بيتكوين تواصل التحليق.. والأنظار تتجه نحو أدوارها المالية الرسمية
واصلت عملة بيتكوين صعودها القياسي مطلع هذا الأسبوع، مسجّلة مستوى غير مسبوق بلغ 120,990 دولارًا، بزيادة نسبتها 2.7% صباح الإثنين، وذلك عند الساعة 7:35 صباحًا بتوقيت السعودية، وتُعد هذه القفزة امتدادًا لسلسلة من الارتفاعات اليومية التي استمرت على مدار الأيام الثلاثة الماضية، ما رفع مكاسب العملة الرقمية الأكبر عالميًا إلى نحو 30% منذ بداية عام 2025.
وتعود هذه المكاسب، بحسب تقرير نشره موقع Business Insider، إلى مجموعة من العوامل المركبة، في مقدّمتها إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو الماضي عن أمر تنفيذي بإنشاء احتياطي استراتيجي من بيتكوين وأصول رقمية أخرى، وهي خطوة غير مسبوقة من البيت الأبيض باتجاه الاعتراف الرسمي بالعملة المشفّرة كأصل اقتصادي استراتيجي. القرار أثار موجة من التفاعل في الأسواق العالمية، خصوصًا مع دخول مستثمرين مؤسسيين كبار إلى السوق، مدفوعين بتغيّر جذري في البيئة السياسية والتنظيمية حول العملات الرقمية.
اقرأ أيضًا: مع تجاوز بيتكوين 117 ألف دولار.. كيوساكي يجدد ثقته بالعملة الرقمية
بيتكوين تنتقل من أداة مضاربة إلى أصل مالي معترف به
وأوضحت ديلين وو، المحللة الإستراتيجية في شركة Pepperstone، أن "الصعود الأخير لبيتكوين لا يشبه الموجات السابقة، إذ يتمتع هذه المرة بعمق مؤسسي وتنظيمي واضح، مدفوع بتدفّقات نقدية من شركات استثمارية كبرى وصناديق تحوّط عالمية"، وأضافت أن بيتكوين تحوّلت من أداة مضاربة إلى أصل معترف به ضمن استراتيجيات المحافظ الاستثمارية، مدفوعة بثقة تتزايد في أدائها على المدى الطويل.
ولفتت وو إلى أن انتعاش أسواق التكنولوجيا لعب دورًا موازيًا في دعم شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر، وهو ما زاد من جاذبية بيتكوين بوصفها أداة هجينة تجمع بين خصائص الذهب كوسيلة تحوّط تقليدية، وأداء أسهم شركات التقنية كمحرّك للنمو. وتابعت قائلة: "في البيئة المالية الحالية، لم تعد بيتكوين مجرد رمز رقمي، بل أصبحت تُمثّل توازنًا استثماريًا فريدًا".
ومع تسارع التحوّلات التنظيمية التي تصب في اتجاه تقنين العملات الرقمية، واستعداد مؤسسات مالية دولية لاعتمادها ضمن أصولها الرسمية، تواصل بيتكوين شقّ طريقها نحو ترسيخ موقعها كأصل مالي عالمي يتمتع باعتراف متزايد من الجهات الحكومية والمصرفية على حد سواء.
وأشار محللون إلى أن هذا الصعود اللافت يتزامن مع تغيّرات تشريعية جذرية في عدد من الأسواق العالمية، حيث بدأت دول كبرى بوضع أطر قانونية واضحة لتداول الأصول المشفّرة وتنظيمها ضمن الأنظمة المالية الرسمية، وفي ظل هذا المناخ المتحوّل، تقترب بيتكوين من تجاوز دورها السابق كعملة رقمية بديلة، لتصبح جزءًا من النظام المالي الدولي، معززة بثقة متنامية من كبريات القوى الاقتصادية والبنوك العالمية.
