29 مليار دولار من تسلا لإيلون ماسك مقابل البقاء في القيادة حتى 2027
كشفت شركة تسلا (Tesla) عن اقتراح جديد يقضي بمنح إيلون ماسك (Elon Musk) حزمة أسهم مقيدة تضم 96 مليون سهم، تبلغ قيمتها السوقية نحو 29 مليار دولار، في محاولة لإبقائه على رأس القيادة التنفيذية للشركة حتى عام 2027.
يأتي هذا الاقتراح بعد قرار محكمة ديلاوير العام الماضي بإلغاء حزمة تعويضه السابقة البالغة 50 مليار دولار، معتبرةً أنها غير عادلة وتُظهر نفوذًا مفرطًا من جانب ماسك.
هل يرحل إيلون ماسك عن تسلا؟
رغم تصويت المساهمين مرتين بالموافقة على تلك الحزمة السابقة، فإن الحكم القضائي لا يزال ساريًا، وتعمل تسلا على استئنافه حاليًا أمام المحكمة العليا في ديلاوير.
اقرأ أيضًا: بعد تصريح إيلون ماسك.. هل يعود تطبيق Vine بفكرة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي؟
وفي ظل تراجع أسهم تسلا بأكثر من 20% منذ مطلع العام واحتدام المنافسة مع شركات صينية، ترى الإدارة أن استمرار ماسك في موقعه يمثل ضرورة استراتيجية، خصوصًا مع رهان الشركة على مشاريع الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وتقول تسلا إن ماسك لم يتلقَّ "تعويضًا كافيًا منذ ثماني سنوات"، ما دفع مجلس الإدارة إلى تشكيل لجنة خاصة لإعداد عرض جديد أكثر توازنًا.
وأشارت روبين دينهولم، رئيسة مجلس الإدارة، في رسالة للمساهمين إلى أن المنحة المقترحة ستحفّز ماسك على تركيز جهوده في تسلا، رغم انشغالاته السياسية وتوسّعه في مشاريع أخرى مثيرة للجدل.
ووافق ماسك مبدئيًا على الصفقة، والتي تقتضي بقاءه في رئاسة تسلا حتى نوفمبر 2027، على أن تُلغى المنحة في حال أعادت المحكمة اعتماد حزمة عام 2018. ومن المتوقع أن يُصوّت المساهمون على العرض الجديد خلال الاجتماع السنوي في 6 نوفمبر المقبل.
اقرأ أيضًا: مارك زوكربيرغ ينافس إيلون ماسك.. نمو ملحوظ لتطبيق ثريدز في عام
وكان ماسك قد عبّر سابقًا عن رغبته في تعزيز سيطرته على الشركة، محذرًا من إمكانية "إزاحته بسهولة" ما لم يحصل على دعم كافٍ، مشيرًا إلى أنه بحاجة لسلطة كافية لإدارة مشاريع الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية التي تعمل تسلا على تطويرها.
كيف تحوّلت عبقرية إيلون ماسك إلى أزمة قيادة؟
لم يكن ماسك مجرد رائد أعمال، بل ظاهرة في حد ذاتها، رجل جمع بين خيال الخيال العلمي وصرامة الصناعة، فقاد ثورة في السيارات الكهربائية عبر تسلا (Tesla)، ورسّخ هيبة التطلعات الفضائية عبر سبيس إكس (SpaceX)، وفتح باباً نحو الذكاء الاصطناعي عبر مشاريعه الطموحة.
غير أن ذات الشخص الذي احتفي به بوصفه "أديسون العصر"، يجد نفسه اليوم وسط حالة من التشكيك المتصاعد، لا في أفكاره، بل في قدرته على قيادة مؤسساته وسط زوابع السياسة، وتحديات السوق، وتقلّبات المزاج التنفيذي.
التغييرات التي فرضها ماسك على تسلا خلال الأشهر الأخيرة – من تقليص الوظائف، إلى إرباك سلسلة الإنتاج، إلى مغامراته السياسية على المنصات الاجتماعية – رسمت صورة مقلقة لمستقبل الشركة.
فعلى الرغم من محاولات مجلس الإدارة إبقاءه في منصبه من خلال مقترح منحة أسهم تصل قيمتها إلى 29 مليار دولار، إلا أن العديد من الأصوات داخل وول ستريت بدأت تتساءل: هل ما زال ماسك هو الرجل المناسب للمرحلة القادمة؟
اقرأ أيضًا: "بيبي غروك".. خطوة غير متوقعة من إيلون ماسك نحو أطفال الذكاء الاصطناعي (فيديو)
التوتر داخل أروقة تسلا لا يأتي فقط من الأرقام أو الأحكام القضائية. بل من أسلوب إدارة يوصف بأنه أحادي الجانب، يرفض المشورة ويُهمّش الخبرات.
ففي حين يرى أنصاره أن هذه الصفات جزء من عبقريته الفريدة، يعتبرها منتقدوه سببًا في التراجع الراهن، سواء على مستوى جودة المنتجات، أو على مستوى العلاقة مع الموظفين والمستثمرين.
