هذا ما تفعله دموع المرأة في الرجال!
أظهرت دراسة علمية نُشرت في مجلة PLOS Biology أن دموع النساء تملك تأثيرًا فسيولوجيًا مباشرًا في تقليل العدوانية لدى الرجال.
وبيّنت نتائج الدراسة أن الدموع، رغم كونها محلولًا ملحيًا عديم الرائحة، تطلق إشارات كيميائية غير مرئية تُستنشق دون وعي، وتؤثر على نشاط الدماغ في المناطق المسؤولة عن السلوك العدواني، مما يؤدي إلى تراجع ملحوظ في الحدة بنسبة تصل إلى 44%.
ولم يكن هذا الاكتشاف الوحيد، إذ أكدت دراسة سابقة أن دموع النساء تُقلل من جاذبيتهن في أعين الرجال. فقد أظهرت الصور الدماغية انخفاض النشاط في المناطق المرتبطة بالرغبة، ما يثبت أن البكاء يغيّر كيمياء الانجذاب، حتى دون وعي الطرف الآخر.
تشير بيانات الجمعية الألمانية لطب العيون إلى أن النساء يبكين بمعدّل يتراوح بين 30 و64 مرة سنويًا، مقارنة بـ6 إلى 17 مرة فقط عند الرجال. كما تمتد مدة بكاء النساء إلى 6 دقائق في المتوسط، مقابل دقيقتين إلى ثلاث عند الرجال.
ومن أصل 37 دولة شملتها دراسة واسعة، بكَت 20% من النساء في أثناء متابعة الأولمبياد مقارنة بـ8% فقط من الرجال.
اقرأ أيضًا: بكاء الرجل خطوة شجاعة ووسيلة للراحة النفسية
العوامل البيولوجية: الهرمونات والقنوات الدمعية
يتجاوز الأمر التكوين النفسي، إذ يلعب هرمون البرولاكتين، المرتفع لدى النساء، دورًا في تحفيز الاستجابة العاطفية، فيما يُثبط التستوستيرون الميل للبكاء عند الذكور. كما أن القنوات الدمعية الأصغر لدى النساء تجعل الدموع تتدفّق بسهولة، ما يُعزز الفارق الظاهري في التعبير العاطفي.
رغم الفوائد العاطفية والفسيولوجية للبكاء، لا تزال النساء يُواجَهن بأحكام اجتماعية جائرة، خصوصًا في بيئات العمل. فتُفسَّر الدموع على أنها ضعف أو سلوك غير مهني، ما قد يُهدد فرص الترقي أو الاستقرار المهني. وهو ما يعكس خللًا في التصورات الثقافية حول التعبير العاطفي.
البكاء يُساهم في تنظيف العينين، ويُفرز هرمون الإندورفين الذي يقلل التوتر ويُعزز النوم. كما يدعم المناعة بفضل احتوائه على بروتينات وهرمونات مفيدة. إلا أن الإفراط في البكاء قد يؤدي إلى جفاف العين، تهيّج، إحساس بالحرقة، واضطراب مؤقت في الرؤية. ولهذا يُنصح دائمًا بترطيب العين بعد البكاء الطويل.
