نبرة الصوت تحدد من نثق به ماليًا..دراسة تكشف مفاجأة
كشفت دراسة نفسية حديثة أن طبقة الصوت قد تؤثر في قراراتنا المالية أكثر مما نتصور، إذ تبيّن أن الأشخاص يميلون إلى الوثوق بأصحاب الأصوات المرتفعة النبرة عند اتخاذ قرارات تتعلق بالمال، حتى في المواقف التي تنطوي على مجازفة مالية واضحة.
الدراسة التي نشرتها "المجلة البريطانية لعلم النفس" (British Journal of Psychology) قادتها الدكتورة جوليان أُوكونور، الأستاذة المساعدة في جامعة هيوستن داونتاون، سعيًا لفهم التناقض القائم في نتائج دراسات سابقة حول ما إذا كانت الأصوات المرتفعة أم المنخفضة تُعد أكثر موثوقية من الناحية المالية. وأوضحت الباحثة أن "الصوت قد يؤثر في نظرة الآخرين إلينا، سواء من حيث الجاذبية أو السلطة أو الموثوقية، لكنني أردت معرفة ما إذا كان بإمكانه التأثير أيضًا في سلوك الناس، خاصة في القرارات المالية".
اقرأ أيضَا: هل السكر يُسبب الإدمان فعلًا؟ دراسة علمية تحسم الجدل
شارك في التجربة 118 طالبًا جامعيًا طُلب منهم الاستماع إلى 48 صوتًا رقميًا معدلًا صعودًا وهبوطًا من حيث النبرة، لأشخاص ينطقون كلمة "مرحبًا" أو أصواتًا صوتية بسيطة. ثم طُلب من المشاركين اتخاذ قرارات مالية افتراضية تتضمن منح مبالغ مالية لأشخاص مجهولين بناءً فقط على نبرة أصواتهم.
كانت المجازفة محدودة؛ إذ يُمنح المال للطرف الآخر الذي يمكنه مشاركته أو الاحتفاظ به. أما في النوع الآخر، فكانت المجازفة أكبر، حيث يُمنح المتلقي مبلغًا ثلاثي القيمة مع حرية مطلقة في إعادة أي جزء منه أو الاحتفاظ به كاملاً.
الفرق بين الأصوات المرتفعة والمنخفضة في القرارات المالية
النتائج جاءت مفاجئة؛ فقد أظهر المشاركون ميلًا واضحًا لاختيار أصحاب الأصوات الأعلى نبرة كشركاء ماليين، بل وكانوا أكثر سخاءً في إرسال الأموال إليهم، بغض النظر عن كون المتحدث ذكرًا أو أنثى، أو عن مستوى المخاطرة المالية. ولم تختلف النتيجة سواء كان الموقف يتطلب العطاء أو رد الجميل؛ إذ أظهر المستمعون استعدادًا أكبر لإعادة المال لأصحاب الأصوات المرتفعة.
وتوضح أُوكونور أن "هذه النتائج تقوّض الاعتقاد السائد بأن الأصوات العميقة وحدها تُلهم الثقة. فبينما قد توحي الأصوات المنخفضة بالقوة والسلطة، فإن الأصوات العالية قد تنقل إحساسًا بالدفء والتعاون، وهما عنصران يبدو أنهما يلعبان دورًا أساسيًا في العلاقات المالية التبادلية".
ومع أن التجربة أُجريت في ظروف افتراضية من دون أموال حقيقية، فإن الباحثة تؤكد أن هذه النتائج تفتح الباب أمام مراجعة أوسع لكيفية تأثير التفاصيل الصغيرة – مثل نبرة الصوت – في قرارات نعتقد عادة أنها عقلانية ومحايدة.
واختتمت أُوكونور: "نظن أن سلوكنا المالي يرتكز على صفات داخلية مثل الضمير والأمانة، لكن ما أظهرته التجربة هو أن صوت الطرف الآخر قد يكون عاملًا حاسمًا في مدى عدالتنا وكرمنا المالي، دون أن نعي ذلك تمامًا".
