اكتشاف كوكب على بُعد 4.5 سنة ضوئية.. أقماره قد تمتلك خصائص داعمة للحياة
أعلن العلماء مؤخرًا عن اكتشاف كوكب غازي عملاق جوار الأرض، وهو يقع في النظام النجمي "ألفا قنطورس"، الذي يبعد حوالي 4.5 سنة ضوئية عن كوكبنا، وقد تم اكتشاف هذا الكوكب باستخدام تلسكوب ويب الفضائي (JWST)، الذي أظهر أدلة قوية على وجوده.
الكوكب، الذي يشبه كوكب زحل من حيث الحجم، يدور حول نجم مشابه للشمس، لكنه مغطى بسحابة غازية كثيفة، ما يجعله غير صالح للحياة بشكل مباشر، ومع ذلك، يشير العلماء إلى أن الأقمار الجليدية لهذا الكوكب قد تكون مكانًا محتملًا لوجود الحياة.
"هذه الاكتشافات مثيرة للغاية"، بتلك الكلمات علقت د. كارلي هاويت، الأستاذ المساعد في مجال أدوات الفضاء في جامعة أكسفورد. وأضافت: "على الرغم من أن 4 سنوات ضوئية تعد مسافة بعيدة بالنسبة لنا، إلا أنها قريبة جدًا في سياق مجرتنا، ما يجعلها قريبة من فناءنا الكوني".
كما أضافت أن النجم الذي يدور حوله الكوكب يشبه الشمس في درجات حرارته وإشعاعه، مما يعزز من أهمية هذه الاكتشافات في سياق دراسة العوالم الصالحة للحياة.
تم اكتشاف الكوكب لأول مرة العام الماضي، ولكن في الملاحظات التي تمت بعد ذلك، بدا أن الكوكب "اختفى"، والسبب في ذلك، كما أوضحت الدكتورة هاويت، هو قرب الكوكب الشديد من نجمه، مما يتسبب في تداخل الضوء الساطع المنبعث من النجم مع رؤية الكوكب، وبالتالي يصعب تحديد موقعه بدقة في تلك الملاحظات.
أقرأ أيضًا: "أرض فائقة" تُربك ناسا: كوكب جديد يُرسل إشارات من 154 سنة ضوئية
هل سيكشف تلسكوب جريس رومان المزيد عن الكوكب؟
وأشارت التقارير إلى أن العلماء يأملون أن يقدم تلسكوب جريس رومان الفضائي، الذي من المقرر أن يبدأ عمله في عام 2027، مزيدًا من الأدلة حول الكوكب، واكتشاف المزيد عن تكوينه ومظهره.
ومن خلال هذه الدراسات، يأمل الباحثون في جمع معلومات أساسية حول إمكانية الحياة على الأقمار التي تدور حول الكوكب.
الجدير بالذكر أن بعض الكواكب الغازية العملاقة في نظامنا الشمسي، مثل كوكب زحل وكوكب المشتري، تحتوي على أقمار جليدية مثل يوروبا وإنسيلادوس، والتي يعتقد العلماء أنها قد تدعم وجود الحياة، لكن هذه الكواكب بعيدة عن الشمس مقارنةً بالكوكب المكتشف حديثًا، الذي يقترب بشكل أكبر من نجمه.
أقرأ أيضًا: ظاهرة فلكية نادرة: كوكب بـ"ميول انتحارية" يدمّر نفسه تدريجيًا
في سياق موازٍ، قال تشارلز بيشمان من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا: "نظرًا لقرب هذا النظام منا، فإن أي كواكب خارجية مكتشفة هنا ستكون أفضل فرصة لدينا لجمع البيانات حول أنظمة كوكبية غير أنظمتنا".
وعلى الرغم من هذه الفرص، أكد العلماء أن مثل هذه الاكتشافات تمثل تحديات هائلة في الرصد بسبب إشعاع النجوم القوي، وتُعد هذه الاكتشافات الجديدة خطوة هامة في دراسة الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وفهم كيفية تطور الحياة في بيئات مختلفة.
