رجل الأعمال فهد أبونيان لـ"الرجل": الشغف يصنع القادة.. وطموحي تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة

يمثل فهد بن عبد العزيز أبو نيان، مثالًا فريدًا للقانوني الذي تحول إلى رائد أعمال، حيث نجح في توظيف خبراته القانونية والإدارية لبناء مشاريع استثمارية مستدامة، حاملًا شهادة القانون من جامعة الأمير محمد بن فهد الأهلية، أدار أبو نيان تحولًا استراتيجيًا في مسيرته من العمل التقليدي إلى ريادة الأعمال، وتميز بقدرته على الجمع بين الحكمة القانونية والرؤية الاستثمارية، ما جعله أحد أبرز المساهمين في تعزيز الاقتصاد الأخضر بالمملكة، من خلال إدارته لشركات ناشئة ومبادرات نوعية، واستطاع أن يضع بصمته الواضحة للمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، مع التركيز على نقل التقنية وتوطين المعرفة.
في هذا الحوار مع منصة الرجل، يشاركنا فهد أبو نيان، المدير التنفيذي لشركة عبد العزيز أبو نيان المحدودة، رؤيته ومشاريعه والتجربة التي شكلت ملامح مسيرته.
من القانون إلى ريادة الأعمال.. كيف بدأ المشوار؟
توجهي نحو ريادة الأعمال جاء بدافع الرغبة في التغيير الإيجابي وخلق فرص جديدة تُسهم في دعم الاقتصاد الوطني، وبدأت مشواري برصد احتياجات السوق المحلي والإقليمي، وتطوير أفكار مبتكرة تحولت إلى مشاريع ناجحة، وإيماني بأن كل تحدٍ يمثل فرصة جديدة، شكل هذا حافزي الأكبر للانطلاق والاستمرار. لديّ خبرة واسعة في تطوير المشاريع الريادية وإدارة الاستثمارات، وشغلت منصب المدير التنفيذي لشركتنا العائلية عبد العزيز أبو نيان المحدودة، والرائدة بتقديم حلول صديقة للبيئة، بالإضافة إلى استيراد وبيع المكائن ومعدات التدوير وصيانتها وقطع الغيار، وتعد من أكبر الشركات في حلول التدوير في العالم، وفي طرح الحلول البيئية والصحية، من خلال استخدام التقنيات والشراكات والصفقات التجارية العالمية لتحقيق الاستدامة وتحقيق إحدى ركائز رؤية المملكة 2030.
التحول للريادة
حدثنا عن محطاتك المهنية وماذا تعلمت منها؟ وأيها تفضل؟
مررت بعدة مراحل مهنية ساهمت في تطوير مهاراتي القيادية والإدارية، عملت في مجالات متعددة تشمل الإدارة، وإعداد التقارير الاستراتيجية، والتنسيق القانوني. ووظفت خبراتي بإفتتاح مكتب محاماة بالإضافة إلى شركة تنظيم معارض ومؤتمرات، بالإضافة لشركة نقل نفايات بيئية كشريك مؤسس، وتوليت منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة عبد العزيز أبونيان المحدودة، ثم عُينت المدير التنفيذي، كما أشغل حاليًّا عضوية تنفيذية في مجلس الأعمال السعودي السويدي ومجلس الأعمال السعودي شمال أوروبا، ما منحني خبرة كبيرة في تعزيز التعاون الدولي وتطوير الشراكات الاستراتيجية.
أفضّل المحطات التي ركزت فيها على تطوير مشاريع الاستدامة والطاقة المتجددة، نظرًا لتأثيرها الإيجابي على الاقتصاد والمجتمع.
ما الإنجازات التي حققتها وتفخر بها؟
أفخر بقيادتي لمشاريع مبتكرة تركز على الاستدامة والطاقة المتجددة، ومن أبرزها توقيع مذكرة تعاون مع شركة كورية لنقل مصنع متخصص إلى المملكة والاستثمار في الشركة الكورية بهدف تطوير حلول تعتمد على براءة اختراع في مجال الطاقة المتجددة، هذه المشاريع تعكس التزامنا بتعزيز الاقتصاد الأخضر.

تشكيل الطموح
ممن تلقيت الدعم والتشجيع؟ ومن هو قدوتك؟
تلقيت دعمًا كبيرًا من أسرتي، وأخص بالذكر والدتي التي كان لها دور كبير في غرس القيم والأخلاق التي ساعدتني في بناء شخصيتي، كما دعمتني دائمًا في اتخاذ قرارات جريئة والانطلاق نحو أهدافي.
أما والدي، فقد كان له دور محوري في تمكيني، سواء من خلال التوجيه العملي أو توفير الفرص التي ساعدتني على خوض التجارب العملية وصقل مهاراتي، كان دائمًا يؤمن بإمكاناتي ويشجعني على التفكير الاستراتيجي واتخاذ المبادرات، وهو ما ساهم بشكل كبير في وصولي إلى ما أنا عليه اليوم.
وبالنسبة إلى قدوتي فهو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي أظهر قيادة استثنائية ورؤية طموحًا جعلت المملكة نموذجًا عالميًا في التطور والابتكار.
اقرأ أيضًا: الرئيس التنفيذي بحر الحربي لـ الرجل: السعودية أرض الفرص.. وشغف الريادة أقوى من التحديات
دعم وتمكين
ما دور المرأة في حياتك؟
المرأة لها دور أساسي في حياتي، سواء على المستوى الشخصي أو العملي، وأمي هي المثال الأبرز في حياتي، حيث غرست فيّ القيم الأساسية مثل الالتزام والمسؤولية، وكانت دائمًا داعمة لمسيرتي، وأوْمن بأن تمكين المرأة ودعمها هو ركيزة أساسية في بناء مجتمعات قوية ومتقدمة، وقد أثبتت المرأة السعودية مكانتها بجدارة في جميع المجالات.
ما القرار الفاصل في مسيرتك المهنية؟
النقطة الفاصلة في مسيرتي كانت قراري بالانتقال من العمل التقليدي إلى ريادة الأعمال، ومع الوقت أصبح عندي توازن بين العمل الوظيفي وريادة الأعمال وذلك عن طريق الدخول في عدة شراكات، وهذا التوازن ساعدني في اكتساب خبرات واسعة، وبناء شبكة علاقات قوية. كان هذا القرار مليئًا بالتحديات ولكنه فتح أمامي آفاقًا جديدة من الابتكار والتطور، ما ساعدني على بناء مشاريع ذات تأثير مستدام.
المملكة كانت أسرع اقتصادات مجموعة العشرين نموًا بمعدل بلغ نحو 8.7٪ متجاوزة نسبة 30٪ المستهدفة ضمن رؤية 2030، فما هي قراءتك للمستقبل؟
تحقيق المملكة لهذه الأرقام، يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو بناء اقتصاد مزدهر ومستدام، هذه القفزة النوعية تعكس فاعلية السياسات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية التي تبنتها الدولة خلال السنوات الأخيرة.
كما تُظهر هذه الأرقام نجاح المملكة في تنويع مصادر الدخل، وتمكين القطاعات غير النفطية، وتعزيز دور القطاع الخاص إلى جانب خلق بيئة جاذبة للاستثمار، مدعومًا بإصلاحات اقتصادية جريئة وتنويع مصادر الدخل، والتركيز على التكنولوجيا والطاقة المتجددة، إلى جانب دعم ريادة الأعمال. ومع استمرار المشاريع الكبرى والرؤية الطموح، فإن مستقبل اقتصاد المملكة يُبشّر بالمزيد من التقدم والريادة على المستوى الإقليمي والعالمي.

الاستدامة ودعم
برأيك، كيف يمكن جذب الاستثمارات الأجنبية للمملكة وتعزيز التعاون الدولي؟
جذب الاستثمارات يتطلب توفير بيئة استثمارية جاذبة ترتكز على الشفافية والبنية التحتية المتطورة. المملكة حققت إنجازات كبيرة في هذا المجال من خلال التسهيلات التشريعية والحوافز الاستثمارية، بالإضافة إلى أن تعزيز التعاون الدولي يعتمد على بناء شراكات استراتيجية تُركز على نقل التقنية وتبادل المعرفة لدعم التنمية المستدامة.
بادرت الدولة إلى إعفاء المنشآت الصناعية من تحمل المقابل المالي على العمالة الوافدة لمدة 5 سنوات .. كيف تقيم هذه الجهود؟
هذه المبادرة تعكس التزام المملكة بدعم القطاع الصناعي وتعزيز الاستدامة الاقتصادية. هذه القرارات تُحفز الاستثمار وتساعد المنشآت على النمو والتوسع، وتسهم بشكل مباشر في تخفيف التكاليف على المستثمرين، وتشجيع النمو الصناعي، ما يخلق فرص عمل ويدعم تطوير الكفاءات الوطنية.
التقنية والطاقة المتجددة
ما طموحاتك المستقبلية؟
طموحاتي المستقبلية تدور حول توسيع نطاق مشاريع في مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة إلى جانب تطوير برامج تدريبية تدعم رواد الأعمال السعوديين. أسعى أيضًا إلى تعزيز الاستثمارات في التقنيات المبتكرة التي تسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030.
وختامًا أشكر مجلة الرجل على هذه الفرصة لإلقاء الضوء على تجربتي ومسيرتي في ريادة الأعمال، وأتطلع دائمًا لدعم الشباب السعودي وإلهامهم لتحقيق طموحاتهم وبناء مستقبل مشرق للمملكة.
البطاقة التعريفية:
الاسم: فهد بن عبدالعزيز أبو نيان
العمر: 31 عامًا.
الحالة الاجتماعية: أعزب
الدراسة: بكالوريوس قانون كلية الآداب والفنون جامعة الأمير محمد بن فهد الأهلية 2018
الوظيفة الحالية: المدير التنفيذي لشركة عبد العزيز سعود أبو نيان
العضويات:
- عضو تنفيذي لمجلس الأعمال السعودي السويدي
- عضو تنفيذي لمجلس الأعمال السعودي لدول إقليم شمال أوروبا
- عضو تنفيذي لمجلس شباب أعمال الشرقية