دراسة في الفشل الإداري: لماذا فشلت ليندا ياكارينو في إنقاذ منصة X؟
أعلنت ليندا ياكارينو رسميًا عن مغادرتها لمنصبها كمديرة تنفيذية لمنصة X (تويتر سابقًا)، بعد عام من التحديات المتلاحقة التي حالت دون تحقيق الأهداف التي أعلنتها عند انضمامها في 2023.
ورغم إشادتها بإيلون ماسك على منحه الثقة، إلا أن نتائج إدارتها جاءت دون التوقعات، لا سيّما في ما يتعلق بتعزيز حرية التعبير وتحقيق نمو ملموس للمنصة، إضافة إلى الأزمات المتكررة المرتبطة بمحتوى الذكاء الاصطناعي.
وجاءت استقالتها بعد أيام من تداول مقاطع مثيرة للجدل لروبوت المحادثة "Grok" التابع للمنصة، أثارت جدلاً واسعًا حول قدرة المنصة على ضبط أدواتها التقنية الجديدة.
وبينما كانت ياكارينو قد وعدت في السابق بإعطاء الأولوية لسلامة المستخدمين، خصوصًا الأطفال، فإن الواقع أظهر إخفاقًا في السيطرة على المحتوى، ما أضعف الثقة بالإدارة. ولم تُعلن ياكارينو حتى الآن عن توقيت مغادرتها الرسمي، كما لم يتم الكشف عن هوية من سيخلفها في المنصب.
اقرأ أيضًا: تسريحات وظيفية وصفقات تتراجع.. هل يواجه الأمير هاري أزمة مالية؟
الفشل في حرية التعبير.. وملاحقة المعارضين
من بين الشعارات الكبرى التي روّجت لها ياكارينو عند تعيينها كان "حماية حرية التعبير"، إلا أن الواقع كان مختلفًا. فبدلاً من تعزيز الشفافية، استجابت المنصة لطلبات حكومية بحجب محتوى في دول مثل تركيا، كما قيدت روابط منصات منافسة، بل رفعت دعاوى قضائية ضد مؤسسات إعلامية ومنظمات حقوقية أبرزت المحتوى المتطرف على المنصة.
أما على الصعيد المالي، فقد شهدت المنصة تراجعًا حادًا في أعداد المستخدمين النشطين على الهواتف الذكية من نحو 388 مليونًا عند بداية ولايتها إلى 311 مليونًا فقط مؤخرًا. وعلى الرغم من محاولات الترويج لعودة المعلنين، فإن الممارسات المرافقة لعلاقة ماسك بالإدارة الأميركية كانت المحرك الأبرز لتلك العودة، لا الإستراتيجية الإعلانية ليكارينو.
وعود "التطبيق الشامل" ذهبت أدراج الرياح
منذ الاستحواذ على تويتر، لطالما حلم ماسك بتحويله إلى "تطبيق كل شيء"، شبيه بـ WeChat الصيني. لكن ومع مرور أكثر من عامين، بقي التطبيق في جوهره منصة تدوين مصغّر، رغم إضافات محدودة كالمكالمات الصوتية والفيديو القصير. خدمة الدفع "X Money" التي وعدت بها ياكارينو لا تزال غائبة.
اقرأ أيضًا: قائمة يوليو 2025: ماسك في الصدارة وهوانغ ضمن أغنى 10 رجال في العالم
وفي ظل ضعف رقابة المحتوى، استمر تداول مواد مسيئة، بينها مقاطع ذكاء اصطناعي مسيئة لتايلور سويفت، وانتشار محتوى استغلال الأطفال رغم مزاعم X بتشديد الإجراءات. ومن المفارقات أن المنصة أعادت حساب مؤثر شهير سبق حظره بسبب نشره صورة ثابتة من مقطع شهير ضمن محتوى استغلالي.
رحيل ياكارينو يؤكد ما كان واضحًا منذ البداية: السلطة الفعلية ظلت دومًا بيد إيلون ماسك، فيما لم تكن المديرة التنفيذية سوى واجهة هشّة في مشروع متأرجح لم يُفلح حتى الآن في الوفاء بوعوده الكبرى.
