منظمة الصحة العالمية:مليار شخص يعانون من اضطرابات نفسية حول العالم
كشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث لها عن أن أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية، وهو ما يعكس حجم الأزمة العالمية التي تواجه صحة الأفراد. وركزت المنظمة على أن القلق والاكتئاب من بين أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، وأن تأثيرهما يتجاوز حدود الصحة الفردية ليشمل الاقتصاد العالمي بشكل عام.
وتُعتبر هذه الاضطرابات من أهم العوامل التي تسهم في الخسائر الاقتصادية الكبيرة على مستوى العالم، حيث تؤدي إلى تدهور الإنتاجية وزيادة التكلفة على أنظمة الرعاية الصحية. وبناءً على هذه البيانات، أكدت منظمة الصحة العالمية أن معالجة هذه الاضطرابات يجب أن تكون أولوية صحية عالمية.
اقرأ أيضًا: منظمة السياحة الوطنية اليابانية تطلق حملة متكاملة للترويج لهوكايدو في الخليج
القلق والاكتئاب من أبرز الاضطرابات النفسية
أوضحت المنظمة أن القلق والاكتئاب هما أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا بين البشر. كما أن الانتحار يُعتبر أحد أبرز العواقب المترتبة على هذه الاضطرابات، حيث يتسبب في وفاة حوالي 727 ألف شخص سنويًا. ويعد الانتحار السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب في معظم دول العالم.
.jpg)
وعلى الرغم من انتشار هذه الاضطرابات، أشار الدكتور تيدروس أدهانوم، المدير العام للمنظمة، إلى أن الاستثمار في الخدمات النفسية هو المفتاح لتحسين الوضع الراهن. وبيّن أن الاستثمار في الصحة النفسية ليس فقط استثمارًا في الأفراد بل في المجتمع ككل، حيث يعزز هذا الاستثمار المستوى الصحي للعالم ويؤثر بشكل إيجابي في الاقتصادات على المدى الطويل.
أفادت المنظمة في تقريرها بوجود ركود مقلق في حجم الاستثمارات الخاصة بالصحة النفسية على مستوى العالم. إذ أن الإنفاق الحكومي على الصحة النفسية لا يتعدى 2% فقط من الميزانيات الصحية في معظم الدول. وهو ما يوضح أن الاستثمار في هذا المجال لا يتناسب مع حجم الأزمة التي يشهدها العالم.
اقرأ أيضًا: منظمة الصحة العالمية تُحذّر: الجوال قد يصيبك بالوحدة ويمهّد للمرض
وعلى الرغم من هذه المؤشرات، لا تزال المؤسسات الصحية في مختلف البلدان تواجه تحديات كبيرة في تحسين مستوى خدمات الصحة النفسية وتوفير الدعم المناسب للمصابين بالاضطرابات. هذه الإحصائيات تُظهر الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في أولويات الإنفاق الصحي داخل كل دولة، بحيث يشمل قطاع الصحة النفسية اهتمامًا أكبر.
أكدت منظمة الصحة العالمية على أهمية توفير الدعم النفسي والتدريب المتخصص لمجابهة تزايد حالات القلق والاكتئاب. وأوضحت المنظمة أن توفير الرعاية النفسية المناسبة يُعتبر ضروريًا للمساهمة في تحسين الحالة النفسية للأفراد، مما ينعكس إيجابيًا على الإنتاجية المجتمعية بشكل عام.
إضافة إلى ذلك، أكدت المنظمة أن التحسينات في الرعاية النفسية ضرورية لمكافحة أزمة الانتحار، التي تؤثر بشكل كبير على المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
