لوحة جديدة لـ Y.Z. Kami تتخطى مزاد طهران وتُعرض بسعر مفاجئ
في لحظة فنية لافتة، يُطرح أحد أعمال الفنان الإيراني الأميركي Y.Z. Kami في معرضه الجديد لدى Gagosian في بيفرلي هيلز بسعر يتجاوز رقمه القياسي السابق في المزادات، في إشارة واضحة إلى تصاعد القيمة السوقية لأعماله على نحو تدريجي وثابت.
اللوحة المعروضة بعنوان Messenger (The Forest)، وهي جزء من سلسلة بدأها الفنان عام 2022، وتُعرض الآن بسعر يقارب 300 ألف دولار، أي أكثر من الرقم القياسي الذي حققه في مزاد طهران عام 2018، والذي بلغ 274,834 دولارًا للوحة تجريدية بعنوان White Dome III.
تمثل Messenger مشهدًا غامضًا لرجل داكن البشرة يسير مبتعدًا ببطء على طريق مضاء بالشمس، مرتديًا عباءة بيضاء ويحمل عصًا، متجهًا نحو امتداد أخضر في الأفق، وكل ذلك بأسلوب Kami المعروف بـsfumato، الذي يمزج الضوء والظل ليصوغ صورة ضبابية تأملية تأسر النظر.
ولد Kami في طهران عام 1956، ويقيم حاليًا بين تشيلسي في نيويورك وبلدة غاريسون الهادئة على أطراف المدينة. ورغم نشأته الشرقية، فإن أعماله تحمل توقيعًا عالميًا في الطرح والتقنية.
لوحاته الزيتية الضخمة على الكتان، سواء كانت تجريدية أو تصويرية، تبحث في مفاهيم الهوية والروحانية والغياب، وغالبًا ما تُعرض في صالات هادئة توازي طبيعة أعماله التأملية.
سعر لوحات Y.Z. Kami في السوق الثانوي
في حين أن القيمة المعروضة تتجاوز أرقام المزادات السابقة، إلا أن السوق الثانوي لأعمال Kami لا يزال محدود السيولة. ووفقًا لقاعدة بيانات Artnet Price Database، شهد عام 2024 تداول أربع لوحات فقط له في المزادات، وبلغ إجمالي مبيعاتها نحو 276,702 دولار، وهو رقم متواضع مقارنة بالفنانين المعاصرين الذين يحظون بحضور مشابه على مستوى المؤسسات والمتاحف.
لكن ما يميز Kami هو قوته المؤسسية: فقد اقتنى متحف الفن الحديث MoMA إحدى لوحاته من سلسلة Messenger في عام 2023، وهو مؤشر قوي على تصاعد قيمته في السوق الأولي، واعتراف متنامٍ من قبل المؤسسات المرجعية.
اقرأ أيضًا: لوحة نادرة لـ غاندي تُباع بأكثر من 200 الف دولار في مزاد بلندن (فيديو)
ماذا يتضمن معرض "The Domes" الجديد؟
يحمل معرضه الجديد في لوس أنجلوس عنوان "The Domes"، وهو أول عرض فردي للفنان على الساحل الغربي الأميركي منذ مشاركته في متحف LACMA عام 2016. يضم المعرض ثلاث لوحات من سلسلة Messenger، واحدة منها بيعت بالفعل، ويستمر حتى 8 أغسطس 2025. في هذا المعرض، يمزج Kami بين التجريد والتصوير البشري، مستلهمًا رموز العمارة الإسلامية والتجربة الصوفية، حيث تتحول القبة والفضاء المقدّس إلى عناصر بصرية تستدعي التأمل والتحوّل الداخلي.
يتزامن هذا المعرض مع حضور الفنان في معرضين جماعيين في باريس: أحدهما في مركز بومبيدو-ميتز، والآخر في متحف دي لورونجريه، حيث تُعرض أعماله إلى جانب عظماء مثل فرانسيس بيكون وألبرتو جياكوميتي، في دلالة على مكانته المتصاعدة في المشهد الفني العالمي، وقدرته على الجمع بين الصمت البصري وعمق المفهوم الروحي في آن واحد.
