صفقة تاريخية مع تسلا تضع إيلون ماسك على أعتاب التريليون
أعلن مجلس إدارة شركة تسلا عن مقترح جديد لحزمة تعويضات غير مسبوقة لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك، تصل قيمتها النظرية إلى تريليون دولار، في حال موافقة المساهمين على الخطة المقرر طرحها خلال الاجتماع السنوي في نوفمبر المقبل.
وتهدف الخطة إلى تحفيز ماسك وضمان بقائه في قيادة الشركة لعقد قادم، مقابل تحقيق أهداف طموح للغاية على مستوى القيمة السوقية والإنتاج.
ووفقًا للمقترح، سيحصل ماسك على حصة إضافية تصل إلى 12% من أسهم الشركة على شكل شرائح تدريجية، بحيث تُفتح كل شريحة عند زيادة القيمة السوقية للشركة بمقدار 500 مليار دولار.
تبدأ أولى المراحل عند بلوغ قيمة تسلا 2 تريليون دولار، أي ما يقرب من ضعف قيمتها الحالية التي تتجاوز 1 تريليون دولار.
وإذا حققت تسلا أهدافها الكاملة، فقد تصل إلى قيمة سوقية تبلغ 8.5 تريليون دولار بحلول عام 2035، وهو ما سيجعل ماسك أول تريليونير في التاريخ.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يفقد شعبيته: هل أصبح عبئًا على تسلا وصناعة السيارات الكهربائية؟
خطة تسلا المستقبلية
الخطة لا تقتصر على السيارات الكهربائية فقط، بل تمتد لتشمل الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وحدد مجلس الإدارة أهدافًا إضافية تشمل رفع حجم الإنتاج إلى 20 مليون مركبة، وتوسيع قاعدة المشتركين في خدمة القيادة الذاتية الكاملة إلى 10 ملايين مستخدم، إلى جانب نشر مليون روبوت آلي Optimus، وإطلاق مليون مركبة أجرة ذاتية القيادة.
"روبين دينهولم" Robin Denholm، رئيسة مجلس إدارة تسلا، أوضحت أن الخطة تعكس ثقة المجلس برؤية ماسك الفريدة، مؤكدة أن الشركة تحتاج إلى قيادته في مرحلة حاسمة من تاريخها.
وأضافت أن الاحتفاظ به يتطلب حوافز ضخمة، بالنظر إلى التحديات الكبيرة في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
ورغم أن ماسك وأخاه كيمبال استبعدا نفسيهما من التصويت على المقترح بحكم موقعهما في المجلس، فإنهما شاركا في نقاشات مطولة شملت 10 اجتماعات، شدد خلالها ماسك على ضرورة ضمان حصوله على حصة تصويتية لا تقل عن 25% إذا أراد البقاء على رأس تسلا. كما لوّح بإمكانية التركيز على مشاريع أخرى مثل "إكس إيه آي" xAI في حال عدم تلبية شروطه.
حزمة تعويض إيلون ماسك
الأسهم قفزت بنسبة 3% عقب الإعلان، رغم تراجع الأسواق الأميركية بسبب بيانات التوظيف السلبية، ما يعكس ثقة المستثمرين بالخطة.
اقرأ أيضًا: 29 مليار دولار من تسلا لإيلون ماسك مقابل البقاء في القيادة حتى 2027
ويرى محللون أن الصفقة تمثل "رقمًا صادمًا" لكنه ضروري لضمان بقاء ماسك في منصبه حتى 2030 على الأقل، في ظل استعداد تسلا لمرحلة مفصلية تتعلق بالروبوتات والسيارات ذاتية القيادة.
وتأتي هذه الخطوة بعد نزاع قانوني في ولاية ديلاوير حول الحزمة السابقة التي وُصفت بالتاريخية عام 2018، حيث ألغتها المحكمة معتبرة أن عملية إقرارها لم تكن عادلة.
ورغم أن المساهمين صوتوا لاحقًا لإعادة العمل بها، فإن القضاء ثبت قرار الإلغاء نهاية 2024.
وفي محاولة لمعالجة الملف، عرض المجلس مؤخرًا منح ماسك أسهمًا بقيمة 30 مليار دولار إذا استمر في منصبه لعامين إضافيين.
ويبقى على المساهمين اتخاذ القرار النهائي في اجتماع نوفمبر المقبل. ورغم الانتقادات التي ترى أن الحزمة ضخمة ومبالغ فيها، فإن هناك أصواتًا بارزة بين المستثمرين تعتبرها خطوة ضرورية للإبقاء على ماسك في قيادة الشركة وضمان بقائها لاعبًا رئيسيًا في الثورة التكنولوجية المقبلة.
