محتوى الجسد المثالي على تيك توك يترك أثرًا نفسيًا.. دراسة تكشف
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Psychological Reports، رصد باحثون صينيون علاقة واضحة بين كثافة استخدام المراهقين لمنصات الفيديو القصير مثل تيك توك وظهور أعراض اضطرابات الأكل وعدم الرضا عن شكل الجسد، خصوصًا لدى الفتيات.
الدراسة التي أشرف عليها الباحث "ليهنغ فان" Liheng Fan وشملت 795 طالبًا وطالبة تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عامًا ، كشفت أن المراهقين الذين يقضون وقتًا أطول في مشاهدة هذه المنصات يعانون مستويات أعلى من مقارنة أجسادهم بالمحتوى المرئي، ما يؤدي بدوره إلى تدهور نظرتهم الذاتية وتبني سلوكيات غذائية غير صحية.
اقرأ أيضًا: دراسة: جيل Z يهاجر من جوجل إلى تيك توك ويوتيوب!
وأوضحت النتائج أن الفتيات هن الأكثر تأثرًا من حيث المقارنة الجسمانية وعدم الرضا، في حين أظهر الأولاد ارتباطًا مباشرًا بين زيادة الاستخدام وظهور أعراض اضطرابات الأكل. كما تبين أن 9% من العينة أبلغوا عن سلوكيات غذائية غير صحية قد تشير إلى خطر تطور اضطرابات الأكل.
وبحسب الباحثين: "كلما زاد معدل مشاهدة الفيديوهات القصيرة، زادت احتمالية ظهور أعراض اضطرابات الأكل لدى المراهقين. وتظهر الفروقات بين الجنسين بوضوح، حيث يلعب عدم الرضا عن الجسد دورًا وسيطًا عند الأولاد، بينما ترتبط لدى الفتيات بمقارنة أجسادهن بشكل مباشر بمقاطع الفيديو".
اقرأ أيضًا: تحميل تيك توك وكل ما يجب أن تعرفه عنه
محتوى الجسد المثالي والانعكاسات النفسية
ورغم أن الدراسة لم تثبت العلاقة السببية بين استخدام المنصات وظهور الاضطرابات، فإنها تُضيف إلى التوعية النفسية المتنامية التي تسلط الضوء على أثر المحتوى الرقمي المثالي على الصحة النفسية للمراهقين، لا سيما في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعديلات البصرية التي تصنع صورًا غير واقعية لأجساد البشر.
ويُشار إلى أن هذه المنصات، مثل تيك توك وإنستغرام Reels ويوتيوب Shorts، تُغذّي المحتوى تلقائيًا وفق تفضيلات المستخدم، ما يعزز انغماس الشباب في مقارنات مستمرة قد تتحوّل إلى اضطرابات نفسية وسلوكية خطيرة ما لم يتم التدخل مبكرًا.
