإصابة بالخرف
كشفت دراسة علمية حديثة امتدت لـ15 عامًا أن النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء والمصنّعة والمشروبات الغازية يزيد من خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب بشكل ملحوظ.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Aging، تابعت نحو 2500 شخص من كبار السن ضمن الدراسة الوطنية السويدية حول الشيخوخة والرعاية في كونغشولمن، ووجدت أن من يتبعون أنظمة غذائية غير صحية يعانون من تراكم أسرع للأمراض المزمنة مقارنةً بأقرانهم.
وفي المقابل، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اتبعوا أنظمة غذائية صحية مثل النظام الغذائي المتوسطي، الغني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات والدهون الصحية، كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة.
كما تم تقييم جودة النظام الغذائي باستخدام مؤشرات مثل نظام MIND الذي يركّز على صحة الدماغ، ونظام DASH الذي يهدف إلى خفض ضغط الدم، ومؤشر AHEI الذي طورته جامعة هارفارد لتقييم الأنظمة الغذائية المرتبطة بانخفاض خطر الأمراض.
أثر الأنظمة الصحية على الإصابة بالخرف
أظهرت الدراسة أن جميع الأنظمة الغذائية الصحية الثلاثة ارتبطت بتباطؤ تراكم الأمراض، بينما ارتبط النظام الغذائي الذي سجل درجات عالية في مؤشر الالتهاب الغذائي EDII، والذي يحتوي على كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمصنعة والمشروبات السكرية، بتسارع الإصابة بالأمراض.
وشملت الأمراض التي تم تحليلها أمراض القلب، الخرف، الاكتئاب، باركنسون، السكري، السرطان، ومشاكل العضلات والعظام مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام.
وبحلول نهاية فترة المتابعة، كان لدى الأشخاص الذين اتبعوا أنظمة غذائية صحية عدد أقل من الأمراض المزمنة بمعدل يتراوح بين مرضين إلى ثلاثة مقارنةً بمن كانت جودة نظامهم الغذائي منخفضة.
اقرأ أيضًا: دراسة: فقدان الوزن في منتصف العمر يزيد خطر الإصابة بالخرف
وكان تأثير النظام الغذائي الصحي أكثر وضوحًا لدى النساء وكبار السن الذين تجاوزوا 78 عامًا.
وعلّق الباحث أدريان كاربالو-كاسلا من مركز أبحاث الشيخوخة في معهد كارولينسكا قائلاً: "تُظهر نتائجنا مدى أهمية النظام الغذائي في التأثير على تطور الأمراض المزمنة لدى كبار السن".
تأتي هذه النتائج في وقت يحذر فيه الخبراء من أن الأنظمة الغذائية السيئة والأطعمة فائقة المعالجة تساهم في انتشار أمراض نمط الحياة مثل السمنة والسكري والزهايمر.
وتشير التقديرات إلى أن حالات الخرف ستتضاعف ثلاث مرات عالميًا بحلول عام 2050، مما يعزز أهمية تحسين النظام الغذائي للحد من خطر الخرف.
