من الإدمان الرقمي إلى الحرية.. ماذا حدث بعد أن حذف شاب جميع تطبيقات هاتفه؟
أثارت تجربة الكاتب المستقل سانتياغو بارّازا لوبيز اهتمامًا واسعًا، بعدما كشف عن قراره بحذف جميع تطبيقات هاتفه الذكي والاكتفاء باستخدامه لإجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية فقط.
ووفقًا لما نشره موقع Business Insider، جاء هذا القرار عقب فترة طويلة عانى خلالها من الأرق وتراجع التركيز وضغوط نفسية سببها الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الترفيه.
وأوضح لوبيز أن لحظة الحسم كانت حين أدرك أن الهاتف لم يعد مجرد وسيلة للتواصل، بل تحول إلى مصدر دائم للقلق والتشتت، بعدما اعتاد قضاء ساعات من الليل في التمرير عبر "تيك توك" و"إنستغرام" و"إكس".
وأكد أن هذه العادة انعكست على نومه بشكل سلبي، إذ كان يستيقظ منهكًا قبل بداية يومه. ومن هنا اتخذ قراره بحذف جميع التطبيقات، بما فيها البريد الإلكتروني و"يوتيوب"، رغبةً في اختبار حياة أبسط بعيدًا عن المؤثرات الرقمية.
اقرأ أيضًا: سائح سعودي يسترجع هاتفه من لص في لندن بعد مطاردة مثيرة (فيديو)
فوائد ترك وسائل التواصل
في الأيام الأولى من التجربة، شبّه سانتياغو بارّازا لوبيز شعوره بحالة انسحاب من عادة إدمانية، إذ كان يفتح هاتفه تلقائيًا في أوقات الانتظار أو أثناء التنقل، ليواجه شاشة فارغة خالية من التطبيقات المعتادة.
هذا الفراغ ولد شعورًا بالملل في البداية، لكنه سرعان ما تحول إلى وعي أكبر بما يحيط به، حيث بدأ يلاحظ تفاصيل يومية لم يكن ينتبه لها سابقًا، كما تعمقت تفاعلاته المباشرة مع أسرته وأصدقائه.
وبعد أسبوع، أعاد تنزيل بعض التطبيقات الضرورية مثل الخرائط والتطبيقات المصرفية و"واتساب"، لكنه تمسك بقراره بعدم العودة إلى منصات التواصل الاجتماعي.
وقد انعكس ذلك بشكل مباشر على حياته، إذ تحسنت نوعية نومه وأصبح يبدأ يومه بأفكاره الخاصة بعيدًا عن ضوضاء المحتوى الرقمي. كما باتت محادثاته مع أصدقائه أطول وأكثر تركيزًا، وأصبحت لقاءاته الاجتماعية أكثر حضورًا ودفئًا دون انقطاع بسبب الهاتف.
ومع مرور الوقت، تحولت التجربة من خطوة تجريبية قصيرة الأمد إلى أسلوب حياة مستمر. وأكد لوبيز أنه يسعى اليوم إلى تقليل اعتماده حتى على التطبيقات الأساسية، معتبرًا أن هذه الخطوة منحته خفة ذهنية وراحة نفسية.
ويرى أن قطع "العلاقات الرقمية السامة" لا يقل أهمية عن إنهاء العلاقات الاجتماعية أو المهنية المرهقة، لأنها فتحت أمامه المجال لاكتشاف نسخة أكثر هدوءًا واتزانًا من نفسه.
