وفاة جاكلين بيزوس.. الأم التي دعمت نجاح أمازون
توفيت "جاكلين بيزوس" Jacqueline Bezos، والدة مؤسس "أمازون" Amazon "جيف بيزوس" Jeff Bezos، بهدوء في منزلها هذا الأسبوع عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد معاناة مع مرض خرف أجسام "ليوي" Lewy Body Dementia.
وأعلن جيف بيزوس الخبر في منشور مؤثر أكد فيه أن والدته كانت محاطة بأسرتها وأحفادها وزوجها "ميغيل بيزوس" Miguel Bezos في لحظاتها الأخيرة، مشيرًا إلى أن حياتها كانت مليئة بالحب والعطاء.
ولدت جاكلين في واشنطن ونشأت في"ألبوكيركي" Albuquerque بولاية نيو مكسيكو New Mexico، وهناك التقت بوالد جيف البيولوجي "تيد يورغنسن" Ted Jorgensen.
اقرأ أيضًا: جيف بيزوس يخطط لدور بارز لزوجته في فيلم جيمس بوند الجديد
وقد أنجبت جيف وهي في السابعة عشرة من عمرها، لتواجه تحديات كبيرة كأم مراهقة.
وبحسب ما رواه جيف نفسه في جلسة استماع عام 2020، فقد كافح جدّه لإبقائها في المدرسة رغم الضغوط لطردها، لتكمل تعليمها رغم حرمانها من الأنشطة المدرسية وحتى من السير مع زملائها يوم التخرج.
عملت جاكلين في بنك خلال النهار، والتحقت بفصول مسائية لمواصلة تعليمها، حيث كانت تحمل حقيبتين؛ واحدة للكتب الدراسية وأخرى لمستلزمات طفلها الرضيع.
وخلال عملها في البنك التقت بميغيل "مايك" بيزوس، المهاجر الكوبي الذي تزوجته لاحقًا وتبنى جيف، ثم أنجبا طفلين آخرين، كريستينا ومارك.
سيرة والدة جيف بيزوس
في عام 1995، قررت جاكلين بيزوس وزوجها مايك خوض مغامرة مالية كبيرة حين استثمرا نحو 250 ألف دولار في مشروع ابنهما الناشئ "أمازون"، وهو مبلغ كان يعد مخاطرة ضخمة في وقت لم يكن فيه الإنترنت يحظى بالثقة الكاملة.
وروى جيف لاحقًا أن والديه "لم يراهنا على فكرة متجر إلكتروني للكتب، بل على إيمانهم بابنهم"، مشيرًا إلى أنه حذرهم من احتمال خسارة 70% من استثمارهم، لكنهما قبلا المجازفة بدافع الثقة.
ورغم أن حجم الأسهم التي احتفظت بها العائلة لاحقًا ظل غير معلن، إلا أن جاكلين ومايك قدما تبرعات ضخمة بين عامي 2001 و2016 شملت مئات الآلاف من أسهم أمازون لصالح المؤسسة العائلية الخيرية.
اقرأ أيضًا: ما الذي يمكن أن يشتريه جيف بيزوس في يوم واحد فقط؟
وفي عام 2022، ساعدهما جيف في شراء قصر فاخر بميامي بلغت قيمته 34 مليون دولار.
وفي كلماته المؤثرة بعد رحيلها، استذكر جيف تضحيات والدته قائلاً: "بدأت مرحلة البلوغ مبكرًا جدًا عندما أصبحت أماً في السابعة عشرة. لم يكن الأمر سهلاً، لكنها جعلت كل شيء يعمل. احتضنت دوري بحب هائل، ثم جلبت أبي إلى حياتي، وأضافت أختي وأخي إلى قائمتها التي لم تتوقف يومًا عن منح الحب والرعاية".
وتبقى سيرة جاكلين بيزوس شاهدة على رحلة استثنائية؛ من أم مراهقة تكافح لتكمل تعليمها وتؤمن مستقبل ابنها، إلى شخصية محورية أسهمت في تأسيس واحدة من أعظم الشركات العالمية، تاركة خلفها إرثًا عميقًا من الإيمان والعطاء.
