لا رجعة بعد الأربعين.. دراسة تكشف العقد الأخطر في صحة الانسان
في دراسة فنلندية حديثة نُشرت يوم 30 مايو 2025 في مجلة Annals of Medicine، حذّر الباحثون من أن الفترة العمرية بين 36 و46 عامًا تُعد الأخطر على الإطلاق فيما يتعلق بتدهور الصحة البدنية والنفسية، إذ تبدأ العادات الصحية السلبية كالتدخين، والخمول البدني في الترسّخ حتى تصبح جزءًا بيولوجيًا من الجسم يصعب تفكيكه لاحقًا.
اقرأ أيضًا: احذر.. التدخين الإلكتروني يضعف وظيفة الأوعية الدموية
تراكم السلوكيات السلبية.. صمت بيولوجي قاتل
شملت الدراسة بيانات 369 شخصًا تم تتبع سلوكياتهم الصحية بدءًا من عام 1968 حتى 2021، حيث طُلب من المشاركين تسجيل ما إذا مارسوا سلوكيات خطرة كالتدخين أو قلة النشاط الحركي في خمس مراحل عمرية محددة: 27، 36، 42، 50، و61 عامًا.
وبحسب ما أفاد به الباحثون، فإن الأشخاص الذين احتفظوا بعادتين من هذه السلوكيات حتى سن 46 عانوا معدلات مضاعفة من الاكتئاب، وازديادًا في مؤشرات الخطر الأيضي، مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن، وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL)، مقارنة بمن تبنوا نمط حياة صحيًا.
التوقيت أخطر من العادة
تبيّن أن توقيت تبنّي السلوك الخطر لا يقل أهمية عن السلوك ذاته، إذ إن من بدأوا التدخين أو قلة الحركة في عشرينياتهم، عانوا من تدهور صحي أشد في الأربعينات وما بعدها، مقارنة بمن بدأوا نفس العادات لاحقًا في الأربعينيات.
كما أظهرت النتائج أن تراجع الصحة النفسية كان أشد وطأة لدى من استمروا بتلك السلوكيات لعقود، حيث سجلوا درجات أعلى في أعراض الاكتئاب، وتقييمًا سلبيًا أكثر لحالتهم الصحية العامة.
اقرأ أيضًا: للتخلص من التدخين ثلاث خطوت
لا رجعة بعد الأربعين
رغم أن الدراسة لم تتمكن من إثبات العلاقة السببية بشكل حاسم، فإنها كشفت عن علاقة قوية بين تراكم السلوكيات غير الصحية والاكتئاب، مؤكدة أن هذه التراكمات تؤدي إلى تثبيت الأذى البيولوجي داخل الجسم، ويصبح التغيير بعد الأربعين أقل فعالية بكثير.
رسالة تحذيرية للرجال
يشير الخبراء إلى أن "العادات الصحية لا تتغير كثيرًا في منتصف العمر، بل تصبح قضايا مزمنة"، ما يستدعي مواجهة تلك السلوكيات مبكرًا. ويُعد هذا النداء مهمًا بشكل خاص للرجال، إذ تُظهر الإحصاءات أن 42% من الأمريكيين يعانون من السمنة، وغالبهم من الذكور، بينما يواجه 133 مليون أمريكي شكلًا من أشكال الأمراض المزمنة، ما يجعل السنوات بين 30 و50 حاسمة في تقرير مصير الصحة الجسدية والعقلية.
