"وحش مائي".. لماذا يستهلك منزل بيل غيتس الفاخر ماء 60 منزلًا سنويًا؟
رغم صورته المعروفة كمدافع عن البيئة وأحد أبرز الداعين للاستدامة عالميًا، يتصدر بيل غيتس اليوم عناوين الصحف بسبب استهلاك قصره في ولاية واشنطن كميات هائلة من المياه، بلغت 4.7 ملايين غالون سنويًا. هذا الرقم، بحسب تقرير نشرته صحيفة Los Angeles Times، يعادل تقريبًا ما تستهلكه 60 أسرة في مدينة سياتل خلال عام كامل، وهو ما يجعله أكبر مستهلك فردي للمياه السكنية في منطقته، بفاتورة سنوية تصل إلى 25 ألف دولار.
القصر، الذي تُقدّر قيمته بنحو 131 مليون دولار، يُعرف باسم "زانادو 2.0"، تيمنًا بالقصر الأسطوري في فيلم Citizen Kane. ويقع على مساحة تبلغ نحو 20 ألف متر مربع (ما يعادل 5 أفدنة)، ويطل على بحيرة واشنطن في مدينة "ميدينا"، ويضم تجهيزات مائية وهندسية فريدة، مثل جدول صناعي يحتوي على أسماك حية من نوع السلمون والتروت، صُمّم ليحاكي بيئة مائية طبيعية باستخدام نظام تدوير مستمر للمياه، إضافة إلى مسبح بطول 18 مترًا تقريبًا، يقع في مبنى منفصل بمساحة نحو 362 مترًا مربعًا، ويضم نظامًا صوتيًا تحت الماء وجدارًا زجاجيًا شفافًا.
ترف يستهلك ملايين الغالونات
يمتد المنزل الرئيسي على مساحة تُقدّر بـ نحو 6,130 مترًا مربعًا، ويضم 24 حمامًا، من بينها 10 تحتوي على أحواض استحمام، بالإضافة إلى صالة رياضية بمساحة 232 مترًا مربعًا، وغرفة طعام بمساحة 93 مترًا مربعًا تتّسع لـ 200 شخص، ومكتبة بمساحة 195 مترًا مربعًا تخفي بارًا سريًا خلف رفوف الكتب.
ورغم اعتماد تقنيات صديقة للبيئة في بعض أقسام المنزل، فإن البنية التحتية الهائلة، والمساحات الخضراء الممتدة، والنظام المائي الفاخر، تساهم جميعها في استهلاك كميات ضخمة من المياه. ويُقدّر أن الكمية السنوية المستخدمة تكفي لملء 7 مسابح أولمبية، أو لتغطية استهلاك عائلة أميركية مكوّنة من 4 أفراد لمدة 40 عامًا.
بين قصر بيل وكوخ ميليندا.. اختلاف في الرؤية
اللافت أن هذا القصر الضخم لم يكن يومًا محل إعجاب ميليندا غيتس، الزوجة السابقة لبيل، التي لطالما فضّلت نمط حياة أكثر بساطة وخصوصية. وبعد الطلاق، اختارت ميليندا الاستقرار في منزل متواضع يقع في حي "نورث برودواي" بمدينة سياتل، مبتعدة عن قصر "زانادو 2.0" الذي استضاف شخصيات بارزة، من بينهم بونو، المغني الرئيسي في فرقة U2 وصديق العائلة المقرب.
اقرأ أيضاً بيل غيتس يحضر مخيم المليارديرات وسط تقارير جديدة عن علاقته بجيفري إبستين
أما بيل غيتس، فلا يزال متمسكًا بمنزله المجهّز بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويُعد هذا القصر مجرد واحد من أكثر من 12 عقارًا يمتلكها عبر الولايات المتحدة. كما يُشرف على نحو 250 ألف فدان من الأراضي الزراعية في 17 ولاية أميركية، إضافة إلى امتلاكه يختًا فخمًا يعمل بالهيدروجين تصل قيمته إلى 600 مليون دولار.
ورغم كل هذه الإمبراطورية العقارية، يبقى "زانادو 2.0" رمزًا للتناقض بين المظهر البيئي والمسؤولية الفعلية، في عالم يتزايد فيه القلق بشأن استنزاف الموارد المائية وتغير المناخ.
