هل يحفّز مكمل L-Carnitine الإصابة بأمراض القلب؟ دراسة تُجيب
كشف باحثون عن أن مكمل L-Carnitine، الشائع بين الرياضيين ومحترفي كمال الأجسام، لا يخلو من المخاطر الصحية المحتملة، رغم سمعته كمحفز لتعافي العضلات وتحسين الأداء البدني، وأوضح الفريق العلمي أن الاستخدام المفرط لهذا المكمل قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، نتيجة لتفاعل غير مباشر داخل الأمعاء.
ورغم أن الجسم يُنتج L-Carnitine طبيعيًا في الكبد والكلى والدماغ، ويُعد من المغذيات شبه الفيتامينية، فإن الصيغة المُصنّعة الموجودة في المكملات الغذائية تخضع لامتصاص مختلف، ما يؤدي إلى تفاعلات مع ميكروبات الأمعاء تُنتج مركبًا يُعرف باسم TMAO، والذي وُثق في دراسات سابقة ارتباطه بأمراض القلب والأوعية الدموية.
اقرأ أيضًا: مكملات البروتين.. "قاتل صامت" في نظامك الغذائي؟
المشكلة تبدأ في الأمعاء
أظهرت دراسة نُشرت في موقع MedicalXpress، وأُجريت في معهد Quadram البريطاني، أن مكمل L-Carnitine، رغم شيوعه بين الرياضيين، لا يُمتص بالكامل في الجهاز الهضمي. إذ تبيّن أن نسبة كبيرة منه تصل إلى القولون، حيث تتفاعل مع البكتيريا المعوية وتتحول إلى مركب ثلاثي ميثيل الأمين (TMA)، الذي ينتقل إلى الكبد ليُحوَّل إلى مادة TMAO، المرتبطة علميًا بزيادة خطر الإصابة بالجلطات وأمراض القلب.
اللافت أن هذا المسار لا يحدث عندما يُنتج الجسم L-Carnitine بشكل طبيعي أو عند الحصول عليه من مصادر غذائية كاللحوم، إذ تُمتص هذه الكمية بكفاءة ولا تبلغ القولون بنفس التأثير.
وفي محاولة للحد من هذه الآثار الجانبية، قام الباحثون بإضافة مستخلص الرمان الغني بمركبات البوليفينول، وخصوصًا الإيلاجيتانين (Ellagitannins)، إلى مزارع بكتيرية تم تعريضها لـ L-Carnitine، ولاحظوا انخفاضًا كبيرًا في إنتاج TMA، وتُعد هذه المركبات، الموجودة أيضًا في الجوز والتوت، عناصر غذائية واعدة للحد من التأثيرات الضارة للمكمل.
ويُخطط الفريق البحثي للانتقال إلى تجارب سريرية على البشر، لقياس فعالية مستخلص الرمان في خفض مستويات TMAO الناتجة عن مكمل L-Carnitine، وفي حال تأكيد النتائج، فقد يمهّد ذلك الطريق نحو مقاربة جديدة تدمج بين المكملات الرياضية والعناصر الغذائية الوقائية، بما يُعزز الأداء الرياضي ويُقلل المخاطر الصحية في آنٍ معًا.
