من الجزر الخاصّة إلى القطب الجنوبي.. ترف بلا حدود
منذ تعافي السفر عالميًا بعد أن كبّلته جائحة كورونا، عاد الطلب على الوجهات فائقة التميّز من قِبل شريحة من المسافرين تبحث عن العزلة الأنيقة والتجارب النادرة، فضلاً عن الضيافة التي تزاوج بين الابتكار والاستدامة. في 2025 هناك خارطة جديدة للترف، وهي عبارة عن جزر خاصة محجوزة بالكامل، منتجعات تزلج كلاسيكية تتجدّد، سفاري أفريقية محافظة على التنوع الحيوي، رحلات استكشافية إلى أقاصي الأرض، فضلاً عن المدن الخليجية التي تواصل إعادة تعريف معنى الرّفاهية. وإذا أردنا أن نتحدّث عن الأكثر فخامة، فلا بدّ أن نتطرّق إلى السعودية التي تقود مشاريع ساحلية مميّزة تعِدُ بإعادة رسم معايير السّفر الراقي المسؤول.
إليك في الآتي رحلة افتراضية نحو أفخم الوجهات وأكثرها تميّزًا.
أفضل الوجهات الفاخرة في 2025
جزر فاخرة خاصة.. عزلة تحت الطلب
تتصدّر الجزر الخاصة قائمة الأحلام لعام 2025 بما توفّره من سيادة مكانية كاملة، وخدمات تُبنى حول الضيف لا العكس. في بولينيزيا الفرنسية، يبرز "ذا براندو" في أتول تيتياروا كنموذج يُحتذى في توحيد الرفاهية والحماية البيئية: طاقة بحرية لتبريد المرافق، شراكات علمية مع جمعية تيتياروا، وبرنامج استدامة يمتد من الطاقة إلى الحياة البحرية، من دون التنازل عن الفيلات الشاطئية ذات النجوم الخمس وتجارب الطعام العالية المستوى. هذه المقاربة تجعل التجربة ترفًا بأثر جد إيجابي.
وعلى الطرف الآخر من الباسيفيك، تمنح "كومو لاوكالا آيلاند" في فيجي تعريفًا مختلفًا للخصوصية. 25 إقامة مستقلة فقط، مدارج مهيّأة للطائرات الخاصة، ومشهد طبيعي يتيح للضيف الشعور بأن الجزيرة ملكية حصرية لعائلته على امتداد الإقامة من دون ازدحام أو جداول إلزامية. فلسفة المنتجع تقوم على تغيير الوقت والمساحة كي يُعاد ترتيب نمط الحياة على إيقاع الجزيرة.
وفي الكاريبي، ما تزال "نيكر آيلاند" لسير ريتشارد برانسون أيقونة الاستئجار الكامل لمن يريد احتضان جزيرة كاملة لحفل عائلي أو ملتقى للأصدقاء. تُقدَّم الإقامة بصيغتين: حجز فردي خلال أسابيع محددة أو الاستحواذ على الجزيرة بكامل مرافقها وأنشطتها المائية.
منتجعات التزلج الفاخرة.. سانت موريتز وكورتيينا
ومن منّا لا يعشق أجواء الشتاء؟ هو في الواقع موسم الترف الأنيق، ولا مكان لاختباره عن قرب أكثر من "سانت موريتز" في سويسرا، حيث تمتزج ساحة البلدة الباذخة بمحلات الساعات والمجوهرات مع أرصفة الثلج التي تستضيف بطولة العالم لرياضة بولو الجليد وسباقات "كريغرينس" الشهيرة. ضيافة القصور التاريخية، من "بادروتس بالاس" إلى "كولم"، تواصل تحديث عروضها من مطابخ توقيعية إلى أجنحة بطابع الشاليه الحضري، فيما تضمن المنحدرات المشمسة والثلج المصقول تجربة لا تخيب.
وعلى الجانب الإيطالي من الألب، تتهيّأ "كورتيينا دامبيتزو" ملكة الدولوميت لإرث أولمبي طويل مع استضافة ميلانو–كورتيينا 2026. لكن عام 2025 هو الوقت الذهبي لمن يريد اختبار نسخة "ما قبل الضجيج"، حيث المنحدرات المتدرجة التي تناسب مستويات عدة، مطاعم جبال أنيقة، وخيارات إقامة فاخرة، من قصور تاريخية إلى شاليهات خاصة، على خلفية صخور الدولوميت الوردية.
سفاري راقية في أفريقيا.. رواندا، بوتسوانا، كينيا
لطالما كان لإفريقيا نكهة خاصة، وفي عام 2025 تستحوذ على اهتمام سياحي بفضل مزيج من الجو البيئي والضيافة المتخصصة. في رواندا، يلتقي تتبّع الغوريلا في برية فولكانوز مع "لودجات" راقية قليلة المفروشات كثيرة الروح.
أما بوتسوانا، فتُعد جوهرة دلتا أوكافانغو، موقعًا تراثيًا عالميًا ومسرحًا لسفاري الماء. هناك ترتقي المخيمات الراقية مثل "مومبو كامب" بتجربة اليوم الكامل، حيث يختبر الزائر الركوب في قوارب محلية إلى سهرات النجوم. وفي كينيا، يقدّم "ماساي مارا" منظورًا لا مثيل له من الهجرات الموسمية.
الاستكشاف بانتظارك.. القطب الجنوبي وكروزات فاخرة
لم تعد الرحلات القطبية نقيض الترف، بل باتت ذروته عندما تُنفَّذ على ظهر سفن كُسرت من أجل الاستكشاف وخُصّصت للمتعة. تقدم "Seabourn Venture" نمطًا استثنائيًا: بدن مقوّى للجليد بمعيار PC6، فرق استكشاف من 23 خبيرًا، ورحلات "زودياك" و"كاياك"، وحتى غواصات استكشافية تُتيح رؤية العالم القطبي من منظور مذهل.
أما في الفئة "ما بعد الفاخر"، فيشق "Le Commandant Charcot" التابع لـ"Ponant" الجليد كسفينة "آيس بريكر" فاخرة هجينة الطاقة، لتبلغ أماكن لا تصلها السفن التقليدية، من دائرة القطب الشمالي الجغرافي إلى قلب الجليد العتيق في الجنوب. يحتوي على مختبرات بحث علمي، ويتيح للزائر خوض تجربة الرحلة والمختبر معًا. لمن يحلم بمشهد السباحة القطبية أو الوقوف حرفيًا على 90° شمالًا، فهو في المكان الصحيح.
اقرأ أيضًا: عِش الرفاهية التي عاشها العظماء: فنادق وملاذات استقبلت ملوكًا ومشاهير
مشاريع سعودية مستقبلية فاخرة.. البحر الأحمر وأمالا
على ساحل الحجاز، تدفع "Red Sea Global" بوجهة البحر الأحمر لتكون أول مختبر إقليمي للسياحة التجديدية. تضم المنطقة مطارًا دوليًا، وفنادق تُفتَح تباعًا خلال 2024–2025 ضمن المرحلة الأولى (16 منتجعًا بنحو 3,000 مفتاح)، على أن يكتمل المخطط في 2030 بـ50 فندقًا و8,000 غرفة فقط مع الحفاظ على السعة السنوية عند مليون زائر لحماية النظم البيئية. هذا الانضباط في سعة الوجهة ليس تفصيلًا، إنما فلسفة تشغيلية تهدف إلى ترف يدوم.
افتتحت الوجهة بالفعل منتجع "نجومه ريتز-كارلتون ريزيرف"، وهو أول "ريزيرف" في المنطقة، في مايو 2024 على جزيرة أمّهات، بتصميم من "فوستر + بارتنرز" وفيلات فوق الماء وعلى الشاطئ تتراوح بين غرفة وأربع. نال المنتجع لاحقًا إشادات عالمية وجوائز مرموقة. كما تمضي جزيرة شيبارا نحو افتتاحها، وقد أعلنت الشركة إكمال القباب الفندقية المائية واستعداداتها للترحيب بالضيوف ضمن موجة الافتتاحات. كل ذلك يصنع مشهدًا أحمر اللون بالمياه والمرجان والسماء المظلمة الملائمة لعشّاق رصد النجوم.
وإلى الشمال قليلًا، تتقدّم "أمالا" في "Triple Bay" وجهة صحية فاخرة تضع العافية في قلب التجربة. وفي هذا السياق، أعلن الشركاء عن "Four Seasons Resort and Residences AMAALA" على خليج ثلاثي الخلجان مع برامج صحة متقدمة وإقامات فخمة، ومن المخطط استقبال الضيوف في المرحلة الأولى عام 2025 بحسب منصة Visit Red Sea. بالنسبة للمستثمر في الوقت والخبرة، فهذا هو التوقيت الذهبي لاختبار وجهة قبل اكتمالها والاستفادة من سعة أقل وتجارب مصممة بشغف البدايات.
الترف في عام 2025 لم يعد مجرد إنفاق أعلى، بل اختيار أدق. فهناك الجزيرة التي تُقيم فيها الاستدامة قبل الرفاهية، والسفينة التي تضع العلم في صلب التجربة، إضافة إلى السفاري الذي يُراعي الطبيعة قبل الصورة، ناهيك عن المدن الخليجية التي تُثبت أن الرفاهية يمكن أن تكون حضرية وذات هوية في الوقت ذاته.
المدن الفارهة.. دبي وأبوظبي معقل الرفاهية الحديثة
تثبت دبي عامًا بعد آخر أنها مختبر مفتوح للضيافة التجريبية، من "Atlantis The Royal" الذي دشّن فصلًا جديدًا في المنتجعات العمودية مع منصته "Cloud 22" ومشهديته البصرية، إلى مشهد دليل "ميشلان دبي" الذي أصبح، منذ 2022، معيارًا لتصنيف الذواقة في المدينة، مع نسخة 2024 المعلنة في حفل رسمي وحضور نجوم محليين وعالميين. باختصار، الذهاب إلى دبي في 2025 يعني جدولًا محكمًا من المطاعم الحاصلة على نجوم و"بيب غورمان"، وقوائم تذوق تقودها مدارس مطبخية متنوعة.
أما أبوظبي فتستمد هويتها الفاخرة من ثقافة راسخة وواجهات بحرية مترفة. "لوفر أبوظبي" بتاجه المعماري، القبّة المعدنية من تصميم جان نوفيل بوزن يقارب 7,500 طن ونقش 7,850 نجمة، صار معلمًا عالميًا تتقاطع عنده الجمالية العربية مع تقنيات التظليل الحديثة، مولّدًا تأثير "مطر الضوء" الشهير.
وعلى الضفة الفندقية، يجسد "إماراتس بالاس ماندارين أورينتال" صورة القصر المعاصر مع 12 مطعمًا ومشربين، بينها مطاعم حائزة على نجوم ميشلان، وشاطئ خاص طويل وأنشطة يختارها الخبير. في 2025، تُعتبر العاصمة خيارًا متوازنًا لمن يريد تزاوج الفن العالمي مع الرفاهية الشاطئية.
