الرئيس التنفيذي عوض العُمري: القيادة قدرة على الإلهام.. والمملكة تقود مستقبل الطب عالميًا
استطاع الرئيس التنفيذي للشؤون الطبية بـ"مجموعة الدكتور سليمان الحبيب" البروفيسور عوض العُمري أن يحقق نجاحات متعددة في مجال الإدارة الطبية عبر النقلات النوعية التي أحدثها، وذلك في الوقت الذي يتبنى فيه القطاع الصحي في السعودية تفعيل التقنيات الحديثة بأفضل صورة لتعزيز جودة الخدمات.
في حوار حصري مع منصة "الرجل" تحدث البروفيسور عوض العُمري عن أسرار نجاح الإدارة التنفيذية، وأهم الممارسات اليومية لنجاح الرئيس التنفيذي، ومتى يشعر الإنسان بأهمية إحداث التحولات في حياته.
كما تحدث عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الخدمات الطبية، ومستقبل الوظائف الصحية في ظل انتشار تلك التطبيقات وتطورها.
البدايات والتعليم
بدايةً، نرغب أن نتعرف عليكم بعمق… من هو عوض العُمري؟
عوض العُمري هو إنسان منحته الحياة نعمة الولادة في مكة المكرمة، هذه الأرض الطاهرة، والنشأة في المملكة العربية السعودية، بلاد الأمن والاستقرار.
كطبيب سعودي، اختار مهنة الطب ليخفف آلام الآخرين ويرفع عنهم المعاناة، ولأنه طالب دائم للمعرفة حرص على نقل ما تعلمه للآخرين.
شغفه الدائم كان وما زال في تطوير النظام الصحي السعودي ليكون الأفضل عالميًا.
ماذا عن الجانب التعليمي الذي تلقيتموه؟
بدأ تعليمي في مدارس الأبناء بجدة، ثم انتقلت إلى كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، وتخرجت عام 2002. حصلت على الزمالة السعودية في الأمراض الباطنية من مستشفى قوى الأمن بالرياض بتفوق ثم ابتُعثت إلى كندا للحصول على زمالتي العناية الحرجة والأمراض المعدية من جامعة أوتاوا.
في عام 2021، حصلت على لقب أستاذ (بروفسور) بكلية الطب بجامعة الفيصل بعد نشر أكثر من 80 بحثًا علميًّا، كما قادني شغفي بالتطوير لاستكمال تعليمي الإداري والمالي حيث حصلت على ماجستير الإدارة التنفيذية من جامعة مانشستر العريقة ومن ثم برنامج كبار التنفيذيين من جامعة هارفارد عام 2024.
الفرد والأسرة
لقد تقلدتم مناصب إدارية عديدة، لكننا ما زلنا نتحدث عن الجانب الشخصي… لذا، ومع هذا المزيج، كيف يجب على الأب إدارة حياته الأسرية؟
على الصعيد الأسري، يعود الفضل في نجاحاتي إلى توفيق الله سبحانه وتعالى ثم إلى الوالدين الكريمين، فوالدي شغوف بالعلم والتعليم، وهو شخص منضبط ذو شخصية صارمة. أما الوالدة الكريمة فقد كانت هي الشخص الداعم والمشجع ومصدر الأمان والحنان باستمرار، ولا أنسى فضل زوجتي الغالية الدكتورة هيفاء الشمري التي كانت وما زالت شريكتي في الحياة والطموح، وتحملت مسؤوليات الأسرة لتمنحني مساحة لتحقيق أحلامي.
شخصيًّا أوْمن بأن النجاح الأسري يبدأ بالاختيار السليم لشريك الحياة، ثم بوضع أهداف واضحة للأبناء، وغرس القيم الحميدة كالانضباط والتعلم، ليكون الأب مثالًا حيًّا يُقتدى به.
أيضًا، من هنا يظهر هذا السؤال: كيف يستشعر الفرد حاجته إلى التحول؟
هذا السؤال يعكس نقطة محورية في حياة الإنسان، إذ يتطلب التحول وعيًا ذاتيًّا عميقًا ورغبة في التطور، وهناك أسباب كثيرة يستشعر فيها الإنسان رغبته للتحول، منها عندما يبدأ الفرد بالشعور بأن الوضع الحالي لا يحقق له السعادة أو الإنجاز، أو عندما يشعر الفرد أنه في مكان ثابت دون تقدم أو تطور في حياته الشخصية أو المهنية، أو عندما يرى الإنسان أن هناك إمكانيات لم تُستغل أو أهدافًا لم تُحقق بسبب قيود داخلية أو خارجية، وهذه العوامل السابقة تكون عادةً إشارات من الداخل تحث الإنسان على ضرورة التحول.
القيادة والتحول
ما هو انطباعكم عن تصنيفكم في مجلة CIO LOOK العالمية ضمن أبرز قادة التحول والتغيير في القطاع الصحي لعام 2024؟
إدراجي ضمن أبرز قادة التحول والتغيير في القطاع الصحي لعام 2024 في مجلة CIO LOOK العالمية كان مصدر فخر كبير لي وأعدّه شهادة على نجاح الرؤية السعودية 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تحقيق تحول كبير في جميع المجالات، خاصة القطاع الصحي. وهي شهادة على علو كعب الطبيب والإداري السعودي، وعلى التقدم الصحي المذهل الذي حققته المملكة العربية السعودية.
منصب CEO في مختلف القطاعات بات طموحًا يسعى إليه الشباب، ما هي خلاصة تجربتكم التي توجّهونها إلى الشباب للنجاح في الإدارة التنفيذية؟
القائد الناجح هو من يمتلك رؤية واضحة وأهدافًا محددة، ويستطيع توجيه فريقه نحو تحقيقها بفاعلية. يتميز بالتواصل الفعّال، إذ ينقل الأفكار بوضوح ويستمع للآخرين، مع القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة وتحمل مسؤوليتها.
يحفز فريقه بإيجابية ويقودهم بالقدوة الحسنة، متسمًا بالنزاهة والالتزام. يتمتع بالذكاء العاطفي لفهم احتياجات فريقه والتعامل مع التحديات بروح مرنة وإبداعية. يسعى باستمرار للتطوير الشخصي والجماعي، ويشجع الابتكار والعمل الجماعي في بيئة من الثقة والاحترام.
القائد الناجح ليس فقط مديرًا، بل ملهم يدفع فريقه لتحقيق إمكانياتهم الكاملة وتحقيق النجاح المشترك.
اقرأ أيضًا: فهد السعد بطل التنس ورائد البادل في السعودية: الفوز ليس لقبًا ولا كأسًا.. وحين بدأت كان المضرب أطول مني..!
النجاح والابتكار
لكم إسهامات في إنشاء أكبر وحدة عناية مركزة عن بعد في العالم، حدثنا عنها.
تخصص العناية الحرجة من أصعب التخصصات الطبية، ومن الصعوبة بمكان إيجاد استشاريين يعملون فيه وخاصة بالمناطق الطرفية من الدول. ومن هنا أتت فكرة مركز التحكم عن بعد للعنايات الحرجة الذي يقوم بتوفير استشاريين على مدى الساعة لخدمة المناطق الطرفية. الفكرة كانت موجودة في مراكز محدودة بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم قررنا استنساخ تلك التجربة الفريدة لتصبح أول مركز متكامل يعمل على مدى الساعة بالشرق الأوسط بمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، وقد حصلنا على جائزة غينيس العالمية لإدارة أكثر من 800 سرير. وجدير بالذكر أن تنفيذ تلك الفكرة كانت في 2015 أي قبل 5 سنوات من جائحة كورونا وقبل حاجة العالم إلى أدوات الطب الاتصالي وعن بعد حتى أصبح الآن الطب الاتصالي ركنًا من أركان الخدمة الطبية.
الذكاء الاصطناعي والطب البشري
كيف ترى مستقبل الخدمات الطبية عن بُعد؟ وما آفاق التطور التي يمكن أن تحققها هذه التقنية في تحسين الرعاية الصحية وتوسيع نطاقها؟
مستقبل الخدمات الطبية عن بُعد واعد جدًّا، إذ تمثل هذه التقنية تحولًا جوهريًا في تقديم الرعاية الصحية، ما يعزز الوصول إليها ويزيد من كفاءتها ويسهل تقديم الخدمة الطبية.
ومع التقدم السريع في تقنيات الاتصال والذكاء الاصطناعي، أصبحت الخدمات الطبية عن بُعد أداة فعالة لتقديم الاستشارات الطبية، ومتابعة الحالات المزمنة، وتوفير الرعاية في المناطق النائية.
ما تقييمك لمستوى تبني القطاع الصحي في المملكة للتقنيات الحديثة؟
القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية يشهد تطورًا ملحوظًا في تبني التقنيات الحديثة، مدفوعًا برؤية المملكة 2030 التي تركز على التحول الرقمي وتعزيز جودة الخدمات الصحية.
وتمثلت هذه الجهود في إنشاء منصات رقمية لتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية، بالإضافة إلى تطبيقات الرعاية عن بُعد التي أثبتت فاعليتها خلال جائحة كورونا.
هناك كذلك توجه كبير للاستثمار بالذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية، وتطوير أنظمة السجلات الصحية الإلكترونية، وتطبيق الروبوتات في الجراحة والخدمات اللوجستية بالمستشفيات.
ووفقًا لتقرير مؤشر الصحة المستقبلية لعام 2024، فإن 100% من قادة الرعاية الصحية في المملكة يخططون للاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال السنوات الثلاث المقبلة، ما يضع السعودية في طليعة تبني الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.
يُقال إن ملايين الوظائف يمكن أن يحل مكانها الذكاء الاصطناعي في الفترة المقبلة.. إلى أي مدى قد تكون هذه البرمجيات بديلة عن الأطباء؟ وهل ستقدم الخدمات الصحية بدقة واحترافية؟
الذكاء الاصطناعي يمثل تحولًا جذريًّا في قطاع الرعاية الصحية، ولكنه ليس بديلًا كاملًا عن الأطباء. بدلًا من ذلك، يعد أداة قوية تعزز من كفاءة الأطباء وتسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الصور الطبية، مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، بدقة تفوق البشر في بعض الحالات. بالإضافة إلى ذلك، يتيح الذكاء الاصطناعي تقديم خطط علاج مخصصة لكل مريض بناءً على تاريخه الصحي وجيناته.
ويجب أن نُطمئن الممارسين الصحيين أن الذكاء الاصطناعي سيكون شريكًا فعالًا للأطباء، يعزز قدراتهم ويسهم في تقديم خدمات صحية أكثر دقة وفاعلية دون أن يحل محلهم، وهو سلاح لتفعيل عمل الممارس الصحي وتسهيله، ويعزز من جودة الحياة الصحية لملايين الأفراد حول العالم، وهذا هو ما أطلق عليه مفهوم (الطب الجديد).
البطاقة التعريفية
- الاسم: عوض العُمري
- مكان الميلاد: مكة المكرمة
- الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه 4 أطفال
- الهوايات: القراءة والكتابة والسباحة
- الدراسة: دكتوراه بأكثر من تخصص
- المنصب الحالي: الرئيس التنفيذي للشؤون الطبية بمجموعة د.سليمان الحبيب الطبية
- الجوائز والتكريمات: 4 جوائز وطنية لسلامة المرضى
جائزة أداء الصحة وهي جائزة وطنية تعطى للبرامج الطبية المميزة
الحصول على جائزة غينيس العالمية نظير إنشاء أكبر وحدة عناية مركزة عن بعد بالعالم.
