هل يمكن للألعاب العنيفة أن تخفف التوتر؟ دراسة تُفاجئ الجميع
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة International Journal of Psychophysiology أن ألعاب الفيديو يمكن أن تخفف من مؤشرات التوتر الفسيولوجية، مثل معدل ضربات القلب ومستوى الكورتيزول، حتى عندما يشعر اللاعب نفسه بالتوتر أو الانزعاج. المفاجئ أن هذا التأثير الإيجابي شمل جميع اللاعبين، سواء مارسوا مقاطع عنيفة أو غير عنيفة من لعبة A Plague Tale: Requiem.
مع تجاوز عدد لاعبي ألعاب الفيديو عالميًا حاجز 3 مليارات شخص، بات واضحًا أن كثيرين يلجأون للألعاب الرقمية بهدف التسلية، والهروب من ضغوط الحياة اليومية، أو حتى كوسيلة لتنظيم الانفعالات. وقد أظهرت استطلاعات سابقة أن 89% من اللاعبين يعتبرون الألعاب وسيلة لتخفيف التوتر، رغم وجود آراء معاكسة تشير إلى إمكانية تسبب الألعاب – خاصة التنافسية أو العنيفة – في رفع مستويات التوتر على المدى القصير أو الطويل.
شملت الدراسة 82 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا (بمتوسط 23 عامًا)، منهم 42 امرأة. وتم تعريض المشاركين أولًا لاختبار نفسي معروف باسم اختبار الماء البارد المصحوب بالتقييم الاجتماعي (SECPT)، الذي يطلب من الشخص إبقاء يده في ماء مثلج بينما يُراقب بالكاميرا، ويُسأل دوريًا عن حالته، مما يحفز رد فعل توتر واضح جسديًا ونفسيًا.
عقب ذلك، قُسّم المشاركون إلى مجموعتين:
مجموعة لعبت مقاطع عنيفة من لعبة A Plague Tale: Requiem
ومجموعة لعبت مقاطع غير عنيفة من نفس اللعبة، لمدة 25 دقيقة تقريبًا باستخدام منصة PlayStation 5.
اقرأ أيضًا: سلبًا أم إيجابًا؟ دراسة تكشف الوجه الاجتماعي الخفي لألعاب الفيديو
أدوات القياس والنتائج
اعتمد الباحثون على أجهزة تخطيط القلب (ECG) ومقاييس هرمون الكورتيزول من اللعاب، بالإضافة إلى استبيانات شخصية لقياس مستويات التوتر والشعور بالاسترخاء.
فسيولوجيًا: انخفض معدل ضربات القلب ومستويات الكورتيزول في كلا المجموعتين بعد جلسة اللعب، وهو ما يُشير إلى استجابة جسدية للتهدئة.
نفسيًا: رغم الانخفاض الجسدي في التوتر، أبلغ اللاعبون الذين خاضوا المقاطع العنيفة عن شعور أكبر بالتوتر والانزعاج، مقارنة بأولئك الذين لعبوا المقاطع غير العنيفة، والذين أظهروا استجابات أكثر هدوءًا.
يُرجع الباحثون هذا "الانفصال" بين المشاعر الذاتية والمؤشرات الفسيولوجية إلى الاختلاف في تقييم اللاعبين لطبيعة التجربة، حيث بدت المقاطع العنيفة أكثر صعوبة أو تحديًا، مما زاد من التوتر الذاتي، رغم أن الجسد كان يستجيب بشكل مغاير وأكثر هدوءًا.
