كيف يتم التعامل مع الكسوة القديمة للكعبة؟
تتزامن بداية السنة الهجرية مع لحظة تاريخية في مكة المكرمة، حيث يتم استبدال كسوة الكعبة المشرفة بحلتها الجديدة، في تقليد سنوي يعكس التزام المملكة العربية السعودية العميق في خدمة الحرمين الشريفين وزوارهما.
اقرأ أيضًا: حقائق ومعلومات عن كسوة الكعبة المشرفة
تُشرف جهات حكومية سعودية مثل "الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي" و"مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة" على عملية استبدال الكسوة كل عام.
الكسوة الجديدة، المطرزة بالذهب والفضة على حرير خالص، تُصنع بأيد سعودية مختصة، وتُعرض بشكل مهيب على الهواء مباشرة في بعض القنوات الفضائية.
أين تذهب الكسوة القديمة؟
مع أن عملية استبدال الكسوة تتطلب دقة وعناية، فإن السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: أين تذهب الكسوة القديمة؟ تُجزأ الكسوة القديمة إلى قطع صغيرة، ثم تُوزع كهدية ثمينة على كبار الشخصيات، مثل رؤساء الدول والسفراء والوزراء.
كما يتم إرسال أجزاء منها إلى المتاحف داخل وخارج السعودية، حيث تعرض كذكرى تاريخية هامة في مكاتب المسؤولين، مما يُعد نوعًا من الاعتزاز بهذه الهدايا القيمة.
الجدير بالذكر الاهتمام السعودي بالكسوة بدأ منذ عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن عام 1927، حين افتتح أول دار لتصنيع الكسوة في مكة المكرمة. في عام 1977، تم إنشاء "مصنع كسوة الكعبة" في حي أم الجود بمكة المكرمة.
هذا الاهتمام لا يتوقف عند الكسوة فقط، بل يشمل مشاريع كبيرة مثل توسعة الحرمين الشريفين، ومشروع الجمرات، وقطار الحرمين السريع، بهدف توفير أقصى درجات الراحة لزوار الأماكن المقدسة.
الاهتمام بالمشاعر المقدسة وتقديم أفضل الخدمات للحجاج لا يزال مستمرًا في السعودية، حيث يتوافد الآلاف من العاملين في الجهات الحكومية سنويًا لتقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام.
كما يحرص الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على متابعة سير أعمال الحج بشكل مباشر، مما يعكس الرسالة الإيمانية السعودية الموروثة منذ عهد الملك عبد العزيز.
