سن بقرة يكشف سر نقل أحجار ستونهنج بعد 5 آلاف عام
حللت دراسة رائدة في Journal of Archaeological Science واحدًا من أهم الاكتشافات الأثرية المرتبطة بالمعلم التاريخي ستونهنج، حيث ركزت على فك بقرة اكتُشف عام 1924 عند المدخل الجنوبي للموقع.
باستخدام أحدث تقنيات تحليل النظائر، تمكن فريق من علماء هيئة المسح الجيولوجي البريطانية وجامعتي كارديف ولندن من إعادة بناء قصة حياة البقرة، مؤكدين أنها وُلدت في منطقة ترتبط جيولوجيًا بصخور ويلز، قبل أن تُنقل لاحقًا إلى سهل سالزبري حيث يقع ستونهنج.
هذا الدليل العلمي عزز من فرضية أن الماشية لم تكن مجرد مصدر غذاء، بل شاركت فعليًا في عملية نقل الصخور الضخمة التي تزن أكثر من ثلاثة أطنان لمسافة تتجاوز 200 كيلومتر.
اقرأ أيضًا: ليس كأحجام الحيتان المعاصرة.. اكتشاف حوت ما قبل التاريخ في أستراليا بحجم إنسان
أدلة جديدة: الماشية استخدمت في نقل أحجار ستونهنج
التحليل المفصل لسن البقرة، الذي جرى تقطيعه إلى شرائح دقيقة، أظهر تغيرات غذائية وعلامات بيولوجية تعكس ضغوط الحمل، ما أكد أنها أنثى.
ريتشارد مادجويك، أستاذ علم الآثار في جامعة كارديف، أوضح أن هذا الاكتشاف يقدم أول دليل مباشر على حركة الماشية من ويلز إلى ستونهنج.
ويشير الباحثون إلى أن الماشية ربما استُخدمت كقوة سحب للأحجار عبر الزلاجات الخشبية أو المسارات البدائية، وهي تقنيات كانت متاحة لشعوب العصر الحجري الحديث.
جين إيفانز من هيئة المسح الجيولوجي البريطانية وصفت النتائج بأنها "قصة مدهشة روتها شريحة واحدة من سن"، مؤكدة أن هذا النوع من الدراسات الدقيقة يفتح نافذة جديدة على تفاصيل الحياة اليومية في تلك الحقبة، بعيدًا عن السرديات الكبرى حول ستونهنج.
اكتشافات جديدة تكشف دور البشر في بناء ستونهنج
النتائج الجديدة جاءت بعد أشهر من أبحاث سابقة نفت فرضية أن الأنهار الجليدية هي من حملت الصخور من ويلز إلى إنجلترا، ما يعزز أن البشر كانوا وراء هذه العملية الشاقة.
اقرأ أيضًا: اكتشاف كوكب على بُعد 4.5 سنة ضوئية.. أقماره قد تمتلك خصائص داعمة للحياة
مايكل باركر بيرسون، أستاذ ما قبل التاريخ بجامعة لندن، اعتبر أن الاكتشاف يضيف "دليلًا جديدًا مثيرًا" على العلاقة القوية بين ستونهنج وويلز، ويرجح أن الموقع لم يكن مجرد معبد ديني بل رمز سياسي وثقافي لوحدة الشعوب البريطانية آنذاك.
ورغم أن بعض الأحجار المحلية مثل "السارسن" نُقلت من مسافة أقصر (32 كيلومترًا فقط)، فإن نقل "البلويستون" من ويلز و"حجر المذبح" من أسكتلندا لمسافة تصل إلى 750 كيلومترًا يظل إنجازًا هندسيًا استثنائيًا.
