من تراث الدار لشوارع اليوم.. جوناثان أندرسون يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ ديور (فيديو)

بجرأة مدروسة، افتتح المصمم البريطاني جوناثان أندرسون أول عرض له ضمن دار ديور Dior لربيع وصيف 2026، ليس بفستان فاخر أو سترة مزدوجة الأزرار، بل بـ شورت كارجو مصنوع من 15 مترًا من قماش القطن الفاخر ومطوي بعناية ليحاكي إحدى تصاميم كريستيان ديور التاريخية.
كان ذلك بمثابة إعلان مباشر عن بداية جديدة للدار، ترتكز على إعادة صياغة التراث بأسلوب مفعم بالحداثة والتناقضات الذكية.
أندرسون، الذي نُقل من دار Loewe بعد أن حوّلها إلى مرجع ثقافي معاصر، أُوكلت إليه مهمة إعادة إشعال وهج ديور في وقت يواجه فيه قطاع الموضة الفاخرة ركودًا عالميًا.
ومع هذا العرض، بدا أنه لا يسعى إلى مجرد تقديم مجموعة ناجحة، بل إلى إعادة بناء هوية الدار من جديد.
مزج ذكي بين التاريخ والشارع
أُقيم العرض داخل خيمة مؤقتة مستوحاة من متحف جيملده جاليري Gemäldegalerie في برلين، بجدران مكسوة بمخمل رمادي وأرضيات خشبية كلاسيكية، حيث عُلقت لوحات تعود إلى الفنان الفرنسي جان سيميون شاردان، أحد المفضلين لدى كريستيان ديور نفسه.
وفي الصفوف الأمامية، جلس نجوم مثل روجيه فيدرر، دانيال كريغ، ASAP Rocky، وريهانا، إلى جانب مصممين من أمثال جاكيموس ودوناتيلا فيرساتشي وفيريل وليامز، في مشهد جسّد رمزية اللحظة.
جوناثان أندرسون ينضم إلى علامة ديور للرجال.. هذه أفضل تصاميمه على مدار السنوات
ووصف أندرسون المجموعة بأنها "نقطة بداية"، تجمع بين الرسمية، والتاريخ، والمادة، ومن خلال سترات "بار" الشهيرة المعاد تصميمها، والفيستات الحريرية المُستوحاة من القرن الثامن عشر، وحتى البناطيل الجينز الداكنة التي استلهمها من فترة هيدي سليمان في ديور، أعاد تشكيل أرشيف الدار بلغة شبابية معاصرة.
وما ميّز العرض لم يكن فقط تقنيات الخياطة العالية التي استعان بها أندرسون لأول مرة، بل الطريقة التي دمج بها بين الأناقة واللامبالاة الظاهرة: سترات رسمية مُنسقة مع قمصان غير مكوية، فيستات مزركشة فوق جينز وسنيكرز، وكنزات كابل ملوّنة تُلف حول الأكتاف فوق قمصان توكسيدو.
أندرسون.. بين الرهبة والرؤية
وفي لقطة بارزة، ظهر أحد العارضين يرتدي سترة "بار" رسمية مع بنطال بلون "نانتوكيت الأحمر" الشهير، في تركيبة صادمة بين الأناقة الباريسية والرقي الأميركي العفوي، اختصر فيها أندرسون مفهوم "البذخ السهل" بتعبير حديث.
واعترف أندرسون لاحقًا بأنه شعر بالتوتر الكبير قبل العرض، وقال: "اسم ديور أكبر مني بكثير. هو على كل لوحة إعلان، على ريهانا، هو اسم يتجاوز الأفراد".
ورغم هذه الرهبة، خطف المصمم الأنظار بثقة لحظة انحنائه لتحية الجمهور وسط تصفيق حار، وهو يعلم أن ما قدمه ليس مجرد مجموعة ملابس، بل بيان ثقافي جديد لدار فرنسية عريقة.