إريك شميت يكشف: الذكاء الاصطناعي ليس فقاعة بل بداية عصر صناعي جديد
خلال مشاركته في قمة RAISE بالعاصمة الفرنسية باريس، نفى المدير التنفيذي السابق لشركة Google إريك شميت أن يكون قطاع الذكاء الاصطناعي يعيش فقاعة مالية شبيهة بانفجار "دوت كوم" في أوائل الألفينات. رغم أنه اعترف بوجود مؤشرات كلاسيكية ترتبط بالفقاعات، إلا أنه شدد على أن ما يشهده القطاع حاليًا لا يُعد فورة مؤقتة، بل هو تطور يُعيد تشكيل بنية صناعية كاملة.
وقال شميت، الذي تولى إدارة Google بعد انهيار شركات الإنترنت في بداية القرن، إن النمو السريع للذكاء الاصطناعي، خاصة منذ انطلاقة ChatGPT، تزامن مع استثمارات ضخمة من شركات التكنولوجيا العملاقة، ما خلق سباقًا عالميًا على الكفاءات والتقنيات. ومع أن البعض يرى مؤشرات "مبالغة" في التفاؤل، أشار شميت إلى أن قطاع الرقائق الإلكترونية (chips) يمنحه الثقة بمستقبل هذا المجال.
البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
في معرض حديثه، ركز شميت على جانب البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، لا سيما سوق الشرائح، قائلًا: "لم أرَ يومًا قطاعًا يتم فيه استهلاك كل قدرات الأجهزة بهذه السرعة." وأضاف أن شركات مثل Nvidia تجد نفسها غير قادرة على مجاراة الطلب، ما يعكس وجود حاجة حقيقية تتجاوز فقاعة السوق.
ورغم أن بعض التنفيذيين في شركات الذكاء الاصطناعي يرون أن القطاع دخل مرحلة "الإفراط في البناء"، مع تحذيرات من وصول السوق إلى "تشبّع في القدرة التشغيلية خلال عامين أو ثلاثة"، فإن شميت يرى أن هذه المؤشرات لا تعني بالضرورة انفجارًا وشيكًا. وعلّق ساخرًا: "الجميع يقول إن الآخرين سيخسرون أموالهم... هذا تعريف الفقاعة، أليس كذلك؟"
لكنه رفض الانحياز بشكل كامل إلى هذا الرأي، وأكد أن هناك من يرى أن المجال لا يزال أقل من حجمه الحقيقي، خاصة في ظل تطورات تقنيات "تعلم التعزيز" (Reinforcement Learning)، التي قد تُغيّر شكل العالم، على حد وصفه.
اقرأ أيضًا: هل الذكاء الاصطناعي يعزز كسلنا المعرفي؟ اكتشف الحقيقة
حجم سوق الذكاء الاصطناعي
في الجهة المقابلة، لا يتفق الجميع مع تفاؤل شميت. ففي تقرير صادر عن Torsten Sløk، كبير الاقتصاديين في شركة Apollo Global Management، تم التحذير من أن الذكاء الاصطناعي ربما يقود فقاعة أكبر من فقاعة الإنترنت في التسعينيات. وقال سلوك إن الشركات العشر الأولى المدرجة في مؤشر S&P 500 اليوم "أعلى تقييمًا مما كانت عليه خلال ذروة فقاعة التكنولوجيا السابقة"، معتبرًا أن هذا التضخم القيمي الخطير ناجم عن الحماسة المفرطة تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ووسط هذه الآراء المتضاربة، يبقى القطاع في حالة تمدد سريع، حيث تتوقع التقديرات أن ينمو حجم سوق الذكاء الاصطناعي من 189 مليار دولار في 2023 إلى أكثر من 4.8 تريليونات دولار بحلول 2033. وبين من يرى ثورة صناعية جديدة ومن يحذر من انفجار وشيك، يبقى الذكاء الاصطناعي الحد الفاصل بين واقع السوق ومستقبله المجهول.
