بعد 70 عامًا: أول طائرة ركاب في العالم تعود إلى الحياة
في حدث مدهش لعشاق الطيران وعلمائه، تم إعادة ترميم طائرة de Havilland DH106 1A Comet، أول طائرة تجارية نفاثة في العالم، لتصبح اليوم قطعة تاريخية معروضة في متحف de Havilland الواقع بالقرب من لندن.
هذه الطائرة التي تعتبر جزءًا من تاريخ الطيران، تُعرض الآن بشكلها المُعاد تجديده حيث تم تزيين هيكلها بشعار Air France على جوانبها، مما يضيف لمسة من الذكريات التاريخية التي تربط الطائرة بشركات الطيران الكبرى في خمسينيات القرن الماضي.
وتظل الكوميت واحدة من أولى الطائرات التي شكلت ملامح الجيل التالي من الطيران التجاري، حيث أعيد هيكلها إلى شكله الأصلي، وإن كانت تفتقر إلى الأجنحة الأصلية التي كانت جزءًا من تصميمها الأيقوني.
هذه المعروضة التاريخية تمنح الزوار فرصة العودة إلى لحظات الماضي في تاريخ الطيران، وتُعتبر بمثابة نصب تذكاري لأول طائرة نفاثة تجارية ساعدت في إحداث ثورة في طريقة السفر الجوي. على الرغم من فقدان الأجنحة الأصلية، فإن الطائرة تحتفظ بالعديد من الخصائص التي جعلتها مشهورة في فترة الخمسينيات.
لماذا تحولت الكوميت من ابتكار إلى فشل في عالم الطيران؟
كان ظهور de Havilland DH106 1A Comet في عام 1952 بمثابة ثورة حقيقية في عالم الطيران. تم تصميمها لتكون الطائرة التجارية الأسرع والأكثر راحة، حيث كانت مجهزة بمحركات نفاثة متطورة توفر سرعة كبيرة مقارنة بالطائرات التقليدية التي كانت تعمل بمحركات ذات مروحة. فضلاً عن ذلك، كان ركاب الطائرة يتمتعون برحلات أكثر راحة في مقارنة مع الطائرات السابقة بفضل هيكلها العصري، الذي كان يمثل أعلى مستويات الراحة والرفاهية.
ومع ذلك، لم تدم فترة الكوميت الذهبية طويلاً. على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته في بداياتها، إلا أن الطائرة تعرضت لعدة حوادث مدمرة نتيجة لعيوب هندسية فادحة في تصميم الهيكل. ومع تزايد الحوادث المأساوية، تم سحب الطائرة من الخدمة، وهو ما جعلها تتحول من رمز للابتكار في عالم الطيران إلى تحذير مستقبلي من المخاطر التي قد تصاحب الثورات التقنية غير المدروسة. وقد أظهرت التحقيقات اللاحقة أن الطائرة كانت تعاني من مشاكل هيكلية خطيرة، لا سيما في الأماكن التي تحتوي على ثقوب ريفيتات، مما أدى إلى فشلها في تحمل التغيرات المفاجئة في الضغط الجوي أثناء الرحلات الجوية.
اقرأ أيضًا: Bombardier Global 8000.. أسرع طائرة رجال أعمال في العالم تتجاوز حاجز الصوت وتُعيد تعريف الرفاهية الجوية
كيف كشفت التحقيقات عن العيوب التي دمرت طائرة الكوميت؟
بعد سلسلة من الحوادث المدمرة، قامت فرق من المهندسين والمحقيقين بإجراء اختبارات دقيقة على طائرة الكوميت لتحديد أسباب الأعطال والتأكد من سلامة الطائرات في المستقبل. وقد أظهرت الاختبارات أن الكوميت كانت تعاني من فشل في التصميم، خاصة في الهيكل السفلي للطائرة، حيث كان الضغط الجوي المتكرر يتسبب في ظهور شقوق في الطائرة مع مرور الوقت. هذه الشقوق كانت تؤدي إلى انفجار الطائرة في الجو، مما أدى إلى حوادث كارثية أودت بحياة العديد من الركاب.
كانت هذه التحقيقات نقطة تحول في صناعة الطيران، حيث ساهمت في تطوير معايير السلامة في الطائرات المستقبلية، بما في ذلك تحسين هيكل الطائرات وتطوير تقنيات جديدة لمقاومة الضغط الجوي. وبالرغم من أن الكوميت لم تعد طائرة عاملة بعد الحوادث المتكررة، إلا أن تصميمها ألهم العديد من الطائرات النفاثة التي تلتها، مما جعلها واحدة من أهم المحطات في تاريخ الطيران المدني.
