خريجو الجامعة عاطلون أيضًا: جيل Z يغيّر قواعد اللعبة
في تحول مثير للقلق، أظهرت بيانات حديثة أن الرجال من جيل Z الذين يحملون شهادات جامعية باتوا يواجهون معدلات بطالة تماثل تلك التي يواجهها من لم يكملوا تعليمهم الجامعي، في إشارة واضحة إلى تغيّر كبير في مردود التعليم العالي على فرص التوظيف.
وفق تحليل نشرته Financial Times استنادًا إلى بيانات المسح السكاني الأميركي، تبلغ نسبة البطالة بين الرجال الأميركيين من الفئة العمرية 22 إلى 27 عامًا حوالي 5.5% للحاصلين على شهادات جامعية، وهي نسبة قريبة جدًا من معدلات البطالة لنظرائهم غير الجامعيين، والتي كانت قبل نحو عقد أعلى بكثير (أكثر من 15% في 2010).
هذا التراجع في الفجوة بين الخريجين وغير الخريجين يأتي في وقت تتراجع فيه الشركات عن اشتراط الشهادات الجامعية في الوظائف المبتدئة، وتتجه إلى التركيز على المهارات العملية والخبرة المباشرة.
اقرأ أيضًا: جيل زد يشكك في جدوى التعليم الجامعي.. دراسة تكشف الأرقام
هل يوجد فجوة بين الجنسين في سوق العمل؟
التباين بين الذكور والإناث لا يزال قائمًا، إذ تشير التقديرات إلى أن نسبة البطالة بين النساء الحاصلات على شهادة جامعية تبلغ نحو 4% فقط، ما يعني أن النساء يُقبلن على سوق العمل بشكل أكثر مرونة. ويُعزى هذا جزئيًا إلى نمو قطاعات مثل الرعاية الصحية، التي توفّر فرصًا ثابتة ومحمية من التقلّبات الاقتصادية.
إزاء هذا الواقع، يتجه كثير من شباب جيل Z إلى التدريب المهني والحرف الماهرة بدلًا من المسارات الجامعية التقليدية. فقد شهدت المدارس المهنية العامة ذات السنتين ارتفاعًا في معدلات التسجيل بنسبة 20% منذ عام 2020، بزيادة تتجاوز 850 ألف طالب، وفقًا لمركز National Student Clearinghouse.
وتشير تحليلات مركز Pew Research إلى أن عدد الطلاب الجامعيين انخفض بمقدار 1.2 مليون طالب بين عامي 2011 و2022، معظمهم من الذكور، في مؤشر على عزوف ملحوظ عن التعليم الجامعي في أوساط الشباب الذكور.
ورغم ذلك، يبقى التعليم العالي عنصرًا أساسيًا للعديد من الوظائف، لكن الواقع الحالي يفرض على الشباب إعادة تقييم جدوى المسار الجامعي مقابل البدائل العملية، خاصة في ظل تضاؤل العائد الاقتصادي المباشر من الشهادة.
