دراسة حديثة ربطته بالخصوبة: السكر الطفيف قد يكون العدو الخفي للرجال
كشفت دراسة طويلة الأمد عُرضت في مؤتمر ENDO 2025، أن ارتفاع السكر في الدم بشكل طفيف، حتى دون الوصول إلى مرحلة السكري، يمكن أن يشكل عاملًا خفيًا يؤدي إلى تراجع الخصوبة والقدرة الجنسية لدى الرجال.
وخلص الباحثون إلى أن هذا العامل قد يكون أكثر تأثيرًا من العمر أو مستويات هرمون التستوستيرون في تفسير ضعف الأداء الجنسي بمرور الوقت.
اقرأ أيضًا: كيف يساعد المغنسيوم في تحسين مستويات السكر لمرضى السكري؟
أُجريت الدراسة في مستشفى جامعة مونستر بألمانيا، ضمن مشروع بحثي موسع يعرف باسم FAME 2.0، شارك فيها 200 رجل تتراوح أعمارهم بين 18 و85 عامًا، وجرى تتبع حالتهم الصحية على مدى ست سنوات بدأت عام 2014.
جميع المشاركين كانوا أصحاء عند بدء الدراسة، إذ لم يكن أي منهم مصابًا بالسكري أو أمراض القلب أو السرطان، وبحلول عام 2020، أنهى 117 رجلًا جميع الفحوصات المطلوبة، التي شملت قياس مستويات السكر التراكمي (HbA1c)، وتحليل الهرمونات، وفحص السائل المنوي، بالإضافة إلى تقييمات للرغبة الجنسية والانتصاب.
تأثير ارتفاع السكر على الخصوبة
أوضحت النتائج أن الرجال الذين أظهروا ارتفاعًا طفيفًا في معدلات السكر — مع بقائها أقل من العتبة التشخيصية للسكري (6.5%) — شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في حركة الحيوانات المنوية وضعفًا تدريجيًا في وظيفة الانتصاب.
المدهش أن مستويات التستوستيرون لم تتأثر، وهو ما يشير إلى أن السبب الأبرز وراء هذا التراجع لا يعود إلى التغيرات الهرمونية أو عامل العمر، بل إلى التغيرات الأيضية المرتبطة بالسكر.
وأكد البروفيسور مايكل زيتسمان، المشرف الرئيس على البحث، أن هذه النتائج تتحدى الفرضيات القديمة، التي تلقي باللوم على نقص التستوستيرون في تدهور الصحة الجنسية.
وأوضح أن المؤشرات الأيضية وارتفاع السكر حتى بمستويات طفيفة هي عوامل يمكن السيطرة عليها، وهو ما يفتح الباب أمام الأطباء لوضع خطط وقائية أكثر فعالية.
ويرى زيتسمان أن الكشف المبكر عن معدلات السكر، قد يتيح للرجال الحفاظ على قدراتهم الإنجابية والحميمية حتى مع التقدم في العمر.
أهمية فحص مستويات السكر للرجال
تؤكد الدراسة أن الاهتمام بمستويات السكر لا يقتصر على الوقاية من أمراض القلب أو السكري فحسب، بل يشمل أيضًا حماية الصحة الجنسية، وهو جانب قد يكون مهملاً في الفحوص الروتينية.
اقرأ أيضًا: كيف تحمي التوابل الملكية قلبك وتوازن سكر الدم؟ دراسة تجيب
كما تبرز النتائج ضرورة توسيع برامج التوعية الصحية لتشمل الرجال الأصحاء ظاهريًا، إذ قد يخفي الجسم تغيرات صغيرة لكنها ذات تأثير كبير على المدى البعيد.
ويرى الخبراء أن هذه النتائج تمثل دعوة قوية لإعادة النظر في الفحوص الدورية، بحيث لا تقتصر على الحالات المصابة بالسكري أو المعرضة له، بل تشمل أيضًا الفئات العمرية الأصغر، التي قد تتأثر سلبًا دون أن تدرك ذلك، فالحفاظ على استقرار السكر لا يحمي الصحة العامة فحسب، بل يحافظ أيضًا على الحيوية الجنسية وجودة الحياة.
