علماء يجيبون.. ماذا يحدث إذا تسارعت الأرض أكثر في المستقبل؟
سلط علماء الجيولوجيا والفلك الضوء على المخاطر التي قد تنشأ في حال استمر تسارع دوران الأرض بمعدل غير مألوف، محذرين من عواقب كارثية قد تمتد لتشمل المحيطات واليابسة والمناخ وحتى حياة الإنسان.
ووفقًا لما أورده موقع Daily Mail، فقد انكمش طول اليوم مؤخرًا بمعدل يتراوح بين 1.3 و1.5 مللي ثانية فقط، إلا أن القلق يكمن في احتمال تسارع دوران الأرض إلى مستويات تتجاوز المعدل الطبيعي.
ويؤكد البروفيسور دنكان أغنيو من جامعة كاليفورنيا أن المد والجزر سيكونان أول المتأثرين، حيث يمكن أن تتغير شدتهما بشكل غير متوازن، لتزداد في بعض المناطق وتضعف في أخرى.
كما أن ازدياد سرعة حركة الصفائح التكتونية سيؤدي إلى ضغوط إضافية على القشرة الأرضية، ما يرفع من احتمالية وقوع زلازل مدمرة على نطاق واسع.
وفي حال ازداد الدوران بدرجة كبيرة، ستنشأ قوة طرد مركزي تدفع كتل المياه نحو خط الاستواء، لتتجمع المحيطات في تلك المنطقة، مما يؤدي إلى غرق مساحات واسعة من اليابسة المنخفضة، بينما تصبح المحيطات في القطبين أقل عمقًا.
حتى الأراضي غير المغمورة قرب خط الاستواء ستظل عرضة لموجات تسونامي وفيضانات متكررة نتيجة الاضطراب البحري.
تأثيرات على المناخ والبشر
من جانبه، يشير علماء وكالة ناسا إلى أن تسارع دوران الأرض سيعزز ما يُعرف بتأثير "كوريوليس"، وهو العامل الذي يمنح الأعاصير قوتها ودورانها، ما يجعل العواصف المدارية أسرع وأكثر تدميرًا.
كما أن الأيام الأقصر ستعني ساعات ضوء ونوم أقل، وهو ما قد يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية لدى البشر، وما يترتب عليه من آثار صحية ونفسية.
وإضافة إلى ذلك، قد يتعطل عمل الأقمار الصناعية والاتصالات العالمية بسبب تغير مواقعها المدارية الناتج عن اختلاف سرعة الدوران.
وسيكون على البشرية إعادة التفكير في أنظمة التوقيت اليومي، وربما استحداث تقاويم جديدة تتناسب مع طول اليوم المختلف.
وعلى الرغم من أن هذه التصورات تبدو مثيرة للقلق، يؤكد العلماء أن احتمال وقوعها ضعيف جدًا من الناحية العلمية. فالأرض، بحسب الدراسات الجيولوجية، تسير في اتجاه تباطؤ تدريجي منذ ملايين السنين، إذ لم يكن طول اليوم قبل نحو مليار عام يتجاوز 19 ساعة.
أما حدوث تسارع حقيقي في دورانها فسيستلزم فقدان القمر جزءًا من زخمه الزاوي واقترابه أكثر من الأرض، وهو ما قد يضاعف قوة المد والجزر إلى مستويات غير مسبوقة.
اقرأ أيضًا: تسونامي يهدد المحيط الهادئ بعد زلزال بقوة 8.8 درجات شرق روسيا (فيديو)
وقد تناول الكاتب أليكس فوستر هذا السيناريو في روايته الحركة الدائرية، متخيلًا عالمًا يتقلص فيه طول اليوم تدريجيًا حتى يصل إلى ساعتين فقط، بما يسبب انهيار أنظمة الحياة على الكوكب.
لكن العلماء يوضحون أن مثل هذا الطرح لا يتجاوز نطاق الخيال العلمي، بينما تبقى الحقائق العلمية ثابتة بأن دوران الأرض يتباطأ ببطء شديد على مدى عصور طويلة.
