لماذا ينفي فريق إيلون ماسك استخدامه لجهاز كمبيوتر؟
في تطور لافت ضمن معركته القضائية المستمرة ضد شركة OpenAI، زعم فريق الدفاع عن إيلون ماسك أن الملياردير الشهير "لا يستخدم الكمبيوتر"، في محاولة للدفاع عن عدم امتثاله الكامل لإجراءات تبادل المعلومات (Discovery) في الدعوى القضائية المقامة ضد الشركة التي شارك في تأسيسها.
وجاء هذا الادعاء المثير في خطاب رسمي موجه إلى قاضي المحكمة الفيدرالية في أوكلاند، إذ نفى المحامي جيمي باركنن أن يكون فريق ماسك قد امتنع عن جمع الوثائق ذات الصلة، مؤكدًا أنهم قاموا بالبحث في هاتف ماسك المحمول وحساباته البريدية، مضيفًا أن "ماسك لا يستخدم جهاز كمبيوتر من الأساس".
لكن الواقع الرقمي يبدو أن له رأيًا آخر، إذ سبق لماسك أن نشر عدة مرات عبر منصته X، ما يناقض تمامًا هذه الادعاءات، ففي مايو الماضي صرح: "ما زلت أستخدم حاسوبي المحمول القديم الذي يحمل ملصق @DOGE".
كما نشر في ديسمبر 2024 صورة لحاسوبه المحمول مرفقة بتعليق مباشر: "هذه صورة لحاسبي المحمول"، وفي فبراير كتب ببساطة: "اشتريت للتو حاسوبًا محمولًا جديدًا".
حتى بعض موظفي منصة X أكدوا لموقع Wired، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أنهم شاهدوا ماسك يستخدم حاسوبًا محمولًا في أكثر من مناسبة، رغم تفضيله العمل من هاتفه.
اقرأ أيضاً حاسوب Colossus الخارق: عملاق إيلون ماسك الذي قد يغيّر شكل المستقبل
خلفية النزاع: من الحلم المفتوح إلى الربح المغلق
تأتي هذه التطورات ضمن قضية ضخمة رفعها ماسك ضد كل من سام ألتمان وOpenAI، يتهمهم فيها بخيانة المبادئ التي تأسست عليها الشركة. ووفق الدعوى، يزعم ماسك أن OpenAI تحوّلت من منظمة غير ربحية تهدف لخدمة البشرية إلى "ذراع تجاري مغلق المصدر" تابع لشركة مايكروسوفت، يسعى للربح على حساب الصالح العام.
وتضمّن ملف الدعوى اتهامات بخرق العقود والواجبات الائتمانية، وممارسة "أساليب تجارية غير عادلة"، فضلًا عن مطالبة ماسك بإصدار حكم يُجبر الشركة على العودة لنموذج المصدر المفتوح، ومنع مسؤوليها من تحقيق مكاسب شخصية من تطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI).
وادّعى ماسك أن نموذج GPT-4 يُحتمل أن يُصنَّف كذكاء عام اصطناعي، لكن تصميمه وخصائصه الدقيقة غير معروفة سوى لـOpenAI وشريكها مايكروسوفت، ما يتنافى تمامًا مع مبدأ الشفافية والانفتاح الذي حملته الشركة في اسمها ورسالتها.
اقرأ أيضاً إيلون ماسك يودع السياسة ويعلن مغادرة البيت الأبيض
في الدعوى، شبّه ماسك ما حدث بمثال ساخر: "تخيّل أن تتبرع لمنظمة غير ربحية لحماية غابات الأمازون، ثم تكتشف لاحقًا أنها أسست شركة ربحية لقطع الأشجار، مستخدمة أموال تبرعاتك لتدمير الغابة نفسها. هذه هي قصة OpenAI اليوم".
ماسك، الذي تبرّع بأكثر من 44 مليون دولار لصالح الشركة حين كانت غير ربحية، يشعر اليوم بأن مساهمته استُخدمت لإثراء مشروع ربحي تبلغ قيمته السوقية 80 مليار دولار، في انعكاس صارخ لما وصفه بـ"خيانة المبدأ" لاستخدام الذكاء الاصطناعي من أجل الجميع.
