آلاف المحبين يشيّعون زياد الرحباني من بيروت إلى بكفيا (فيديو)
شهدت العاصمة اللبنانية بيروت صباح الاثنين، تجمّعًا كبيرًا من محبّي وأصدقاء الموسيقار والمسرحي اللبناني زياد الرحباني، الذين احتشدوا أمام مستشفى فؤاد خوري لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وسط التصفيق والهتاف، خرج جثمان الراحل من مستشفى الحمراء، حيث عاش لسنوات طويلة، متوجهًا إلى بلدته الأم بكفيا، الواقعة في قضاء المتن.
تحرّك موكب الجنازة وسط أجواء مؤثّرة، إلى أن وصل إلى كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة، حيث تقام مراسم الصلاة عصر اليوم، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مدافن العائلة القريبة من الكنيسة، وأعلنت العائلة أن استقبال التعازي سيُجرى في الكنيسة نفسها، مباشرة بعد الصلاة وحتى السادسة مساءً، على أن يُستأنف استقبال المعزين يوم الثلاثاء 29 يوليو، في التوقيت نفسه.
من هو زياد الرحباني؟
وُلد زياد الرحباني في بيت موسيقي استثنائي، فهو الابن الوحيد للسيدة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، أحد أعمدة المدرسة الرحبانية. شكّلت تلك البيئة أرضًا خصبة لصقل موهبته مبكرًا، إذ بدأ العزف والتلحين والكتابة في سن مبكرة، وتميّز بأسلوب نقدي ساخر، مختلف عن السائد في الموسيقى والمسرح.
✨ جنازة زياد الرحباني ✨
لقطات من تجمع الجمهور من أمام مستشفى فؤاد خوري بمنطقة الحمرا لوداعه… pic.twitter.com/N6tLShwHOt— ET بالعربي (@ETbilArabi) July 28, 2025
وفي عام 1973، وبينما كان والده يعاني المرض، لحّن زياد لوالدته فيروز أغنية "سألوني الناس"، التي غدت واحدة من أشهر أغنياتها. كانت تلك البداية الرسمية لانطلاقته الفنية، تبعها تقديمه لمسرحيات غنائية حملت بصمته الخاصة، مثل "نزل السرور" و"بالنسبة لبكرا شو؟"، حيث مزج فيها بين النقد السياسي والاجتماعي والمواقف الوجودية.
اقرأ أيضًا: بعد رحيله.. سطور من حياة زياد الرحباني وذاكرة لبنان الساخرة
تفاصيل حياة زياد الرحباني الخاصة
امتازت أعمال زياد الرحباني بقدرتها الفريدة على دمج الجاز الغربي بالموسيقى الشرقية، وصوغها ضمن قالب غنائي يحمل ملامح فكرية حادّة.
لم تكن موسيقاه مجرد ألحان، بل كانت أداة تعبير عن رؤيته الاجتماعية والسياسية، جسّد من خلالها واقعًا لبنانيًا مأزومًا بلغة نقدية جريئة ومباشرة، حتى غدت أعماله صوتًا شعبيًا ساخرًا وفكريًا متفرّدًا، عصيًّا على النسيان.
لحظة وصول السيدة فيروز برفقة ابنتها ريما إلى جنازة ابنها القدير زياد الرحباني#onetvlebanon #fairuz #السيدة_فيروز #زياد_الرحباني pic.twitter.com/27fQcUXIrj
— One TV (@onetvlebanon) July 28, 2025
في حياته الخاصة، تزوّج من دلال كرم، غير أن الارتباط لم يدم طويلًا، وفي ما بعد، خاض علاقة عاطفية طويلة مع الممثلة اللبنانية كارمن لبّس، استمرت نحو 15 عامًا، لكنها انتهت بهدوء بسبب تباينات في الرؤى المستقبلية، ورغم حضوره الفني الطاغي، حرص زياد على فصل حياته الشخصية عن الإعلام، مكتفيًا بأن تُروى تفاصيله عبر فنه لا عبر الحكايات.
وبغياب زياد الرحباني، يطوي المشهد الفني صفحة من الحضور الثقافي المتمرّد، فقد كان صوته طليعيًا لا يُهادن، وصاحب موقف لم يعرف المواربة، حول وجع الناس اليومي إلى موسيقى ناطقة بالحقيقة. وبرغم الغياب الجسدي، تبقى مسيرته الموسيقية والمسرحية حيّة، تُشكّل أحد أركان الذاكرة الإبداعية في لبنان والعالم العربي، وتجسّد اسمًا استثنائيًا حفر ملامحه الخاصة في وجدان أجيال كاملة.
