الرئيس التنفيذي بحر الحربي لـ الرجل: السعودية أرض الفرص.. وشغف الريادة أقوى من التحديات

بحر الحربي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "بيت المنشآت"، واحد من الأسماء البارزة في مشهد ريادة الأعمال السعودي. بخبرة تتجاوز 14 عامًا، قاد تحولًا حقيقيًا في دعم الشركات الناشئة عبر بناء منظومة متكاملة تسد فجوات السوق.
منذ تأسيس "بيت المنشآت" عام 2017، أسهم في تمكين مئات المشاريع الريادية، وخلق بيئة تحتضن الموهبة وتستثمر في الابتكار، متماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
في حواره مع "الرجل"، يشارك الحربي رؤيته، والتحديات التي واجهها، وما الذي يجعل من السعودية أرضًا واعدة لكل من يؤمن بأن الشغف يتجاوز العقبات، فإلى نص الحوار.

تحديات الريادة
ما أبرز التحديات التي واجهتك في مسيرتك الريادية، وكيف تغلبت عليها؟
وجدت صعوبة في بداية رحلتي في جذب المواهب المتميزة والاحتفاظ بها. وللتغلب على هذا التحدي حرصت على بناء ثقافة عمل إيجابية وجاذبة، وعملت على توفير فرص للتعلم والتطور للموظفين.
أيضًا مثل أي رائد أعمال، واجهت تحديات في تأمين التمويل اللازم لبدء وتوسيع نطاق العمل. وللتغلب على تحديات التمويل اعتمدتُ على مبدأ التمويل الذاتي في البداية، وركزتُ على زيادة المبيعات وتنمية الإيرادات، ما ساعدني على بناء الثقة مع العملاء وتحقيق النمو.
يشهد مجال ريادة الأعمال تغيرات سريعة ومستمرة، وللتغلب على هذا حرصت على مواكبة أحدث التوجهات والتقنيات من خلال التعلم المستمر والمشاركة في المؤتمرات وورش العمل.

البدايات والحافز
ما الذي ألهمك لتأسيس شركة "بيت المنشآت"؟ وكيف كانت بدايتها؟
ألهمتني لتأسيس "بيت المنشآت" عدة عوامل، أهمها هو شغفي بريادة الأعمال، فلطالما كان لدي شغف كبير بدعم رواد الأعمال ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم.
رؤيتي لفرص النمو في السوق السعودي، إذ إني أومن بوجود إمكانات هائلة لريادة الأعمال في المملكة مع رؤية 2030.
أما عن البداية، فكانت رحلة مليئة بالتحديات والإثارة، بدأنا بفريق مؤسس صغير وموارد محدودة، لكننا كنا نمتلك رؤية واضحة وعزيمة قوية. عملنا بجد على بناء برامجنا وخدماتنا، وتواصلنا مع رواد الأعمال والمستثمرين، وشاركنا في الفعاليات والمؤتمرات. وبفضل الله، ثم جهود فريق العمل، تمكنا من تحقيق نمو كبير وتأثير إيجابي في بيئة ريادة الأعمال في المملكة.
الأثر في الأرقام
ما هي الفجوة التي لاحظتها في السوق المحلي وأردت سدها من خلال "بيت المنشآت"؟
لاحظت وجود فجوة في السوق فيما يتعلق بتقديم الدعم المتكامل لرواد الأعمال، خصوصًا في المراحل المبكرة من رحلتهم. كانت هناك حاجة ماسة إلى برامج احتضان وتسريع أعمال متخصصة، توفر التدريب والتوجيه وفرص التواصل. لذلك، عملت "بيت المنشآت" على سد هذه الفجوة من خلال توفير منظومة متكاملة من الخدمات التي تلبي احتياجات رواد الأعمال في مختلف مراحل نموهم.
كيف تطورت خدمات الشركة منذ تأسيسها حتى الآن؟
شهدت خدمات "بيت المنشآت" تطورًا كبيرًا منذ تأسيسها، حيث بدأنا ببرامج احتضان وتسريع أعمال أساسية، ثم قمنا بتوسيع نطاق خدماتنا لتشمل:
برامج متخصصة، وتنظيم فعاليات ريادة الأعمال وورش عمل، لتعزيز مهارات رواد الأعمال وتوسيع شبكة معارفهم، والاستثمار في التقنية، لتطوير منصات رقمية تدعم رواد الأعمال.
كيف تقيم تأثير خدماتكم في تمكين الشركات الناشئة وتحقيق نجاحها؟
نفخر في "بيت المنشآت" بتأثيرنا الإيجابي في تمكين الشركات الناشئة، حيث ساهمت برامجنا في:
- دعم وتمكين أكثر من 10 برامج.
- خدمة أكثر من 1500 مستفيد.
- تخريج أكثر من 200 مشروع ريادي.
- مساعدة الشركات الناشئة على جذب استثمارات.

احتياجات رواد الأعمال
ما نوع الدعم الذي يحتاج إليه رواد الأعمال السعوديون أكثر من غيره؟
يحتاج رواد الأعمال السعوديون إلى التدريب والتوجيه، خصوصًا في مجالات إدارة الأعمال، والتسويق، والتمويل وإدارة الأعمال، وتوفير فرص الحصول على التمويل من خلال صناديق الاستثمار، والمستثمرين الملائكة، وبرامج القروض، وتسهيل التواصل مع رواد الأعمال الآخرين، والخبراء، والمستثمرين، وتوفير بيئة تشريعية وتنظيمية محفزة لريادة الأعمال.
كيف ترى بيئة ريادة الأعمال في السعودية في ظل رؤية 2030؟
تشهد بيئة ريادة الأعمال في السعودية تطورًا إيجابيًا كبيرًا في ظل رؤية 2030، حيث أصبحت ريادة الأعمال ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية، وتسعى الحكومة إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي لريادة الأعمال من خلال توفير حاضنات ومسرعات أعمال، وتقديم برامج تدريب وتمويل، وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات، وجذب الاستثمارات الأجنبية.

اقرأ أيضًا: من قلب التحول السعودي: الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء السعودية Burak Cakmak يكشف عن رؤيته لمستقبل الأزياء
فرص واعدة
ما هي القطاعات التي ترى فيها فرصًا واعدة للشركات الناشئة؟
أرى فرصًا واعدة في العديد من القطاعات، مثل:
التقنية: خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتجارة الإلكترونية.
السياحة والثقافة والترفيه: مع انفتاح المملكة على العالم، يشهد قطاع السياحة نموًا كبيرًا، ما يوفر فرصًا للمشاريع المبتكرة.
التطوير العقاري: يشهد هذا القطاع نموًا متسارعًا في المملكة، وهناك فرصة كبيرة للشركات الناشئة التي تقدم حلولًا مبتكرة في مجالات مثل التصميم والبناء وإدارة العقارات.
الصناعي: مع تركيز المملكة على تنويع الاقتصاد، تتوفر فرص كبيرة للشركات الناشئة في قطاعات الصناعة المختلفة.
كيف تسهم "بيت المنشآت" في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030؟
تسهم من خلال: دعم رواد الأعمال: نساعد في بناء جيل جديد من رواد الأعمال السعوديين القادرين على تأسيس شركات ناجحة تسهم في تنويع الاقتصاد.
تشجيع الابتكار: نوفر بيئة محفزة للابتكار لتطوير حلول جديدة تلبي احتياجات السوق.
جذب الاستثمارات: نساعد الشركات الناشئة على جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة.
تطوير المهارات: نقدم برامج تدريبية لتطوير مهارات رواد الأعمال في مختلف المجالات.
ما النصيحة التي تقدمها للشباب الذين يرغبون في دخول مجال ريادة الأعمال؟
أنصح الشباب الطموح بالآتي:
التعلم المستمر: ريادة الأعمال رحلة تعلم مستمرة، يجب أن يكون رائد الأعمال متعطشًا للمعرفة ومواكبًا لأحدث التطورات في مجاله.
بناء شبكة علاقات قوية: التواصل مع رواد الأعمال الآخرين والخبراء والمستثمرين يوفر الدعم والإرشاد وفرص التعاون.
المثابرة والالتزام: ريادة الأعمال رحلة مليئة بالتحديات، يجب أن يتحلى رائد الأعمال بالصبر والمثابرة والإيمان بفكرته.
الاستفادة من برامج الدعم: هناك العديد من برامج الدعم الحكومية والخاصة التي تقدم التدريب والتوجيه والتمويل لرواد الأعمال، يجب الاستفادة منها.

المستقبل والطموح
كيف ترى مستقبل "بيت المنشآت" خلال السنوات القادمة؟
أرى مستقبلًا مشرقًا لـ"بيت المنشآت"، حيث نسعى إلى:
توسيع نطاق خدماتنا: نهدف إلى تقديم المزيد من برامج الدعم لرواد الأعمال، وتوسيع نطاق خدماتنا لتشمل مختلف مناطق المملكة.
بناء شراكات استراتيجية: نسعى إلى بناء شراكات مع جهات حكومية وخاصة محلية ودولية لدعم رواد الأعمال وتوفير المزيد من الفرص لهم.
الاستثمار في التقنية: نؤمن بأهمية التقنية في تطوير ريادة الأعمال، ونعمل على استوديو للشركات الناشئة للاستثمار في التقنيات الواعدة.
ما هي أحلامك وطموحاتك الشخصية على المدى البعيد؟
أحلم بأن أرى "بيت المنشآت" منصة وطنية لريادة الأعمال، وأن نساهم في بناء اقتصاد سعودي قوي ومتنوع قائم على المعرفة والابتكار، كما أطمح إلى أن أكون قدوة للشباب السعودي، وأن ألهمهم لتحقيق طموحاتهم.
هل لديكم شراكات مع جهات حكومية أو خاصة لدعم رواد الأعمال؟
نعم، لدينا شراكات مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي.
ما هو المشروع أو الشركة الناشئة التي تفخر بدعمها من خلال "بيت المنشآت"؟
نفخر بدعم العديد من المشاريع والشركات الناشئة التي تلهمنا بمسيرتها وإنجازاتها، ولكل مشروع منها قصة تميز تستحق التقدير.
البطاقة التعريفة:
الاسم: بحر بن محمد الحربي
مكان وتاريخ الميلاد: جدة، المملكة العربية السعودية
المهنة: رائد أعمال ومستثمر سعودي
اللغات: العربية والإنجليزية والفرنسية
الدراسة والتخصص:
- ماجستير علوم في المصرفية والمالية الدولية - جامعة تولوز / كلية الأعمال، فرنسا
- بكالوريوس في إدارة الأعمال والتمويل - جامعة الفيصل / كلية الأمير سلطان، جدة، السعودية.
- شهادة تأسيس في العلوم الاجتماعية والدراسات الفلسفية - جامعة درم، المملكة المتحدة
- المسمى الوظيفي (المنصب الحالي): المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بيت المنشآت (حاضنة ومسرعة أعمال).
المواقع التي شغلها في مسيرته المهنية:
المؤسس والرئيس التنفيذي - شركة بيت المنشآت للاستثمار
مستشار مالي - شركة تكنولوجيات الصحراء
مدير محفظة - وادي جدة
محلل مالي - كريدي أجريكول الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار (فرنسا)
مساعد رئيس الاستثمارات والتطوير المؤسسي - سدكو القابضة
مستشار استدامة - شركة تمكين للاستشارات
العضويات والمجالس:
عضو مجلس إدارة شركة سدو لحلول الأعمال.
عضو مجلس إدارة في صندوق سدين العقاري.
عضو اللجنة الوطنية لريادة الأعمال باتحاد الغرف السعودية.
عضو محور ريادة الأعمال بمجلس الشباب السعودي الإماراتي (مجلس التنسيق السعودي الإماراتي).
عضو فريق التحول الرقمي بمجموعة الأعمال لدول العشرين