تسريحات وظيفية وصفقات تتراجع.. هل يواجه الأمير هاري أزمة مالية؟
في خطوة أثارت تساؤلات عدة، قام الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل مؤخرًا بتسريح عدد من أعضاء فريقهم الإعلامي، من ضمنهم نائب السكرتير الصحفي في لوس أنجلوس، ومدير الاتصالات الأوروبي.
ووفقًا لما نقلته صحيفة Page Six، ارتفع عدد الموظفين الذين غادروا منذ مغادرة الثنائي العائلة الملكية عام 2020 إلى خمسة وعشرين شخصًا، كثير منهم لم يُعلن عن رحيلهم رسميًا حتى الآن.
ميجان ماركل تستعيد لحظات قبل ولادة طفلتها وتضع الأمير هاري في موقف محرج (فيديو)
وهذه الإجراءات تأتي في سياق تقليص نفقات واضح، رغم وجود عقود ضخمة كانت بحوزة الثنائي، أبرزها الاتفاق مع منصة Netflix، الذي قدّرت قيمته سابقًا بـ100 مليون دولار، لكن مصادر مطلعة تشير إلى أنه أقرب لـ20 مليونًا فحسب، وهو ما يُضعف قدرة الزوجين على الحفاظ على فريق عمل دائم ومستقل.
صفقة نتفليكس.. إلى أين؟
في الوقت الذي يسود فيه الغموض مصير صفقة نتفليكس، يتجه الثنائي إلى نموذج أكثر مرونة يقوم على اتفاقات "النظرة الأولى" بدلًا من العقود الحصرية، ما قد يفضي إلى انخفاض الدخل السنوي من المنصة.
وبينما حقّق عرضهما الوثائقي "Harry & Meghan" نجاحًا جماهيريًا، لم تلق مشاريع أخرى مثل Heart of Invictus وPolo الصدى نفسه، وهو ما جعل المنصة تعيد النظر في استراتيجيتها تجاه محتواهما.
ميغان من جانبها، تستعد لطرح موسم جديد من برنامجها "With Love, Meghan" في سبتمبر المقبل، محاولة لاستعادة الزخم الإعلامي الذي عرفته سابقًا، في وقت لا تزال فيه المفاوضات مفتوحة لتجديد العقود.
ورغم تلك التحديات المهنية، فإن نفقات الأمير هاري وميغان ماركل لا تُظهر أي تراجع، فمنذ انتقالهما إلى كاليفورنيا، اشترى الزوجان قصرًا بقيمة 14.65 مليون دولار، سدّدا منه 5 ملايين دفعة أولى، فيما تبقى 9.5 ملايين دولار كقرض طويل الأجل يستحق السداد حتى عام 2050، هذا إلى جانب ضرائب عقارية سنوية تبلغ 288 ألف دولار.
ولا تقتصر النفقات على العقار، إذ تشمل أيضًا تكاليف الحماية الأمنية التي تصل إلى مليوني دولار سنويًا، ورواتب فريق العمل الشخصي في مؤسسة Archewell، بالإضافة إلى نفقات الرحلات الخارجية التي باتت تُعرف بـ"الجولات الملكية المزيّفة"، مثل زيارات نيجيريا وكولومبيا، والتي يدفعان جزءًا منها من حسابهما الخاص.
ووفقًا لتصريحات مسؤولة الاتصالات الجديدة، ميريديث مينز، فقد تم الاستغناء عن الهيكل التقليدي لفريق داخلي، والانتقال إلى وكالة متخصصة تُشرف على عمليات الاتصال الإعلامي من خمس مناطق زمنية مختلفة، وذلك بهدف توفير التكاليف وتسريع الاستجابة.
وقد وصفت مينز هذا التغيير بأنه "قرار استراتيجي" يُلائم تطور أعمال الزوجين الخيرية والإعلامية.
شعبية الأمير هاري تتراجع بشدة بعد انتقاده للملك تشارلز في مقابلة تلفزيونية
هذا التوجه يؤكد تراجع القدرة على الاحتفاظ بفريق داخلي دائم، ويرجّح اعتماد الزوجين على خدمات خارجية مدفوعة بأجور جزئية، بدلًا من التوظيف الكامل، وهو ما يعتبره خبراء في القطاع أقل تكلفة وأكثر فاعلية.
هل هي أزمة مالية؟
وفي ظل تكاثر المؤشرات – من تقليص الموظفين، وتراجع صفقات المحتوى، وتكلفة المعيشة المرتفعة – بدأت بعض الدوائر المقربة تتحدث عن إعادة هيكلة مالية، بينما يرى آخرون أنها محاولة لتجنّب أزمة مالية محتملة بدأت ملامحها تلوح.
وبينما يواصل الأمير هاري جهوده في المشاريع الإنسانية، ويسعى لإعادة بناء علاقته مع والده الملك تشارلز الثالث، يبدو أن الجانب المالي لم يعد بعيدًا عن طاولة التفكير الاستراتيجي لدوق ودوقة ساسكس، وسط عالم يتطلب توازنًا دقيقًا بين الصورة العامة والاستقرار الخاص.
