إيلون ماسك يودع السياسة ويعلن مغادرة البيت الأبيض

أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك انسحابه رسميًا من "إدارة كفاءة الحكومة DOGE"، مودعًا البيت الأبيض بعد يوم واحد فقط من انفصاله العلني عن الرئيس دونالد ترامب، إثر خلافات حادة حول قانون الإنفاق الفيدرالي الجديد.
وفي رسالة نشرها عبر منصة X، كتب ماسك: "مع انتهاء مهمتي المجدولة كموظف حكومي خاص، أود أن أشكر الرئيس ترامب على الفرصة التي منحني إياها للمساعدة في تقليص الهدر الحكومي"، وأضاف: "مهمة DOGE ستزداد قوة مع مرور الوقت لتصبح أسلوب حياة في كافة مفاصل الحكومة".
وكان من المقرر أن تنتهي فترة عمل ماسك في البيت الأبيض بحلول 30 مايو، حيث جاءت مهمته ضمن تعيين مؤقت لمدة 130 يومًا فقط، لكنه بدأ فعليًا في الابتعاد عن الساحة السياسية تدريجيًا خلال الأسابيع الماضية، وسط تسريبات حول توتر علاقته بعدد من كبار المسؤولين في الإدارة.
خلاف علني بسبب مشروع قانون
بلغت الخلافات ذروتها عندما انتقد ماسك مشروع قانون الإنفاق الجديد، البالغ قيمته 3.8 تريليون دولار، في تصريحات أدلى بها من قاعدة "ستاربيس" التابعة لشركة سبيس إكس في جنوب تكساس.
وقال في حديثه مع قناة CBS: "هذا المشروع يقوّض الجهود التي تبذلها فرقة DOGE"، وصرّح لاحقًا لصحيفة واشنطن بوست: "DOGE أصبحت كبش فداء لكل شيء... نتلقى اللوم على أمور لا علاقة لنا بها".
ساهم ماسك بشكل كبير في فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2024، من خلال تبرعات مالية ضخمة ودعم علني ملفت، وهو ما أهّله للحصول على لقب "الصديق الأول" في البيت الأبيض.
وقد شوهد لعدة أشهر وهو يرافق ترامب في اجتماعاته، ويجري إصلاحات جذرية في الوكالات الفيدرالية، حتى إنه اصطحب ابنه "X" إلى المؤتمرات الصحفية والاجتماعات الرسمية.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يشكر السعودية على السماح باستخدام ستارلينك داخل أراضيها (فيديو)
لكن حضوره القوي أثار استياء العديد من الموظفين والمسؤولين، خاصة مع الإجراءات التي اتخذها لتقليص الإنفاق، والتي شملت تسريح عشرات الآلاف من الموظفين وإغلاق 11 وكالة فيدرالية، مما وفّر على الحكومة ما يقدر بـ160 مليار دولار.
خسائر سياسية واقتصادية رغم التوفير
رغم هذا التوفير الضخم، لم ينجح ماسك في تحقيق هدفه المعلن المتمثل في توفير 2 تريليون دولار من الهدر، وعلى العكس، تعرض لسلسلة من الدعاوى القضائية والاحتجاجات العنيفة التي طالت شركاته، بما فيها شركة تسلا التي تضررت أسهمها بسبب التوترات السياسية.
وقد ظهرت دعوات داخل مجلس إدارة تسلا تطالب باستبدال ماسك، خاصة بعد أن أصبحت صالات عرض الشركة ساحة للمظاهرات.
وفي مقابلة مع موقع Ars Technica، اعترف ماسك بأنه بالغ في انخراطه في السياسة، قائلاً: "ربما قضيت وقتًا طويلاً في العمل الحكومي على حساب الشركات، وقد خفضت ذلك مؤخرًا بشكل كبير".
فيما وجّه انتقادًا ساخرًا لقانون ترامب الجديد، قائلاً: "أعتقد أن مشروع القانون يمكن أن يكون كبيرًا أو جميلاً، لكن لا أظنه يستطيع أن يكون كلاهما في آن واحد".
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يخطط لجولة تمويل ضخمة بقيمة 20 مليار دولار
وداع بمجاملة ورسالة سياسية
رغم كل التصريحات النارية، حرص ماسك على توجيه الشكر لترامب في ختام مهمته، بينما أكد الرئيس الأمريكي أنه لا توجد أي خصومة بين الطرفين، مشيدًا بما قدمه ماسك في إطار DOGE، وأضاف: "كان مرحبًا به للبقاء طالما أراد ذلك".
في المقابل، أطل ماسك مؤخرًا وهو يرتدي قميصًا يحمل شعار "احتلوا المريخ"، في إشارة إلى عودته للتركيز على مشروعه الفضائي الأهم، بعد فترة مضطربة قضاها في دهاليز السياسة الأمريكية.