دراسة تكشف تأثير الوحدة على قدرة الفرد في تقديم الدعم الاجتماعي
كشفت دراسة حديثة عن تأثيرات الشعور بالوحدة على كيفية رؤية الأفراد لأنفسهم في سياق علاقاتهم الاجتماعية، خاصة مع العائلة. أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة غالبًا ما ينظرون إلى مساهماتهم في العلاقات بشكل سلبي، إذ يعتقدون أنهم عبء على الآخرين، وتسلط الدراسة الضوء على أن التباين في وظيفة القلب، تحديدًا التباين العالي في معدل ضربات القلب، قد يساهم في تقليل هذه التصورات الذاتية السلبية، مما يشير إلى وجود آلية فسيولوجية تدعم التكيف الاجتماعي والمرونة.
أقرأ أيضًا: دراسة تكشف: الحليب كامل الدسم يزيد خطر الوفاة بأمراض القلب
وأوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة Psychophysiology أن الوحدة لا تقتصر على الشعور بالعزلة الجسدية فقط، بل ترتبط أيضًا بتدهور جودة العلاقات الاجتماعية.
ويشعر الأفراد الذين يعانون من الوحدة بأن علاقاتهم الاجتماعية تفتقر إلى المعنى والعمق، حتى وإن كانوا محاطين بالأصدقاء أو العائلة.
في المقابل، تشير الدراسة إلى أن العزلة الاجتماعية، التي تعني قلة الاتصال الاجتماعي، قد تكون حالة موضوعية أكثر وضوحًا، لكنها ليست بالضرورة مقلقة للأشخاص الذين يمرون بها.
كيف يؤثر معدل ضربات القلب على الشعور بالوحدة؟
واعتمدت الدراسةعلى تحليل بيانات مشروع MIDUS الذي شمل 824 مشاركًا، لتكشف أن الأشخاص الذين يعانون من الشعور بالوحدة يميلون إلى النظر إلى علاقاتهم العائلية والاجتماعية بسلبية.
فهم غالبًا يشعرون بأنهم يقدمون دعمًا أقل للآخرين ويتسببون في ضغوط أكبر، مما يدفعهم إلى الانسحاب من محاولات التواصل الاجتماعي.
وتبرز دور العوامل الفسيولوجية، وخاصة التباين في معدل ضربات القلب، في التخفيف من هذه التصورات السلبية. فقد وُجد أن الأفراد الذين يمتلكون قدرة أفضل على التنظيم الفسيولوجي – أي تباين أكبر في معدل ضربات القلب – يكون لديهم ارتباط أضعف بين الشعور بالوحدة والشعور بأنهم عبء على من حولهم.
أقرأ أيضًا: دراسات حديثة تكشف الرابط بين تغيرات الأظافر والمشاكل القلبية الخطيرة
وبتحسين قدرات التنظيم العاطفي والفسيولوجي – مثل تعزيز التباين في معدل ضربات القلب – قد يصبح بالإمكان تخفيف الشعور بالوحدة وتسهيل إعادة بناء الروابط الاجتماعية.
ومع ذلك، يبقى من الضروري تتبع الأفراد على مدى فترات زمنية أطول لتحديد ما إذا كان هذا التكيف الفسيولوجي قادرًا على التنبؤ بالتعافي من الوحدة وتعزيز القدرة على إعادة الاندماج الاجتماعي.
