قبل 30 دقيقة من الإقلاع: تأجيل إطلاق الرحلة العاشرة من Starship.. ما السبب هذه المرة؟
أعلنت شركة "سبيس إكس SpaceX" عن تأجيل إطلاق الرحلة العاشرة لصاروخها العملاق ستارشيب (Starship Flight 10) من قاعدة ستاربيس في تكساس، وذلك قبل حوالي نصف ساعة فقط من الموعد المقرر للإقلاع.
وأوضحت الشركة أن السبب وراء التأجيل يعود إلى الحاجة إلى فحص ومعالجة مشكلة في الأنظمة الأرضية، مشيرة إلى أن حالة الطقس، رغم أنها لم تكن مثالية، لم تكن السبب في اتخاذ قرار الإلغاء.
وبعكس الصواريخ الأخرى، فإن موقع إطلاق ستارشيب وما يعرف بالأنظمة الأرضية و"المرحلة صفر Stage 0"، يمثلان عنصرًا أساسيًا في نجاح أي عملية إطلاق.
اقرأ أيضًا: من المريخ إلى القمر.. ماسك يرسم مستقبل رحلات الفضاء (فيديو)
فالمنصة مزودة بآلاف الأنظمة، التي يمكن لأي خلل فيها أن يؤدي إلى إلغاء الإطلاق تلقائيًا، ويعكس هذا مستوى التعقيد العالي الذي يميز عمليات ستارشيب، كونه أكبر صاروخ تم تطويره حتى الآن.
وبحسب ما أعلنت السلطات المحلية، فقد تم تحديد إغلاقات للشاطئ والطرق يومي الأثنين والثلاثاء بشكل كامل، تمهيدًا لمحاولة جديدة.
وبالنظر إلى تاريخ سبيس إكس في التعامل مع هذه المواقف، يُرجح أن تتم إعادة محاولة الإطلاق سريعًا خلال أحد هذين اليومين، حيث اعتادت الشركة العمل بوتيرة متواصلة وعمليات استعداد تمتد على مدار الساعة.
تُعد هذه الرحلة محطة محورية في برنامج تطوير ستارشيب، سواء بالنسبة لشركة سبيس إكس أو لوكالة ناسا، خصوصًا أن الصاروخ مرشح لأن يكون جزءًا أساسيًا من برنامج "أرتميس Artemis" لإعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر.
ورغم أن هذه الأهمية تبدو متكررة مع كل رحلة، فإن فشل سبيس إكس في تحقيق نتائج كاملة في جميع إطلاقات عام 2025، جعل من Flight 10 اختبارًا حاسمًا على طريق الانتقال من الرحلات شبه المدارية إلى المدارية.
حتى الآن، لم تكلل أي من رحلات ستارشيب خلال 2025 بالنجاح الكامل، إذ انتهت جميعها قبل تحقيق أهدافها المخطط لها.
وتشير تقارير سبيس إكس إلى أن لكل رحلة سببًا مختلفًا للفشل، حتى وإن بدت المشكلات متشابهة في الظاهر، وهذا التباين دفع الشركة إلى اعتبار كل محاولة بمثابة فرصة لاستخلاص بيانات جديدة تدعم تحسين الأداء مستقبلاً.
أهداف الرحلة العاشرة من ستارشيب
خلال هذه المهمة، تخطط سبيس إكس لاختبار ثلاثة محاور رئيسية:
- نشر أقمار "ستارلينك Starlink" التجريبية.
- إعادة تشغيل أحد محركات رابتور أثناء وجوده في الفضاء.
- جمع بيانات عن درع الحماية الحرارية للصاروخ أثناء العودة.
ولعل نشر أقمار ستارلينك يُعد جزءًا من خطة الشركة لدعم شبكة الإنترنت الفضائية، بينما يمثل تشغيل محرك رابتور واختبار الدرع الحراري خطوة أساسية للانتقال نحو مهمات مدارية كاملة.
اقرأ أيضًا: رائدة فضاء تكشف مفاجأة صادمة عن رواتب ناسا
نجاح هذه الرحلات التجريبية يُعد بمثابة حجر الأساس لتقنيات أكثر تقدمًا، مثل إعادة التزود بالوقود في المدار، وهي تقنية محورية لتمكين ستارشيب من تنفيذ مهمات أبعد من مدار الأرض المنخفض.
كما أن هذه الاختبارات ستحدد ما إذا كان ستارشيب قادرًا على أداء دور مركبة هبوط بين الكواكب، وهو أمر حاسم لوكالة ناسا التي تخطط لإرسال رواد فضاء إلى سطح القمر ضمن برنامج أرتميس في عام 2027 أو 2028.
ورغم خيبة الأمل من تأجيل Starship Flight 10، فإن هذه الخطوة تعكس حرص سبيس إكس على سلامة عمليات الإطلاق ودقة الأنظمة الأرضية المعقدة.
ومع تحديد محاولات جديدة هذا الأسبوع، يترقب العالم ما إذا كانت الشركة ستتمكن من اجتياز هذا الاختبار الحاسم، وقطع خطوة إضافية نحو جعل ستارشيب وسيلة النقل الفضائية الأكبر والأكثر طموحًا في التاريخ الحديث.
